سياسةفي الواجهة

بعد 253 يوما قضاها بسجن الحراش: رجل الأعمال يسعد ربراب حر طليق

أدانت محكمة سيدي أمحمد، بوسط الجزائر العاصمة، بالسجن 18 شهراً بينها ستة أشهر نافذة و12 شهرا موقوفة النفاذ، في حق رجل الأعمال يسعد ربراب، رئيس مجموعة “سيفيتال”، والذي تعتبر ثروته الأضخم في الجزائر، والسادسة في إفريقيا، بعد إدانته بتجاوزات ضريبية ومصرفية وجمركية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية.

وغادر حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، أسعد ربراب المؤسسة العقابية في الحراش بعد أكثر من 8 أشهر قضاها في زنزانته، التي شاركه فيها رجل الأعمال عبد المومن خليفة، الذي يقضي عقوبة 18 سنة سجنا. ودخل ربراب السجن يوم 22 أفريل بأمر من قاضي التحقيق بمحكمة سيدي أمحمد، ونقلته يومها في ساعة متأخرة عربة للدرك الوطني، في عز الحراك الشعبي إلى سجن الحراش، ليخرج منه حوالي الساعة الثالثة صباحا من أول يوم للعام الجديد من بوابة السجن ويركب سيارة “هيونداي” بيضاء اللون كان يقودها أحد أبنائه.

وفي خضم احتفالات الجزائريين بدخول العام الجديد، كان اليوم الطويل من المحاكمة قد انتهى وترقب في الطابق الأول لمحكمة سيدي أمحمد لعودة القاضية بعد إنتهاء المداولة، عند الساعة الواحدة صباحا، شرعت القاضية في تلاوة الأحكام وأدانت مالك مجمع سفيتال بـ 18 شهرا منها ستة أشهر حبسا نافذة وسنة موقوفة النفاذ، في جنحة مخالفة التشريع المتعلق بحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، تضخيم فواتير الاستيراد، التزوير واستعمال المزور. كما قضت المحكمة بدفع غرامة مالية تقدر بأكثر من 1 مليار و383 مليون و135 ألف دينار جزائري.

وتم خصم فترة سجن ربراب من العقوبة المنطوق بها من طرف المحكمة، على اعتبار أنه أدخل سجن الحراش بالعاصمة في 22 أفريل. واستمرت محاكمة الملياردير أكثر من 12 ساعة، انتهت بتبرئته من تهمة التصريح الجمركي الخاطئ على علاقة بمعدات وتجهيزات صناعية استوردها من الخارج. بينما تمت إدانته في الشق المتعلق بمخالفة قانون الصرف (تحويل النقد الأجنبي إلى الخارج)، والتزوير واستعمال المزور.

وغرمت المحكمة ربراب بدفع مبلغ 1,383 مليار دينار (ما يزيد عن 11,6 مليون دولار، وما يزيد عن 10,3 مليون يورو). وتم تغريم شركة إيفكون، المتفرعة عن سيفيتال، بمبلغ 2,766 مليار دينار (20,7 مليون يورو). وفرضت المحكمة أيضا غرامة على بنك الإسكان للتجارة والتمويل الأردني، الذي حوكم في هذه القضية، مبلغ 3,189 مليار دينار (23,7 مليون يورو). وأدينوا جميعاً بتهم مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من الخارج واليه والتزوير واستعمال المزور والتصريح الجمركي الخاطئ.

وقدرت مجلة “فوربس” في 2019 ثروة ربراب بـ 3,9 مليارات دولار الأضخم في الجزائر والسادسة في افريقيا. ويسعد ربراب الذي يبلغ 74 سنة من عمره، كان أسس في 1998 مجموعة “سيفيتال”، التي تقول إنها توظف 18 الف أجير في ثلاث قارات في قطاعات الصناعات الغذائية والأشغال العامة والتعدين والتوزيع والالكترونيات والتجهيزات المنزلية.

وتملك “سيفيتال” يومية “ليبرتي” الناطقة بالفرنسية في الجزائر، واشترت في فرنسا مجموعة “برانت” للتجهيزات المنزلية ومصنع النوافذ أوكسو. كما تملك المجموعة مشروعا مهما لمصنع معالجة المياه في شمال شرق فرنسا. واشترت المجموعة في إيطاليا في 2015 مصنع الصلب “بيومبينو”، قبل التخلي عنه في 2018 لمجموعة هندية بعد اتهامها من قبل الحكومة الهندية بعدم الوفاء بتعهداتها في الصفقة. وفيما ازدهرت أعمال ربراب خلال عهد بوتفيلقة إلا أنه دعم التظاهرات التي أجبرت الرئيس على الاستقالة في أبريل الماضي

ب.ر

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى