الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

المشاركون يدعون وزارة الثقافة لإنشاء مرصد للأدب والثقافة المهاجرة

اختتم أول أمس، بالمسرح الجهوي لعنابة “عز الدين مجوبي” أشغال الملتقى الأول “الادب الجزائري المهاجر”، الذي نظم على مدار يومين وشارك فيه أساتذة وباحثين مختصين في المجال على غرارالدكتور عبد المجيد حنون، الدكتور محمد ساري، الدكتور عبد الله حمادي، إلى جانب الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي.

وقدم المشاركون في الملتقى ورقات بحثية تضمنت التوصيات والأفكار والمقترحات، كما ثمن اختيار إشكالية الملتقى الذي جاء من رحم مناسبة تاريخية مهمة، ومن اهم ما جاء في توصيات الملتقى العمل على التدقيق في مصطلح “الادب المهاجر” من طرف مخابر البحث العلمي لتفادي تعدد، بالإضافة إلى ادراج مقياس “الادب الجزائري المهاجر” في برنامج كليات الآداب واللغات، كما وجه المشاركين دعوة لوزارة الثقافة والفنون من أجل المبادرة بإنشاء مرصد للأدب والثقافة المهاجرة، كماتم تثمين الشراكة والتوأمة الثقافية والعلمية بين مديرية الثقافة وجامعة باجي مختار بغية منح الصبغة العلمية والأكاديمية لأعمال الملتقى، هذا إلى جانب الدعوة لطبع مقالات الأساتذة المشاركين في كتاب جماعي، والحث على انعقاد مثل هذه الملتقيات التي تهتم بإحياء التراث الادبي الجزائري وتعمل على ابراز دوره في التعريف بوقائع واحداث الثورة المظفرة وتاريخ الجزائر الحديث، مع تكريم شخصيات أدبية ونقدية من ادباء “الادب الجزائري المهاجر”.

وقد ناقش الملتقى على مدار يومين عدة قضايا تهم الادب المهاجر بالجزائر، وقد تطرق الدكتور “العيد تاورتة” أستاذ بجامعة قسنطينة، إلى الهجرة في أدب الرسائل عند الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، أين أكد أن الأدب الجزائري بشكل عام يكاد أن يكون مهاجرا، مبرزا أن البشير الإبراهيمي واحدا من قمم الثقافة ليس فقط في الجزائر بل على مستوى العالم العربي والإسلامي، كما تناول في مداخلته هجرة البشير الإبراهيمي إلى المدينة المنورة التي لم تكن إلا واحدة من تلك الهجرات العديدة للجزائريين خارج وطنهم بسبب الاحتلال الفرنسي، مبرزا فترة انتقال الشيخ إلى دمشق، وعودته إلى الجزائر عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى وهو مقتنعا بأن العمل الحقيقي داخل الجزائر وليس خارجها، ساهم في إثراء الحياة الأدبية في الجزائر، مؤكدا أن البشير الإبراهيمي ركز في كتابه البصائر على توعية الشعب لمواجهة الاستعمار، حمل هم الأمة الإسلامية كلها ودافع على أرض العروبة والإسلام.

من جانبها تطرقت الدكتورة “رجاء بن منصور” من جامعة البليدة، إلى موضوع “بني كبلوت” الميث القبلي في مواجهة الاستعمار، من خلال رواية “نجمة” للكاتب ياسين، التي تعددت دراستها ومحاورها ومن بينها دور أدب المهجر في دعم الثورة، مشيرة إلى أن هذه الرواية صورت جانب هام من القضية الجزائرية، وأكدت أن الكاتب ياسين تميز بنقل صورة الاستعمار الحقيقية وفضائحه في الجزائر من خلال الأدب، وتمكن من خلال هذه الرواية أن يقول للفرنسيين بلغتهم نحن ليس فرنسيين.

أما الدكتور “إسماعيل بن صفية” فتناول في محاضرته ” جراحات الوطن وهموم المواطن في النص المسرحي الجزائري المهاجر”، حيث أكد من خلالها إلى أن هناك افتقار في النصوص المسرحية، وغيبها في البرامج والمقررات الدراسية، وأن هناك حضور محتشم للمرأة في المسرح الجزائري، مشيرا إلى أن مسرحية “أمسية في باريس” والتي عرضت مؤخرا بمسرح عنابة تعد المسرحية الوحيدة التي عرضة أحداث  17أكتوبر المعروفة باسم مجزرة باريس.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى