مقالات

انبذوا الخوف.. وصفة سحرية من خمسة مبادئ

تشرح جين كايس، رئيسة جمعية ناشيونال جيوغرافيك، في كتابها “أنبذوا الخوف: 5 مبادئ لحياة من الإنجازات والأهداف” Be Fearless: 5 Principles for a Life of Breakthroughs and Purpose، أهمية التحلي بالجرأة والمجازفة في اتخاذ القرارات، للوصول إلى أبرز الاكتشافات وأهم الابتكارات، فتؤكد أن المجازفة هي التي توصل من يختارها إلى الاكتشاف والإبداع. فالنجاح ليس حكرًا على العباقرة، فأكثر الناس تفوقًا ونجاحًا في المجتمع ليسوا العباقرة، بل أشخاص تحلّوا بالإصرار على بلوغ هدفهم، ولم يستسلموا يومًا.

أنشأت كايس مع زوجها ستيف مؤسسة “كيس” في عام 1997، وكانا قد اتخذا لهما في حينه مهمة الاستثمار بالأشخاص والأفكار التي يمكنها تغيير العالم. وانطلاقًا من مهمتهما، كانا في بحثٍ مستمر واختبار حثيث، بهدف إيجاد أفضل الأفكار، أفضل القادة وأفضل النماذج للابتكار.

المبادئ الخمسة

في السنوات القليلة الماضية، وكّلا فريقًا من الاختصاصيين لاكتشاف الوصفة السرية التي دفعت هؤلاء القادة النادرين والمؤسسات والحركات إلى النجاح، فاكتشفا 5 مبادئ مشتركة، كانت دائمًا موجودة، عندما تم التحوّل إلى النجاح، خلاصتها أن على الإنسان الذي يسعى إلى النجاح الباهر، أن يقوم بالآتي:

المراهنة على أمر فائق الأهمية

يكتفي العديد من الأفراد والمؤسسات بالنظر إلى الطرق التي نجحت في الماضي والاستمرار في القيام بها. ما يؤدي إلى تقدّم تدريجي وبطيء. أما التحوّل التاريخي الحقيقي، سواء على صعيد المؤسسات أو الأفراد، فلا يحصل إلا عندما يقرّر أحدهم أن يقوم بتغيير جذري وثوري.

المجازفة والتحلي بروح المغامرة

تنصح كايس من يريد الوصول إلى النجاح والتميز بالتحلّي بالشجاعة لاختبار أمور جديدة وغير مثبتة من قبل، والتحلّي بالدقة والصلابة للاستمرار في الاختبار.

فالمجازفة ليست قفزة سريعة فوق الجرف، بل عملية طويلة مليئة بالمحاولات والأخطاء. ولا تنتهي عند إطلاق منتج جديد أو عند إنشاء حراك جديد. ينبغي على الفرد أن يتمتع بالإرادة والاستعداد للمجازفة بالفكرة التي من المحتمل أن تكون كبيرة، حتى ولو تطلب منه الأمر أن يخرج من وضعه الراهن.

التعلّم من الفشل

يرى كل من حقق نجاحًا في حياته الفشل عاملًا أساسيًا للتقدم. لا أحد يبحث عنه، إنما عند محاولة القيام بأي شيء جديد، ستكون النتيجة غير أكيدة. وعندما يحصل الفشل، يعرف المبتكرون الكبار كيف يستفيدون من الخطوة التي يقومون بها نحو الخلف، فينظرون بطريقة مختلفة، ويطبقون الدروس التي تعلموها ويتشاركونها مع الآخرين.

الخروج من الفقاعة

من سمات مجتمعنا أنه يمجّد فكرة العبقري الوحيد ضمن محيطه. لكن الابتكارات تحصل عند التفاعل مع الآخرين الذين يأتون بخبرات مختلفة، فتنتج من ذلك شراكات جديدة غير متوقّعة وغير مسبوقة.

تنصح كايس بعدم الإكثار من التفكير ولا الإسهاب في التحليل. فهي تقول إنه من الطبيعي أن يدرس الإنسان المسألة من مختلف جوانبها، لكن من دون أن يجد نفسه عالقًا بأسئلةٍ، مثل “ماذا لو كنت مخطئًا؟”، أو “ماذا لو وُجدت طريقة أفضل؟”. فمن شأن هذه الأسئلة أن تُبقي الإنسان عاجزًا عن المبادرة من كثرة الخوف. في المقابل، ينبغي إفساح المجال أمام الشجاعة والإصرار على التغلب على الشك والتردد.

يمكن تلخيص هذه المبادئ الخمسة بثلاث كلمات: “أنبذوا الخوف”. وتشكّل هذه المبادئ عند جمعها خارطة طريق للقيام بتغيير في حياة الأشخاص في مختلف المجالات. لكن من المهم الانتباه إلى أنها مبادئ، وليست قواعد. فهي لا تنجح دائمًا بالتزامن أو بالتعاقب، وما من واحدة تزيد أهميّةً على الأخرى. من المفيد التفكير بها كسلسلة من العلامات التي تساعد على تحديد الوقت الذي يتم خلاله اتخاذ القرار من دون خوف.

 

 

 

 

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى