يرى الناقد المسرحي حبيب بوخالفة، أن المسرح الجزائري بحاجة الى ارادة سياسية تهتم بتكوين الفاعلين به وممارسيه وذلك حسبه من أجل النهوض به وإخراجه من النفق المظلم الذي يعيشه بعد سلسلة الأزمات التي عرفها منذ تسعينيات القرن الماضي، كما دعا الى ضرورة وضع قانون الفنان الذي من شأنه تنظيم هذا المجال وفرزه من الدخلاء.
وبحسب الدكتور حبيب بوخالفة في حديث جمعه بالحياة العربية والذي استهله ” التكوين الفني المسرحي الدرامي يتطلب سياسة ثقافية جادة والاهتمام به ليس فقط على مستوى المعهد وكذلك مستوى الجامعات والفضاءات الثقافية العمومية والتأسيس استديوهات احترافية عبر كل مناطق الوطن” مضيفا بان هذا المهام يجب ان يسند لأهل الاختصاص من دكاترة وباحثين في هذا المجال ، حيث قال “يجتمع حول هذا الموضوع كل الأكاديميين الممارسين والفنانين الفاعلين على مستوى الممارسة وانتقاء كل العناصر الشابة والدفع بها إلى ضفاف الممارسة الجيدة والجادة الفنية والفكرية والجمالية داخل جو متحرر من التلوث الانتهازية”.
وفي سياق ذي صلة أوضح محدثنا أن التكوين الذي ينتظر منه تطوير الفن بالجزائر ، لابد ان يكون مبني على برامج مفكر في كل فصولها وذلك بهدف تحقيق الجودة البعيدة عن الترقيع والريع وكل الاتجاهات، والتي يمكن من خلالها أن تثري التجارب المسرحية خارج الأحكام المسبقة والاحتقار أو التهميش وتجتمع بها كل العناصر الفعالة لانتقاء النتائج.
وأبرز محدثنا التجارب الكبرى في تاريخ الممارسة الفنية المسرحية و وأساليبها المختلفة ورصيدها الفكري، في نقد الوضع السايد، وقال بهذا الصدد ” نحن نحتاج من مساحة من الحرية لكي نؤسس للإبداع الفني الحقيقي، نتفق على الجوهر و نتجه مجتمعين كلنا اتجاه السلطة ولا اعتقد انها ترفض مشروع بناء حقول الممارسة المسرحية الإيجابية دون استثناء احد”، مشيرا الى ان يواكب التكوين تقديم عروض مسرحية متواصلة طوال العام ينتعش فيها الاحتكاك المتواصل بين العرض بجميع مفرداته والجمهور، وذلك حسبه بهدف تعويد الجمهور على المشاهدة المنتظمة لتقديم العروض والتأليف الدؤوب على الفضاء المسرحي الفني و بذلك نكون جمهور متذوق للفن المسرحي، كما يساعد ذلك تضاعف النشاط المسرحي الذي من شأنه يضاعف فرص العمل لكل الفنانين، وعند الوصول الى هذه الاهداف هنا يقول محدثنا يجب التفكير بجدية في قانون الفنان.
كما دعا حبيب بوخالفة الى ضرورة إعادة النظر في تنظيم المهرجانات التي وصفها ب “زردات” وولائم و ليس بارومتر لقياس الفعل و النشاط المسرحي، وبهذا الصدد قال “نحن نعيش وهم خطير باننا وصلنا الى الجوائز الكبرى والى ما ذلك من خزعبلات تقتل و تهمش القدرات الفعلية للفن المسرحي ونكتشف ذلك بعد جيل أو جيلين الكارثة الكبرى حينئذا من الصعب العودة إلى المنهج الصحيح نعم انا عشت شخصيا التهميش الجهنمي و اعرف ما هي نتائجه على مستقبل الممارسة المسرحية.
نسرين أحمد زواوي