دولي

انتقادات لمسؤول تونسي سابق

أثار مسؤول تونسي سابق جدلا واسعا بعدما طالب بتشييد جدار على الحدود مع ليبيا في حال رفضت الحكومة الليبية الجديدة منح فرص للمستثمرين التونسيين على غرار ما حدث مع المستثمرين الأجانب.

وتداولت صفحات اجتماعية تصريحات للعميد المتقاعد هشام المدب، الناطق السابق باسم وزارة الداخلية، قال فيها: “لدينا أولادنا يعملون في ليبيا وشركاتنا يجب أن تعود للعمل أيضا هناك. وإلا فلن نوافق على أي اتفاقات يتم عقدها في ليبيا. ويمكن أن نشيد جدارا على الحدود مع ليبيا، وكل شيء جائز. مصلحة التونسيين قبل كل شيء”.

وأثارت تصريحات المدب جدلا واسعا في تونس، حيث أصدرت الخارجية التونسية بلاغا عبرت فيه عن “استغرابها الشديد من تكرر المحاولات اليائسة للتشويش على الروابط الأخوية الصادقة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي”، مشيرة إلى أن المدب “لا صفة له ولا يمثل إلا نفسه ولا يلزم الدولة التونسية في شيء”.

ودعت إلى الكف عن هذا النوع من التصريحات “لأنها لن تفلح بأي حال من الأحوال في بلوغ مآربها المعلومة”، مشيرة إلى أن “لدى تونس قناعة راسخة بأن ما يجمعها بالشقيقة ليبيا من تاريخ مشترك، وأواصر حضارية واجتماعية وثقافية متينة، وإيمان قوي بوحدة المصير وبقيم التضامن والتكامل والتآزر هي مكتسبات صلبة ومبادئ ثابتة أسمى بكثير من كل اعتبارات أخرى، وهي، كذلك، الرافد الحقيقي لتوطيد وشائج الأخوة وعلاقات التعاون في كل المجالات لتحقيق التنمية الشاملة والمتضامنة في البلدين والتي تلبي التطلعات المشروعة للشعبين التونسي والليبي في الاستقرار والنماء”.

وكتب الناشط الحقوقي والأمين العام للمنظمة المغاربية للسلم والمصالحة، مصطفى عبد الكبير: “ردا على تحاليل العميد هشام المدب: أنت لا تملك صفة رسمية تخولك تحديد مسار العلاقات التونسية الليبية، وأنت لست مسؤولا مباشرا أو دبلوماسيا في خطة وظيفية حتى تهدد بقطع العلاقات مع الشقيقة ليبيا، وليس بإمكانك سن قرارات واعطاء أوامر بخصوص علاقتنا بالشقيقة ليبيا. أنت أجرمت في حقنا تجاه الشقيقة ليبيا”.

وأضاف: “ليبيا وتونس شعب واحد في بلدين ونحن ندرك مصلحتنا المشتركة وكيف يمكننا الحفاظ عليه. أسلوبك في تحليل مكانة تونس في المشهد الليبي الحاضر والقادم غريب، وأدى الى حالة من الاحتقان والاستياء لدى الأشقاء في ليبيا وستكون نتائجه وخيمة. لذلك نحن نحملك المسؤولية الكاملة جراء تصريحاتك التي أضرت بنا وبجاليتنا”. وتتمتع تونس بعلاقات متميزة في ليبيا، وسبقت أن استضافت تونس مؤتمرات لعدة لحل الأزمة المستمرة في ليبيا، كان آخر مؤتمر الحوار الليبي في نوفمبر الماضي الذي رعته الأمم المتحدة، وأفضى للتوافق على إجراء الانتخابات العامة في ليبيا يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى