ثقافة وفن

المجلس الأعلى للغة العربية ينظم يوما دراسيا الحقوق اللغوية للطفل

وجه المجلس الأعلى للغة العربية، بالشراكة مع المفوضية الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، دعوة للباحثين والأساتذة الراغبين في المشاركة باليوم الدراسي الذي سينظم بمكتبة الحامة بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم ، الموافق ل 21 من شهر فيفري من كل سنة، حول “الحقوق اللغوية للطفل الجزائري بين المطالب الاجتماعية وحقوق الإنسان”.
وجاء في بيان صدر عن المجلس تحوز الحياة العربية على نسخة منه ان الهدف من اليوم الدراسي هو التأسيس لمشروع تخطيط تربوي واعد لتعليم اللغات الوطنية والأجنبية في الجزائر، الاستفادة من خبرات الأساتذة والباحثين المختصين في اللسانيات وعلم النفس والقانون الدولي وحقوق الإنسان في مواجهة الوضع اللغوي المعاصر للطفل الجزائري، دعم الشراكة بين المجلس الأعلى للغة العربية ومؤسسات التعليم العالي، لمعالجة القضايا اللغوية الخاصة باهتماماته، ومعالجة القضايا اللغوية ذات البعد الوطني والعالمي للغة العربية وغيرها من اللغات الوطنية في مجتمعاتها.
وحسب ديباجة اليوم الدراسي فان اللغة تلعب دورا مهما في حياة الإنسان، فإلى جانب كونها وسيلة للتواصل، تعد وسيلة للتعلم والرقي في أعلى مراتب السلم الاجتماعي، باعتبارها أداة لتحصيل المعرفة التي تعد أساسا لبناء المجتمع، لهذا تَجد معظم المجتمعات النامية تحرص في تعليمها على تعلم اللغات الأجنبية، أمام حاجتها للانفتاح المعرفي على مختلف مجالات العلوم التي تتوفر عليها هذه اللغات، حيث يتم فيها تصنيف الأفراد داخل هذه المجتمعات، استنادا إلى مدى التحكم في هذه اللغات الأجنبية، مما يضطر بعض أفرادها إلى تعلم اللغات الأجنبية في مرحلة مبكرة من التعليم، على حساب اللغة الأم أو اللغات الوطنية الأقرب إلى هذه اللغة.
يجد الطفل الجزائري نفسه في المراحل الأولى من التعليم، على غرار هذه المجتمعات، مجبرا على تعلم اللغات الأجنبية الفرنسية أو الإنجليزية على حساب اللغات الوطنية، نتيجة المطالب الاجتماعية التي تفرض عليه أن يتعلم إحدى اللغات الأجنبية لاعتلاء أعلى سلم في الرقي الاجتماعي، ليجد الطفل الجزائري نفسه مجبرا على تعلم لغة لا يمكن أن تحقق التواصل بينه وبين غيره من أفراد مجتمعه، إلا في حدود ضيقة، مما يجعله يعيش نوعا من الانفصام في الشخصية بين الشخصية التي تصنعها اللغة الأجنبية والشخصية الوطنية، أو حالة من العزلة اللغوية عن المجتمع. يحدث هذا في الغالب مع أبناء نخبة من المجتمع الذين يفرضون هذا النوع من الممارسة التعليمية للغة على أبنائهم، وهو ما يجعلهم يعيشون حرمانا لغويا، يضطر الأولياء إلى تداركه بعد فوات الأوان،
أمام هذه المشاكل اللغوية التي يواجهها الطفل الجزائري في تعلمه اللغات الوطنية، وأثرها على شخصية الفرد الجزائري، ينظم المجلس الأعلى للغة العربية والمفوضية الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، ملتقى وطنيا حول “الحقوق اللغوية للطفل الجزائريين المطالب الاجتماعية وحقوق الإنسان” يوم 21 فيفري 2019، بقاعة المكتبة الوطنية، وعليه فإن المجلس الأعلى للغة العربية، والمفوضة الوطنية لحماية الطفولة وترقيتها، يدعوان كافة الخبراء والباحثين المختصين في اللسانيات، وعلم النفس والقانون الدولي وحقوق الإنسان، إلى المشاركة في فعاليات هذا الملتقى، لمواجهة المشاكل اللغوية التي تعترض الطفل في الجزائر وغيرها من المجتمعات النامية، تحقيقا لمسعى المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” في حماية الحقوق اللغوية للطفل.
كما يستهدف هذا الملتقى، تحقيق جملة من الأهداف، أهمها التحسيس بخطورة الوضع اللغوي للطفل الجزائري في ظل التعلم المبكر للغات الأجنبية على حساب اللغات الوطنية، بيان الآثار السلبية للتعلم المبكر للغات الأجنبية على شخصية الفرد الجزائري، التنويه بدور السياسة اللغوية في مواجهة المشاكل اللغوية للطفل الجزائري، التنويه بدور التخطيط التربوي المحكم في توجيه تعليمية اللغات الوطنية والأجنبية.
يتناول هذا الملتقى جملة من المحاور المتعلقة بالموضوع، منها تعلم اللغات الأجنبية قبل اللغات الوطنية وأثره على شخصية الفرد الجزائري، الغزو اللغوي للغات العولمة وأثره على الهوية الوطنية للفرد الجزائري، موقف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان من تعليم اللغات الأجنبية قبل اللغات الوطنية، موقف المنظمات الدولية لحقوق الإنسان من التعليم باللغات الأجنبية بدل اللغة الأم، أثر السياسة اللغوية في توجيه تعليم اللغات الوطنية والأجنبية في المؤسسات التعليمية، أثر التخطيط التربوي في تعليمية اللغات الوطنية والأجنبية داخل المؤسسات التعليمية، أثر الإعلام على لغة الطفل الجزائري سلبا وإيجابا، واللغة الأم ودورها في التحصيل المعرفي لدى الطفل.
نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى