ثقافة وفن

الناقدة الجزائرية زينب لوت تؤكد: “الوطن العربي يمتلك أصوات نقدية مهمة ستطرح مفارقة كبيرة مستقبلا”.

ترى الناقدة الجزائرية زينب لوت أن العمل الإبداعي ينجح مرهون بتجربة المبدع وصقل تجاربه وتقليص الأنا وخرق حدود الخيال وإعادة تشخيص التجربة عدة مرات، كما يجب على المبدع المرور بمراحل مهمة في اكتساب المهارات.

قالت الناقدة الجزائرية زينا لوت أن العمل الإبداعي ينجح لعدة أسباب أهمها صقل التجربة وتقليص الأنا وخرق حدود الخيال وإعادة تشخيص التجربة عدة مرات نحن في حالة تعلم دائم، كما يجب المرور بمراحل مهمة في تعلم مهارات الكتابة ليس من أراء الآخرين فقط من يجهزون على النص باعتباره مكتملاً، ولا يوجد عمل مكتمل ولا إنسان يعنى بالكمال وأيضاً يجب رعاية المبدعين الشباب هناك العديد من النصوص التي تبدوا هشة لكن بالمتابعة والتشجيع المتوازن يمكن تجاوز العديد من الأخطاء وإصلاح الأشكال الفنية التي تعد طاقات بدأت تتشكل، لكن ما يجب هو عدم النشر السريع لأي نص، لأننا لا نحتاج لأسماء روائية أو شعرية أو قصصية بل لنصوص تُخلدُ وجودها.

والعلاقة بالنقد والإبداع تقول الناقدة زينب لوت “بين الإبداع والنقد لا يوجود مسافة كبيرة، أو انفصام بين الأجناس ونقدها أشبه بين الرسومات التي نرسمها أو الصور الجاهزة التي تحتاج التلوين لتظهر زينتها وتفاصيلها لكنها في الأخير نابعة من التفاصيل أن نكتب نصاً أو نقرأ نصوص مكتوبة هي مشافهة فنية حتى الكتاب يطالعون الكتابات العالمية لصقل تجاربهم وهذا يجعلهم نقاد بشكل ما، العمل الإبداعي يجعلني أنفصل من قراءة النص إلى استقراء الواقع وتشكيله أو رسم مخيال اجتماعي يتسع للمجاز.

وعن النقد العربي ومستقبله تقول المتحدثة “هناك مواكبة كبيرة للنقاد في الوطن العربي على الإصدارات الأدبية، ولكن الكم الهائل للنتاج الأدبي يجعل ميزان النقد في حالة ندرة مقارنة بالنصوص وكثافة إذا لزم الأمر الحديث عن النظريات والرؤى وحسب ما يمكن تحقيقه لخلق توازن وظيفي بين النقد والإبداع هو تأليف الكتب الجماعية التي تثمر بثمارها حيث يحدد الموضوع النقدي ويتم تأثيث مستوياته حسب ما هو موجود من إصدار، كما أن هناك أصوات نقدية مهمة تتصدر الواجهة العربية لها أفق كبير وستطرح مفارقة كبيرة مستقبلاً”.

وعن العمل الإبداعي الذي يلتف حوله النقاد ويجذبهم لدراسته وتعمق في أحداثه أو مشاهده تقول الناقدة “الكثير من الكتاب يتجهون للعناوين التجارية قد تتجه للإثارة العاطفية، وأخرى بأسماء الأساطير والشبه إنسانية الموحشة والغريبة بالنسبة للقارئ وهناك أيضا من تكون متعالية حتى على النقد ذاته أشكال كثيرة تعكس محاولات تحريك أفق المتلقي” مستطردة” النقد بالنسبة لي حالة استثنائية يحدثها النص حيث تجدين نفسك في توجيه معياري لثقافته وهندسته وربما النقد الثقافي اليوم يكشف لنا عن النصوص المثقفة التي تحمل أنساق خام غير مكررة، فالنص يجب أن يتجه نحو القاع القابع للإنسان ونذكر في هذا الصدد ما توجه إليه الكاتب جوخة الحارثي في ” سيدات القمر”، وفاطمة بن محمود في “الملائكة لا تطير”، وهيفاء بيطار في “ضجيج الجسد”، وأمنة برواضي في “لونا قصير” وتقول أنها خصصت دراستين عنهما: أثر الفراشة في رواية “فراشة التوت للونا قصير”، وكانت عبارة عن دراسة في فيزيائية المعنى السردي، والصورة الجمالية وإستراتيجية الكتابة السردية، ودراسة نقدية في أعمال أمنة برواضي، ومن الجزائر تذكر المتحدثة روايات “رائحة التّراب المبلّل”، و”الذاكرة المنسية”، و”الوثن” للروائي مصطفى بوغازي، وأعمال سعيد بوطاجين، وعز الدين جلاوجي، واسيني الاعرج، والتونسي سامي نصر الذي حصد العديد من الجوائز، الجزائري الشاب عبد القادر عيساوي الذي افتك هذه السنة 2020 بحصوله على جائزة البوكر من خلال روايته “الديوان الاسبرطي” ومن أعماله أيضا “سييرا دي مويرت”، “سينما جاكوب”، “الدوائر والأبواب”، “سفر أعمال المنسيين”، والروائي حبيب السايح الذي حصل على جائزة “كتارا” عن روايته “أنا وحاييم”، والروائي ناصر سالمي الحائز على نفس الجائزة “كتارا” عن رواية “الألسنة الزرقاء” وتكرر فوزه في رواية “فنجان قهوة وقطعة كرواسون” على التوالي، مشيرة إلى أن الكثير من الروائيين يعتمدون على العناوين التي تمارس جدلا لغويا جمالياً معرفياً وليس الغرابة التي تستفز القارئ أو الناقد وتقول “إن الجمال لا يلبس الخشونة، والنقد لا يمنح طاقته إذا كان النص بحد ذاته يخرج عن حدود الجمالية والإبداع”.

للإشارة، الناقدة زينب لوت أستاذة في المدرسة العليا للأساتذة مستغانم، نالت شهادة الماستر مشروع الشعرية العربية سنة 2014، ودكتوراه في اختصاص نقد حديث ومعاصر في كلية الآداب واللغات في جامعة ابن باديس مستغانم، من أهم أعمالها “رواية حصار المرايا”، “كتاب نقدي: حواس اللغة تعريب النص وتوليف عروبته”، “كتاب نقدي: شعرية الانفتاح ، قراءة فلسفية في لزوميات المعري”،”كتاب الملتقى العربي للرواية العربية، تأليف مشترك”، وشاركت في كتاب نقدي جماعي حول “الرواية في الوطن العربي الخصوصية والتلقي: تجربة عز الدين جلاوجي في رواية “العشق المقدنس”، ولها مجموعة قصصية ” فاكهة الصمت…. تنضج “.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى