ثقافة وفن

المخرج المسرحي محمد شرشال: “تنظيم مهرجانات مسرحية افتراضيا، يعد تعدي صارخ على طبيعة المسرح الحيوية”

يرى المخرج المسرحي الجزائري محمد شرشال أن فيروس كورونا لا يمكن أن يقتل الحياة المسرحية، باعتبار أن المسرح قوة حيوية، وما يجب الآن هو مناورة للالتفاف حول هذه  الجائحة قصد التغلب عليها، مؤكدا بأن المسرح سيعود آجلا أم عاجلا.

قال محمد شرشال عبر منشور له في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أن فيروس كورونا الذي يراه البعض بأنه قتل الحياة المسرحية في العالم بعد تأجيل عدة مهرجانات عالمية مهمة مثل ادينبرا وافنيون، وتحول العروض المسرحية لأكبر مسارح العالم إلى عروض تبث أون لاين، أنه لا يمكن قول ذلك باعتبار أن المسرح قوة حيوية، ويجب حسبه مناورة للالتفاف حول هذه  الجائحة قصد التغلب عليها، مثلما تغلب على أوبئة وحروب وظواهر طبيعية عرفتها البشرية وذلك لان المسرح مرتبط بالحياة.

أما فيما يتعلق بإعلان تونس عن إقامة المهرجان ديسمبر القادم، فاعتبره قرارا صائبا وفيه كثير من الأمل والرمزية، وقال “إن تونس لم تستسلم للفيروس وهي تأمل في اندثاره و تثق في حيوية المسرح، الأمل هنا، دواء للداء، وهو دعوة للتصدي بدل الاستسلام للموت والبحث عن الحلول الترقيعية ولو كانت على حساب طبيعة الفن المسرحي” مضيفا “أبدا تونس لم ولن تخاطر بإيجاد الأسباب لعودة الفيروس وقررها بتنظيم مهرجان قرطاج في ديسمبر القادم، فهي هنا ترفع سقف التفاؤل والشفاء، مع الاحتفاظ بهامش الحيطة، فأنا شخصيا لا أرى حرجا في إلغاء الدورة أو تأجيلها إن كان إجراءها فيه خطر على المسرحيين والمشاركين”.

أما بالنسبة لقرار اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة فاعتبره قرار غير سليم، ويمس بطبيعة المسرح الأصيلة، وهو ارتباطه المباشر بالمتلقي والجمهور العنصر الأساسي في العملية المسرحية، من خلاله تجاوبه المباشر وبفرضه لإيقاع العرض من خلال ردود أفعاله، وإلغاءه أو إبعاده عن العرض، مجازفة غير محسوبة العواقب.

من جهة أخرى وفيما يتعلق بتصوير العروض المسرحية قال يجب أن نعتبره إشكال آخر، لان تصوير الأعمال المسرحية يقول صاحب أحسن عرض مسرحي عربي لسنة 2019، “جي بي أس” يعتمد إلى وسائل زهيدة، مما يجعل التفرج على هته الأعمال أون لاين، غير ممتع وفيه كثير من الملل، مؤكدا حاجة إلى وسائل تصوير ضخمة وإخراج تلفزيوني، و حتى هنا يقول المتحدث لا يمكننا أن نسمي ما يعرض مسرحا بل مسرحيات مصورة والفرق متباين بين المعنيين، مشيرا إن أصرت لجنة تنظيم مهرجان القاهرة إجراء المهرجان أون لاين، ففي هذا يمكن أن نطلق عليه كل الأسماء إلا مهرجان المسرح، فيتحول اسمه من اسم مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي إلى مهرجان للفيديو، أو للمشاهد المصورة، ولنا إلا أن نطلع على إحدى شروط المشاركة والتي تنص على أن تكون مدة الفيديو من 10 إلى 50 دقيقة، و لا يوجد مانع في تصوير المشاهد التي تحدث بين ممثلين متباعدين بالهواتف الجوالة، قيل فيديو ولم يقال مسرحيات.

وفي الأخير أكد المخرج محمد شرشال بأن المسرح فن يجب أن تكون فيه المباشرة آتية، وحميمة، وأن لا يكون مسرحا إلا إذا حدث اتصالا مباشرا بين الممثل وأخر، ومن خلال تفاعل الخشبة مع الصالة مهرجانات آون لاين..المسرح فن إنساني، واللجوء إلى هذه الطرق يعد تعدي صارخ على طبيعة المسرح الحيوية.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى