دوليفي الواجهة

بشأن برلين والغاز الروسي: السفير الأمريكي في ألمانيا يفجر مفاجأة من العيار الثقيل

فجر السفير الأمريكي ريشارد غرينيل في ألمانيا مفاجأة من العيار الثقيل حين نشر على حسابه الخاص على “تويتر” تهديدات لألمانيا ولدول أوروبية أخرى بخصوص إمدادات الغاز الروسي. وغرد غرينيل عبر “تويتر” مخاطبا ألمانيا ودولا أخرى لم يسمها: “أنتم ترتكبون خطأ كبيرا إن اعتقدتم أن الضغوط الأمريكية قد انتهت فأنتم لا تفهمون الأمريكيين”.

هذه الأقوال لاقت استهجانا من الجمهور الألماني الذين أعربوا عن صدمتهم من هذا الموقف، كما غرد البعض معلقا على هذه التصريحات: “حضرة السفير الأمريكي هل تهدد ألمانيا الحليفة لكم؟“، في حين أعرب البعض الآخر عن سعادتهم لقرب مغادرته الأراضي الألمانية، وذلك في إشارة إلى قرب انتهاء مهامه في برلين.

صحيفة هاندلسبلات الألمانية التي حاورت السفير بعد نشر تهديداته على “تويتر”، نشرت تصريحات صادمة للألمان تؤكد عزم واشنطن استهداف مشروع نورد ستريم 2 والذي سيغذي ألمانيا ودولا أوروبية أخرى بالغاز بعقوبات كبيرة، تستهدف وقفه. وأكد السفير الأمريكي للصحيفة الألمانية أن “هناك توافقا بين الأحزاب على فرض مزيد من العقوبات”، مضيفا أنه من المقرر إقرار تشريع بعقوبات جديدة على نحو سريع رغم معركة الانتخابات الرئاسية.

وطالب غرينيل الحكومة الألمانية بإعادة التفكير في سياستها تجاه روسيا بشكل أساسي، وقال: “على ألمانيا أن تتوقف عن إطعام الوحش، بينما لا تدفع بالقدر الكافي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)”.

وكان متحدث باسم “نورد ستريم 2” أكد من قبل أن المشروع، الذي تم تعليقه نتيجة للعقوبات الأمريكية في 20 كانون الأول/ديسمبر الماضي، تمت الموافقة عليه بالكامل وسيُجرى إتمامه وفقا للقانون الدولي، مضيفا أنه تم بالفعل مد أكثر من 2300 كلم من خط الغاز البالغ طوله 2460 كلم من روسيا إلى ألمانيا، موضحا أنه يتعين على الائتلاف التجاري الخاص بالمشروع إيجاد حلول جديدة لمد الستة في المئة المتبقية من خط الأنابيب.

وينقل خط “نورد ستريم 1” الغاز من فايبورغ في روسيا إلى لوبمين في شمال ألمانيا، تحت بحر البلطيق. فيما سيتم تشغيل “نورد ستريم 2” بالتوازي.

وأثار بناء الخطين جدلاً دبلوماسياً، حيث زعم منتقدون أنها تجعل أوروبا تعتمد بشكل كبير على إمدادات الطاقة الروسية وتقوض مكانة أوكرانيا الموالية للغرب.

وبحسب بيانات “هاندلسبلات”، فإنه من غير الواضح الشكل الذي من الممكن أن تكون عليه العقوبات الأمريكية الجديدة. ووفقا للصحيفة، فإن أحد الاحتمالات يتمثل في تهديد الشركات التي تتولى صيانة خط الأنابيب عبر معدات خاصة بعقوبات تجارية. ومن المحتمل أيضا أن تناقش واشنطن فرض عقوبات ضد من يشترون الغاز الروسي.

صحيفة “فيلت” الألمانية نشرت تعليقا على تصريحات السفير الأمريكي لصحيفة “هاندلسبلات”، ومن الواضح أن هذه التصريحات تستهدف إجراءات عقابية جديدة ضد ألمانيا، بيد أنه ليس من الواضح هل تطمح الولايات المتحدة إلى فرض غرامات تجارية على الشركات الأوروبية فقط أم أن الأمر قد يتطور إلى أبعد من ذلك.

وفي أول رد حكومي حول هذه التصريحات أبدت متحدثة باسم وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، لـ”هاندلسبلات” استغرابها وقالت: في “الوقت الذي تضع فيه جائحة كورونا الدول حول العالم تحت ضغط هائل، من غير المناسب البدء بدوامة تصعيد والتهديد بمزيد من العقوبات المتجاوزة للحدود الإقليمية، والمخالفة بالتالي للقانون الدولي”.

فيما استنكرت صحيفة “راينيشه بوست” بدورها أقوال السفير الأمريكي بخصوص النسبة المالية التي تدفعها برلين لحلف الأطلسي مؤكدة أنه من المرجح أن تقترب النفقات الدفاعية الألمانية من هدف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يتمثل في 2% من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك جزئيا إلى جائحة فيروس كورونا.

وأفادت الصحيفة بأن المعهد الألماني الاقتصادي، بناء على أحدث توقعاته الاقتصادية، يقدر أن نسبة النفقات الدفاعية من الناتج المحلي الإجمالي يحتمل أن تقفز إلى 58ر1% هذا العام. وبلغت النسبة 36ر1% العام الماضي. وكانت جميع دول الناتو، ومن بينها ألمانيا، قد وعدت قبل خمسة أعوام بالتحرك نحو تحقيق هدف 2% بحلول عام 2024. وفي نوفمبر، أبلغت ألمانيا الناتو بنفقات دفاعية بأكثر من 50 مليار يورو (8ر54 مليار دولار) لعام 2020 بالفعل. ومن المتوقع أن ينكمش الناتج الاقتصادي بشكل كبير وسط جائحة فيروس كورونا، وبالتالي زيادة الإنفاق العسكري كنسبة مئوية من الإجمالي.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى