ثقافة وفنفي الواجهة

المخرج الجزائري أحمد راشدي:”التلفزيون أثر سلبا على تطور السينما العربية”

يرى المخرج الجزائري أحمد راشدي أن السينما الجزائرية تعيش في أصعب ظروفها في هذه الفترة، وارجع سبب تراجعها بعد ما وصلت للعالمية في السبعينيات إلى عدة عوامل منها إغلاق أربع مؤسسات حكومية كانت تمول الأفلام وتوزعها بسبب ضغط صندوق النقد الدولي، والعشرية السوداء التي تسببت في هجرت الكثير من المخرجين إلى أوروبا  وغيرها من الأسباب التي علقت حسبه تطور السينما في الجزائر.

قال المخرج الجزائر القدير أحمد راشدي خلال مشاركته في مهرجان الدار البيضاء بالمغرب مؤخرا أن السينما الجزائرية مرت بعصور مختلفة، وعصرها الذهبي كان في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ثم جاءت أجيال أخرى من السينمائيين الجزائريين وتنظيمات أخرى للسينما الجزائرية، ثم جاءت الحرب الأهلية “العشرية السوداء” التي تسببت في توقف السينما الجزائرية تماما لمدة 10 سنوات، وكان من الصعب أن تعود كما كانت، لكنها يضيف احمد راشدي بدأت حالياً العودة على يد جيل الشباب في الجزائر، وهذا الجيل يبشر بالخير، ومن الممكن أن يكون دافعا لعودة السينما الجزائرية لسابق عهدها. وأضاف في السياق ذاته أن التراجع الذي شهدته السينما الجزائر مرتبط أيضا بإغلاق أربع مؤسسات حكومية كانت تمول الأفلام وتوزعها بسبب ضغط صندوق النقد الدولي، مما أدى ذلك إلى توقف نحو 500 قاعة سينما عن العمل فتحولت إلى مستودعات. كما أضاف أن السينما الجزائر ورغم ما وصلت له في السنوات السابقة إلا أنها لم تؤسس لحراك فعلي ومؤسساتي يجعل من السينما إحدى أدوات الثقافة في الجزائر كبقية الفنون الأخرى.

وما تحققه السينما الجزائرية وحضورها في المحافل الدولية قال راشدي “السينما الجزائرية بدأت تستعيد جزءا من قوتها، لكن ليس المؤشر الرئيسي لذلك هو وجودها في مهرجان “كان” فقط، لأن هناك مهرجانات أخرى في العالم، سواء في أمريكا اللاتينية أو أوروبا أو حتى في العالم العربي، وكل عام يظهر فيلم أو فيلمان يشاركان في مهرجانات كبرى، وهو ما يبشر بالخير”.

وبخصوص فيلمه الجدية “نقطة النهاية” الذي أعلن عنه منذ فترة ولم يرى النور بعد قال أحمد راشدي المنتج لفيلم “زد” الذي أخرجه الفرنسي كوستا غافراس حائز عن على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1969، والمنتج أيضا للفيلمين”العصفور” و”عودة الابن الضال” للمخرج الراحل يوسف شاهين، أن فيلمه الجديد “نقطة النهاية” الذي بقى معطلا لمدة ثمانية سباب لأسباب غير معروفة لديه سيرى نور قريبا بعدما تلقى مؤخرا الموافقة بعرضه من قبل اللجنة المختصة بمشاهدة الأفلام، وقال عن الفيلم أنه يتألف من جزأين وكل جزء به مائة دقيقة، يعود فيه إلى تاريخ الجزائر كما سيحكي فيه قصة أول نوفمبر التي تبقى نقطة انطلاق الثورة التحريرية المجيدة التي عرفتها الجزائر والتي من خلالها نال الشعب الجزائري حريته واسترجع سيادته المسلوبة، ويقول بخصوص تقسيم الفيلم إلى جزأين وذلك راجع إلى أن الأحداث التي عرفتها الجزائر تستحق أكثر من ذلك ولا ينبغي تجاوزها، وان الاستعمار الفرنسي بالجزائر بدأ منذ سنة 1830 إلى غاية 1954، ومنها إلى الثورة التي تبقى من أهم الثورات التي شهدها الوطن العربي، وسيشارك في بطولة الفيلم 32 ممثلاً جزائرياً، منهم حسن كشاش ويوسف سحيري.

أما فيما يتعلق بواقع السينما العربية يقول صاحب فيلم “طاحونة السيد فابر” الذي جسد فيه دور البطولة الفنان عزت العلايلي، و”العقيد لطفي” و”فجر المعذبين” و”الأفيون والعصا”، وصولا إلى أحدث أفلامه “أسوار القلعة السبعة” الذي عرض العام الماضي، “واقع السينما العربية مثل واقع العالم العربي، فالسينما العربية ليس لديها في الواقع المكانة التي تستحقها، لأن التلفزيون أصبح هو المهيمن في عالمنا العربي، والتركيز أكبر على المسلسلات، لذلك واقع السينما العربية سيئ”.

أما فيما يتعلق بمشاريعه المستقبلية يقول المتحدث أن له عمل جديد كمنتج لمشروع فيلم جزائري تونسي مشترك بعنوان “شجرة الليل” يعمل على إخراجه التونسي عادل بكري، وشاركه في الإنتاج المنتج التونسي الراحل “نجيب عياد”مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ويتبقى في هذا الفيلم 10 أيام تصوير بين تونس والجزائر وإيطاليا، أما كمخرج فيقول المتحدث انه لديه مشروع فيلم يحمل عنوان “عمارة مغربيان” وهو عمل ما زال في مرحلة الكتابة، وفيلم آخر بعنوان “ثورة للبيع” المقتبس عن قصة للأديب المصري الفرنسي الراحل ألبير قصيري.

للإشارة، يعد المخرج أحمد راشدي من أهم المخرجين وصناع الأفلام التاريخية بالجزائر، شارك في حركة التحرير عام 1954، درس الأدب الفرنسي والتاريخ والسينما، بدأ العمل في السينما مع المخرج الفرنسي رينيه فوتييه الذي كان يعمل لصالح جبهة التحرير الوطني الجزائرية، بعد استقلال الجزائر ترأس أول مركز للسمعيات والبصريات، وشارك في إنتاج فيلم جماعي عنوانه “مسيرة شعب”، في عام 1964 أصبح مسؤولا في قسم السينما الشعبية في المركز القومي للسينما الجزائرية، قام بإخراج أكثر من 20 فيلماً روائياً وتسجيلياً إلى جانب مشاركته في إنتاج العديد من الأفلام الجزائرية، كما شارك أيضاً في إنتاج الفيلم المصري العصفور لمخرجه يوسف شاهين، إلى جانب مشاركته في إنتاج الفيلم العالمي “زد” للمخرج اليوناني الفرنسي كوستا غافراس.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى