بعد تراجع المواجهات في الحديدة .. جهود دبلوماسية لوقف الحرب اليمن

أسهمت الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في اليمن في تراجع حدة المعارك في الحديدة (غرب) الثلاثاء غداة تعرض مينائها الاستراتيجي الذي يشكل شريان حياة لملايين السكان لقصف للمرة الاولى منذ اشتداد المواجهات في المدينة قبل اسبوعين.فبعد أيام من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب المدينة المطلّة على البحر الاحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، بدت أحياء المدينة، في قسمها الجنوبي خصوصا، هادئة، حسبما أفادت إحدى المقيمات في الحديدة.
وفي مؤشر إضافي على تراجع حدة المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، لم يعلن المتمردون الثلاثاء عن أية أعمال عسكرية في مدينة الحديدة عبر وسائل الاعلام المتحدثة باسمهم.وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري استعادتها منذ 13 جويلية الماضي، قبل خمسة أشهر. واشتدّت المواجهات في الأول من نوفمبر، وأصبحت إمدادات الغذاء مهدّدة.وقُتل 594 شخصاً (461 من الحوثيين، 125 من القوات الموالية للحكومة وثمانية مدنيين) منذ اشتداد المواجهات قبل اسبوعين.
وكان الأمين العام للامم المتّحدة أنطونيو غوتيريش حّذر في مقابلة مع إذاعة “فرانس انتر” الاثنين من أنه “إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد”. وبدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وعلى وقع اشتداد المعارك في الأيام الاخيرة، وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة، تكثفت الجهود الدبلوماسية الغربية في أبوظبي والرياض، وكذلك الدعوات لوقف إطلاق النار في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.وأجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الاثنين، ثم اجتمع بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في العاصمة الاماراتية، قبل أن يعود إلى المملكة للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع.والتقى هانت في الرياض أيضا نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، حسبما ذكر المسؤول اليمني على حسابه على تويتر.
كما قام مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون بزيارة الى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة، بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لاطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي.وتدفع الولايات المتحدة إلى عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع برعاية الامم المتحدة قبل نهاية العام. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى ان هذه المحادثات قد تعقد في السويد.وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بحث في لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث في الرياض الاثنين “السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام (…) وإجراءات بناء الثقة”.وتأتي الدعوات لوقف الحرب في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول.