الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

المخرج جعقر قاسم: “يجب تزويد السينما بمرافق ما بعد مرحلة الإنتاج والاستثمار في الموارد البشرية”

قدم المخرج والمنتج جعفر قاسم مجموعة من الاقتراحات من شأنها إعادة إحياء السينما الجزائرية، متأسفا للواقع الذي تعيشه السينما الجزائرية حاليا في ظل نقص المرافق والإمكانيات، المادية والبشرية.

قال المخرج جعفر قاسم إن هناك مبادرات وإرادة سياسية تتجه نحو إعادة بعث قطاع السينما في الجزائر، غير أنها حسبه تبقى غير كافية خاصة وأنها لم تتجسد في أرض الواقع، مطالبا بعقد سلسلة جلسات مع وزارة الثقافة والفنون وما بين الوزارات، كالتزام لتطوير السينما مع مختلف الفاعلين في المجال، مشيرا أن النهوض بالسينما الجزائرية يتطلب تظفر جهود جميع المؤسسات والهيئات الثقافية والاقتصادية التي تساهم بشكل كبير في تمويل المشاريع السينمائية باعتبار أن السينما صناعة.

كما تحدث في ذات السياق عن المشاكل التي مازال يواجهها المخرجون في انجاز مشاريعهم الفنية في ظل الظروف الحالية التي يعيشها القطاع مستدلا في حديثه بالصعوبات التي واجهته أثناء إنجاز فيلم “هيليوبوليس” منها غياب استوديوهات للتصوير والديكور السينمائي، ما أجبره على التجوال عبر ولايات الوطن، لإيجاد مواقع تتناسب مع سيناريو العمل.

وفي سياق أخر، تحدث المخرج عن قلة الممثلين المحترفين والمكونين أكاديميا وقال بهذا الصدد “إن المخرجين الجزائريين يواجهون غياب الممثلين المكونين أكاديميا، وغياب مدارس للفنون الدرامية، التي تكون ممثلين قادرين على أداء أدوار مختلفة”، مؤكدا أن قطاع السينما يعتمد على الخارج للقيام بالتركيب والتعديلات التقنية، ما جعل جزءا كبيرا من فيلم “هيليوبوليس” يركَّب في فرنسا، بسبب نقص الإمكانيات التقنية ومحطات ما بعد الإنتاج، مشيرا إلى أن هناك عدة مشاريع لإنتاج الأفلام، حيث الإنجاز مرهون بتوفر الإمكانيات، وأكد على ضرورة تزويد السينما بمرافق ما بعد مرحلة الإنتاج، خاصة الاستثمار في الموارد البشرية.

وبخصوص مشروعه الجديد، قال إنه بصدد التحضير لعمل تاريخي ثوري يتناول التجارب النووية للاستعمار الفرنسي في منطقة رقان، قائلا “التجارب النووية في صحراء الجزائر في الستينيات قبل الاستقلال وحتى لليوم لا تزال آثارها في رقان، وما أسعى نحوه أن يرى المشاهد التجارب النووية في الصحراء الجزائرية كفن وليس كتاريخ”، كما قال أنه بصدد البحث عن تجارب سينمائية جديدة تخص وقتنا الراهن، معتبرا أن السينما ليست إعادة للتاريخ فقط بل يجب أن تتقرب أيضا من المجتمع وقضاياه التي يعيشها في الوقت الراهن، حيث قال “يجب الاحتكاك بالمجتمع والشباب إذا أردنا النهوض بالسينما الجزائرية” إذا أردنا القضايا الاجتماعية التي نعيشها اليوم خاصة التي تتعلق بالشباب”.

المخرج، كاتب سيناريو ومنتج تلفزيوني وسينمائي جزائري، أول من أدخل السيتكوم إلى الجزائر، أنتج أنجح المسلسلات الجزائرية الرمضانية، صاحب شركة “برود أرت فيلم” للإنتاج شاركت بأول تجربة سينمائية له التي يطرقها من باب الفيلم الثوري، من خلال المسلسلات الرمضانية على غرار “السلطان عاشور العاشر” ، “جمعي فاميلي”، “ناس ملاح سيتي”، و”موعد مع القدر”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى