بوتين: “عزل روسيا مستحيل والعملية العسكرية ستحقق أهدافها النبيلة”
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن عملية موسكو العسكرية في أوكرانيا ستحقق بلا شك ما وصفه بأهدافها «النبيلة»، مؤكدا أن عزل روسيا عن العالم أمر مستحيل.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله في حفل توزيع جوائز في فوستوتشنيكوزمودروم في الشرق الأقصى الروسي إن موسكو لم يكن لديها خيار آخر سوى شن عملية عسكرية لحماية روسيا وإنه لم يكن هناك مفر من الاشتباك مع القوات المعادية لروسيا في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن بوتين، قوله إن القوات الروسية التي تنفذ حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا تتصرف «بشجاعة وكفاءة» وتستخدم أحدث الأسلحة، مؤكداً: «أنه لم يعد من الممكن التغاضي عن الإبادة في دونباس بشرق أوكرانيا».وأضاف بوتين إنه «بشن العملية العسكرية في أوكرانيا كنا نحمي روسيا ولم يكن لدينا خيار آخر»، مضيفاً: “لا يمكن عزلنا”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش العملية العسكرية التي تشنها موسكو في أوكرانيا مع مجلسه الأمني يوم الجمعة.وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في 24 من فبراير (شباط) فيما تصفها بعملية خاصة تهدف لتجريد جارتها من قدراتها العسكرية، والقضاء على أشخاص وصفتهم بالقوميين الخطرين.وأبدت القوات الأوكرانية مقاومة صلبة وفرض الغرب عقوبات واسعة على روسيا في محاولة لإجبارها على سحب قواتها.
وتواصل القوات الروسية، ممارسة الضغط على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، التي يحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشدة، كما يفعلون في شرق بلادهم، حيث تترقب كييف هجوماً كبيراً قريباً جداً.ويبدو الوضع في ماريوبول المدمرة كثيراً، التي يحاصرها الجيش الروسي منذ أكثر من 40 يوماً، مأساوياً.
من جانبه، توقع حاكم منطقة لوغانسك في دونباسسيرهيغايداي، عبر «فيسبوك»، أن «تستمر المعركة للسيطرة على دونباس أياماً عدة، وخلال تلك الأيام قد تتعرض مدننا لدمار كامل»، داعياً المدنيين إلى إخلاء المدينة عبر الممرات الإنسانية الخمسة المحددة لذلك. وحذر من أن «يتكرر سيناريو ماريوبول في منطقة لوغانسك».
في خاركيف (شرق) ثاني مدن البلاد، قتل ثمانية أشخاص جراء عملية قصف، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليغسينيغوبوف. وطالب مسؤولون في الأمم المتحدة، الاثنين، بالتحقيق في أعمال العنف التي استهدفت النساء في أوكرانيا، وحماية الأطفال الذين نزحوا بسبب النزاع، وذلك خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي بدعوة من الولايات المتحدة وألبانيا.
..تدمير مستودعات ذخيرة وحظيرة طائرات أوكرانية
قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن صواريخها دمرت مستودعات ذخيرة في منطقتي خميلنيتسكي وكييف بأوكرانيا.وأضافت الوزارة أن القوات الروسية قصفت مستودعا للذخيرة وحظيرة طائرات في قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية فضلا عن مستودع للذخيرة بالقرب من هافريليفكا شمالي العاصمة الأوكرانية كييف.
وكانت مصادر أوكرانية وبريطانية أشارت الثلاثاء، إلى أن القوات الروسية تخطط للتقدم إلى الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، في إطار عمليتها في المنطقة.وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم أن روسيا ستسعى للسيطرة على مدينة ماريوبول الخاضعة لحصار محكم، وكذلك بلدة بوباسنا الصغيرة في منطقة لوهانسك.
في غضون ذلك، أشار تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا، اليوم، إلى أن حدة القتال شرقي أوكرانيا ستزداد خلال الأسبوعين إلى الأسابيع الثلاثة المقبلة، مع مواصلة روسيا تركيز جهودها على المنطقة.ولفت التقييم إلى أن الهجمات الروسية لا تزال تتركز على المواقع الأوكرانية القريبة من دونيتسكولوهانسك، فضلا عن حدوث معارك حول خيرسونوميكولايف.وجاء في التقييم أن القوات الروسية تواصل انسحابها من بيلاروس، وتقوم بإعادة انتشار لدعم العمليات في شرق أوكرانيا.
..أوروبا تضاعف جهودها للتخلي عن الغاز الروسي
في مكان غير بعيد عن خندق موحل، ستدفن أنابيب سوداء كبيرة مكدسة قريباً في هذه الأرض بالدنمارك. فبعد توقف لفترة طويلة، استؤنف إنشاء خط لأنابيب الغاز يربط بين النرويج وبولندا بعد غزو أوكرانيا.
ومن مشروعات محطات الغاز الطبيعي المسال في شمال ألمانيا أو فنلندا أو فرنسا، إلى الطرق الجديدة المحتملة عبر إسبانيا أو شرق البحر المتوسط، تبذل أوروبا جهوداً لتحرير نفسها من الغاز الروسي رغم أن المهمة ستستغرق سنوات، حسب الخبراء. في ميدلفارت بجزيرة فونين الدنماركية استؤنف العمل في إنشاء «أنبوب البلطيق» الشهر الماضي لاستكمال هذا الخط الذي يمتد على نحو 900 كيلومتر.
وقال سورين جول لارسن، مدير المشروع في «إينرجينيت»؛ شركة التشغيل الدنماركية للبنى التحتية للطاقة، إن «الأمر يتعلق أيضاً بامتلاك الغاز في النظام الدنماركي، لكن قبل كل شيء بمساعدة نظام الغاز لجيراننا الجيدين وأصدقائنا البولنديين». وبعد أسبوع بالكاد من غزو أوكرانيا منحت هيئة البيئة الدنماركية، التي كانت قلقة خصوصاً من تأثير المشروع على الأنواع المحلية من الفئران والخفافيش، ترخيصاً لمواصلة الإنشاء بعد 9 أشهر من تعليقه.
وقالت تريني فيلومسنبرلينغ، الباحثة في «المعهد الدنماركي للدراسات الدولية»: «كنا نتوقع أن تتم الموافقة عليه قريباً، لكن بالتأكيد جعلت الحرب القضية أكثر إلحاحاً». والمشروع الذي يمر تحت البحر جزئياً، ولد منذ نحو 20 عاماً وبدأ تنفيذه في 2018، ويفترض أن يبدأ تشغيله في أكتوبر المقبل قبل أن يصبح جاهزاً للعمل في 1 يناير 2023. وقال جول لارسن خلال زيارة للموقع: «لدينا تعاون فعلي جيد مع جميع المقاولين للإسراع وبذل كل ما في وسعنا للالتزام بالجدول الزمني».
يفترض أن يسمح أنبوب الغاز الذي تبلغ قدرته السنوية للنقل 10 مليارات متر مكعب من الغاز بتأمين نصف استهلاك بولندا التي أعلنت قبل 3 سنوات إنهاء عقدها الواسع مع شركة «غازبروم» الروسية العملاقة في 2022، لكن هذه الأخبار السارة لوارسو قد تعقد الإمدادات لبقية أوروبا. فالنرويج ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، تنتج بالفعل بكامل طاقتها، وبالتالي لن يباع بعد الآن الغاز الذي يصل إلى بولندا في أوروبا الغربية.
وقال زونغتشيانغلوو، الخبير في شركة «رايستاد» للتحليل، إن «هذا المشروع من شأنه أن يساعد بولندا، لكنه قد يؤدي إلى انخفاض في صادرات الغاز النرويجي إلى المملكة المتحدة وألمانيا». في الوقت نفسه، ما زال العديد من العقود طويلة الأجل بين روسيا والموردين الأوروبيين سارياً لمدة تتراوح بين 10 سنوات و15 عاماً، على حد قوله. لكن السلطة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي تؤكد أن التكتل يمكنه الاستغناء عن الغاز الروسي تماماً «قبل عام 2030».
ومع السرعة القصوى التي تعمل بها النرويج، وتراجع الحقول في هولندا وبريطانيا، والرغبة في الاستغناء عن روسيا، تسعى أوروبا للحصول على غازها من مناطق أبعد عبر جلب الغاز الطبيعي المسال القابل للنقل من الولايات المتحدة أو قطر أو أفريقيا. لكن استيراده يتطلب إنشاء محطات كبيرة، أو على الأقل شراء وحدات تخزين عائمة وإعادة تحويل الغاز المسال المستورد إلى غاز طبيعي.
م.أ/ وكالات