بشار: اكتشاف مركز جديد للتعذيب… موقع آخر للذاكرة
اكتشف أحد المواطنين مؤخرا مركزا للتعذيب بحي بشار الجديد لكي يضاف إلى عدة مواقع ومعسكرات ومراكز التعذيب التي تعود إلى حقبة الاحتلال الفرنسي التي تحصيها ولاية بشار وسيُحول إلى موقع لإحياء الذاكرة.
وكانت هذه الأماكن المشؤومة مخصصة لممارسة أبشع أنواع التعذيب اللاإنسانية وانتهاك أبسط قواعد حقوق الإنسان وخاصة ضد الجزائريين في ذلك الوقت، حسب شهادات حية لمجاهدين. ومن بين تلك المراكز، ذلك الذي اكتشفه مؤخرا السيد كديلاسي جيلالي (86 سنة) في قبو منزله بالحي الشعبي بشار الجديد بجنوب مدينة بشار.
وكان هذا القبو الممتد على أكثر من 150 متر مربع، والذي يحتوي أيضا على حفريات عميقة سيشرع في الكشف عنها مع نهاية أزمة كوفيد-19، في الواقع مركز للتعذيب حيث خصص لتعذيب مناضلي الحركة الوطنية خاصة خلال السبع سنوات من الكفاح المسلح، وفقا لشهادة المجاهدين مكناسي مبروك وبوعينيني العماري.
ويتسع هذا المركز الواقع وسط منطقة سكنية، إلى أكثر من 40 محتجزا ولكن محاصرين فيما بينهم في ظروف مروعة وغير إنسانية، حيث كان يشرف السيئ الصيت السفاح بيريز، وكان حينها عضوا بمفرزة الدرك الاستعماري، على الممارسات الوحشية واللاإنسانية ضد الرجال والنساء الذين كانوا يناضلون من أجل الاستقلال داخل الهياكل السياسية و العسكرية لجبهة التحرير الوطني في المنطقة الثامنة بالولاية التاريخية الخامسة، حسب شهادات المجاهدين اللذين تعرضا بدورهما إلى التعذيب خلال سنة 1956.
وكانت جمعية مشعل الشهيد أول جهة لفتت انتباه السلطات المحلية والمسؤولين المحليين لقطاع المجاهدين واقترحت من خلال مسؤولها المحلي محمد بن عياد، تحويل هذا المركز إلى متحف يكون شاهدا على الممارسات البشعة والمجازر التي تعرض لها سكان المنطقة من طرف فرنسا الاستعمارية.
وقد باشرت الجمعية مساع لإعادة تأهيل هذا الموقع ودمجه في المتحف المحلي للمجاهدين بهدف “الحفاظ على الذاكرة الجزائرية ومختلف مراحل النضال السياسي والعسكري للشعب الجزائري”، وفق ذات المصدر.
ويعد هذا المركز، على غرار ثكنة الوسائل العملياتية والحماية الواقعة بالمدخل الشمالي لذات الحي الشعبي بشار جديد، من المواقع التي خرج منها عدد ضئيل من مناضلي القضية أحياء بسبب فظاعة ووحشية ممارسي التعذيب الذين كانوا ينتمون إلى مختلف أسلاك الجيش والدرك والشرطة الاستعمارية، حسبما ذكر السيد محمد بن عياد.
وسيتم تحويل مركز التعذيب المذكور فور تجاوز هذه الجائحة إلى موقع لتخليد كفاح الشعب الجزائري من أجل قضيته العادلة، كما سيكون شاهدا على التضحيات التي قدمها الشهداء والمجاهدين في المنطقة الثامنة بالولاية التاريخية الخامسة، وفق ما ذكر مسؤول مديرية المجاهدين، محمد كمال بختي.