الناقد المسرحي بوبكر سكيني “يجب إدراج المسرح ضمن المنظومة التربوية”
ناقش العد الثاني من “منتدى المسرح الوطني الجزائري” الذي يعرض “أونلاين”، وعبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمسرح الوطني محي بشطارزي، موضوع “توظيف آليات المسرح في العملية التعليمية”، قدمه الناقد المسرحي بوبكر سكيني وشارك فيه عدد من متتبعي الفن الرابع.
قال أبو بكر سكيني إنه أصبح من الضروري إدراج المسرح ضمن المنظومة التربوية كمقياس إلى جانب التربية البدنية و الرسم، وذلك من اجل جعل للمسرح دور التنشيط الجماعي يهدف من خلاله خلق تواصل بين التلاميذ في مختلف الأطوار، وقد أثبتت التجارب حسبه أن الخشبة فضاء تأهيلي هام، مشيرا في السياق ذاته إلى التقنيات الفعلية التي تكون عند المكون الذي لا بد أن يدرك أن الطفل هو شرائح عمرية من السن الثالث إلى غاية الثامنة عشر حسب تصنيف المنظمة العالمية للطفل، أي وجوب تلقين المفاهيم حسب المعجم اللغوي ورصيده من المفردات والمرادفات وكذا تجاربه، و يضع في الحسبان أيضا أن الطفل بخياله يتحدى المحسوس بحيث يستنطق الأشجار والمياه ويؤنس الحيوانات، أي أن سعة خياله تتعدى المعقول، كما على المعلم أن يدرك على أن الطفل كائن واع ولا يستخف به…
هذه الأرضية الأولية ثم يدعمها بملكات أدائية، كالحضور فوق المسطبة واستعمال مختلف الأدوات الجسدية كالإيماءات والحركات، إلى التنويع في نبرات الصوت.
وفي رده عن سؤال إن كان المسرح بديلا في تحقيق العملية التعليمية؟ قال بوبكر سكيني أنه لا يمكن أن نعتبر أن المسرح بديلا في تحقيق العملية التعليمية كقولنا ذلك عن الرسم مثلا، بل إن آليات الأداء المسرحي من تعتبر دعامة لتحقيق العملية التعليمية على اعتباره أنه الأكمل وظيفيا من حيث تحقيق التأثير والتأثر بين المعلم والتلميذ، فالمسرح له كذلك القدرة كفن على تحقيق التسلية والتطوير النفسي للطفل، من هنا وجب توظيف آلياته في عملية التلقين الإعراب مثلا بحيث تؤنس الأفعال وتستنطق أدوات الجر والنصب، إلى ذلك في التعبير الشفهي توظف ميكانيك الجسد في تعميق المعنى وفتح الخيال على عوالم أخرى غير موجودة، وإلى تنويع الإيماءات وتلوين الصوت كعلامات نائبة ومدعمة لإنتاج المعنى في الاجتماعيات… وهناك طرق إجرائية لا يمكن طرحها إلا في شكل ورشات حية، موضحا في ذات الإطار بأن هناك فرق بين المسرح كفن غايته تحقيق الفرجة والمتعة الجمالية، والمسرح كآلية في عملية التلقين أو التعليمية أي التحول من المسرح كمفهوم استهلاكي إلى المسرح كأداة تعليمية، من هنا يقول سكيني وجوب الدعوة على العمل نحو توظيف هذا الأسلوب من التعبير الفني إيجابيا في المؤسسة التربوية والتعليمية والتكوينية، وإلى لفت انتباه الأكاديميين والباحثين في مختلف الاختصاصات الاجتماعية والنفسية والفكرية والأدبية والفنية، وكذا الممارسين المبدعين إلى ضرورة ترقية وظيفة المسرح في العملية التعليمية…
وذلك من خلال بعث دورات تكوينية أساسها التطبيق مع الإلمام بمتطلبات اللعبة المسرحية وأدوات التلقين المعرفي، من خلال مقاييس على غرار فن الأداء، فنون التشكيل المشهدي والمكان إلى مبادئ الإخراج المسرحي.
نسرين أحمد زواوي