الأخيرةدوليفي الواجهة

بلينكن يرجئ زيارة لبكين.. والصين ترد

منطاد "تجسس" صيني ينتهك الأجواء الأمريكية

أرجأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، زيارة لبكين بعدما رصدت الولايات المتّحدة في أجوائها منطاداً صينياً تشتبه بأنّ أغراضه تجسّسية، في اتّهام نفته بكين مبدية “أسفها” لهذه الحادثة “غير المقصودة”. وقال مسؤول أمريكي طالباً عدم نشر اسمه إنّ الزيارة التي كان مقرّراً أن يقوم بها بلينكن إلى الصين اليوم الأحد وغدا الإثنين “أرجئت”.

وأكّد مسؤول أمريكي آخر لصحافيين طالباً بدوره عدم نشر اسمه أنّ تحليق هذا المنطاد في المجال الجوي الأمريكي “يُمثّل انتهاكاً واضحاً لسيادتنا وللقانون الدولي”، مبرراً بذلك إرجاء الزيارة رغم “أسف” بكين. وأضاف “لقد أوضحنا لنظرائنا الصينيين أنّ هذا أمر غير مقبول وغير مسؤول”. وبحسب هذا المسؤول فإنّ إدارة بايدن شعرت بأنّ “الوقت ليس مناسباً الآن ليتوجّه وزير الخارجية” إلى بكين. وأضاف أنّ بلينكن شخصياً أبلغ الجانب الصيني بأنّه لو بقيت الزيارة في موعدها فإنّ حادثة المنطاد “كانت لتحُدّ بشكل خطير من برنامج المحادثات”.

..هكذا ردت الصين على إلغاء زيارة بلينكن

قللت الصين من أهمية إلغاء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد أن تسبب بالون صيني ضخم يشتبه في قيامه بمراقبة مواقع عسكرية أميركية في تعكير العلاقات الدبلوماسية، قائلة إن أيا من الجانبين لم يعلن رسميا عن أي خطة من هذا القبيل.

وقالت الخارجية الصينية في بيان، صباح السبت “في الواقع، لم تعلن الولايات المتحدة والصين مطلقا عن أي زيارة، وقيام الولايات المتحدة بأي إعلان من هذا القبيل هو شيء يخصها، ونحن نحترم ذلك”.

كان من المقرر أن يزور بلينكن بكين يوم الأحد، لإجراء محادثات تهدف إلى الحد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وهي أول زيارة رفيعة المستوى من نوعها بعد اجتماع قادة البلدين في نوفمبر الماضي في إندونيسيا. لكن الولايات المتحدة ألغت الرحلة فجأة بعد اكتشاف المنطاد الضخم، على الرغم من ادعاء الصين أنه كان مجرد منطاد لأبحاث الطقس خرج عن مساره.

وسلطت حادثة تحليق المنطاد الصيني فوق الولايات المتحدة الضوء على هذا النوع من المركبات الجوية، على الرغم من نفي بكين أن يكون المنطاد تجسسي.

..ماذا يقول الجانبان؟

تقول الخارجية الصينية إن المنطاد “مدني” ويستخدم للأبحاث، لاسيما أغراض الأرصاد الجوية. وورد في بيان الوزارة أن للمنطاد قدرة توجيه محدودة وأنه انحرف عن مساره المخطط له بسبب الرياح. من جانبها، تقول الولايات المتحدة إن المنطاد، الذي يبلغ حجمه ما يوازي 3 حافلات، رُصد يحلق فوق الشمال الغربي للولايات المتحدة، بما في ذلك ولاية مونتانا، التي تحتضن منشآت نووية عسكرية. وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن واشنطن “واثقة للغاية” من أن المنطاد الصيني الذي يحلق على ارتفاع شاهق، كان يطير فوق مواقع حساسة بغية جمع المعلومات.

وكان البنتاغون أعلن الخميس أنّه يتعقّب تحرّكات منطاد تجسّس صيني يحلّق على ارتفاع شاهق فوق الولايات المتّحدة، ويشمل ذلك مناطق تضمّ مواقع عسكرية حسّاسة. وبناء على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون في إمكان إسقاط المنطاد، لكنّه قرّر في نهاية المطاف عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكّلها تساقط الحطام على الناس، بحسب مسؤول دفاعي كبير.

وأضاف المسؤول الدفاعي “نتخذ خطوات لحماية أنفسنا في مواجهة عملية جمع معلومات حساسة”، مشددا على “القيمة المحدودة للمنطاد لناحية جمع معلومات استخبارية”. وتابع “اعتبرنا أنّ المنطاد كبير بما يكفي ليتسبب الحطام بأضرار” إذا تم إسقاطه في منطقة مأهولة.

وزيارة بلينكن لبكين كانت ستكون الأولى لوزير خارجية أميركي إلى الصين منذ 2018 وكانت تهدف إلى تخفيف التوترات بين الولايات المتّحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم. لكنّ المسؤول نفسه شدّد على وجوب عدم إعطاء الحادث أكثر من حجمه، مشيراً إلى أنّ بلينكن سيحدّد موعداً جديداً للزيارة ما أن “تتوافر الظروف المناسبة”. وأضاف أنّ الولايات المتّحدة لا تزال “واثقة” بقدرتها على إبقاء “قنوات الاتصال مفتوحة” مع الصين رغم إرجاء الزيارة.

م.أ/ وكالات

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى