“المطلوب راهنًا”

بقلم الأسير القيادي: ثائر حنيني – سجن ريمون الصهيونى

لا يُخفى على أحد طبيعة المرحلة التي نعيشها والتي تكاد تكون غاية في التعقيد والصعوبة جرَّاء ما نواجه من تحديات تعترض طريق تحررنا، فبعد أكثر من سبعين  عامًا على عمر نضالنا وكفاحنا وتشريدنا في أصقاع الأرض وبعد كل ما واجهنا من قتل ومجازر وقمع وحصار ومؤامرات دولية وعربية وليس آخرها مهزلة التطبيع بين الإمارات والبحرين مع دولة الإرهاب الصهيونية، فما زال شعبنا يحمل على كاهله مهمة تاريخية معقّدة، مؤكدًا في كل محطة تمر من عمر الوجود جدارته على حمل هذا العبء التاريخي العظيم.

ها هي القيادة الفلسطينية المتَمثِّلة باجتماع الأمناء العامِّين عقدت اجتماعها الأول وسمعنا بيانها الختامي والذي نتجت عنه مجموعة من القرارات والتوجهات للوقوف أمام الهجمة المركبة التي يتعرض لها شعبنا، والتي كان أهمها إنهاء الانقسام والاتفاق على برنامج موحد تحت مظلة م.ت.ف، وهذا حلم كل فلسطيني حر، ولكي يكون لهذا الحلم واقعية وإنجاز معركة التحرر الوطني، يتطلب امتلاكنا استراتيجية سياسية كفاحية وطنية قادرة على توحيد إرادة شعبنا وأمتنا، والانتقال بعجلة الكفاح الشامل من الطور الذي نعيشه الذي أكدت التجربة المجردة عجزه إلى طور القدرة لامتلاك الأدوات القادرة على محاكاة تناقضات الواقع كما يجب أو كما تشترط عملية التغيُّر والتطور، وعليه فإن المطلوب الوقوف أمام ذواتنا والإطّْلاع بالدور الذي يجب أن يقوم به كل فرد فينا، وذلك من خلال حسم خياراتنا والإنحياز التام والمطلق لهموم شعبنا وقضاياه ومطالبه العادلة، وأيضًا تجميع كافة الطاقات الوطنية لخلق ميزان قوي لدحر هذا الكيان وحلفائه وبكافة أشكال النضال. إن مواجهة صفقة القرن وما يتفرَّع عنها فعلًا وممارسة كون هذا المشروع الاستعماري الصهيوني لا يمكن إفشاله إلّا بالمواجهة الحقيقية وبكافة الوسائل والتي تتضمن أوسع مشاركة جماهيرية، والتركيز على فئة الشباب لقيادة العمل على الأرض ضمن برنامج نضالي ممتزج بين العمل العلني والسري، هذا بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للقيم الثورية التقدمية في المبادرة والتضامن، الاستعدادية، حسم الخيار والجهوزية..إلخ، وبالتالي استغلال حالة الفعل القائمة وتطويرها جماهيريًا.

وأخيرًأ، إن تحقيق حالة مقاومة شعبية يتطلب جهدًا ومبادرة ومثابرة والتمسك بنهج الصمود والمقاومة في كل محطة.

Exit mobile version