بومرداس: نحو إعادة الاعتبار للمسلك السياحي لقصبة دلس العتيقة

تجري التحضيرات على قدم وساق من أجل إطلاق “قريبا” مخطط تثمين وإعادة الاعتبار للمسلك السياحي لقصبة دلس العتيقة (شرق بومرداس) تحسبا لموسم الاصطياف القادم، حسبما أفاد به، مدير الثقافة بالولاية.

وكشف قوديد عبد العالي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش فعالية حفل إحياء شهر التراث بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بمدينة بومرداس — أنه من أجل تنفيذ التدابير التي أدرجت ضمن هذا المخطط، رصدت الولاية ضمن ميزانيتها غلافا ماليا يتجاوز 40 مليون دج.

ومن بين أهم ما سيتم إنجازه من خلال هذا المخطط، حسب ذات المدير، ترميم وإصلاح مختلف الطرق والمسالك وإنجاز أخرى جديدة، إضافة إلى توفير الإنارة العمومية عبر كل أرجاء القصبة وإصلاح مختلف الشبكات وقنوات نقل الماء الشروب ومياه الصرف الصحي والقضاء على التسربات ونقاط المياه المبعثرة عبر هذا الفضاء التاريخي.

وتضاف هذه العملية إلى مشاريع أخرى استفادت منها المدينة في السنوات الأخيرة في نفس إطار تثمين وتحسين الوجهة السياحية لهذه المدينة العتيقة، استنادا إلى نفس المصدر، الذي أشار إلى أن من أهمها إنجاز مخطط دائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ لمدينة دلس العتيقة والذي دخل حيز التنفيذ رسميا سنة 2016 بعد صدور قرار وزاري مشترك يتضمن الموافقة عليه.

ومن شأن هذا الإجراء الهام، يوضح المسؤول، الحفاظ على العقارات التاريخية وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة ووجهتها السياحية وإطارها التاريخي التقليدي والحضري عن طريق تجسيد توجيهات المخطط، التقنية وشروطه المعمارية الخاصة.

وتضمنت المرحلة الأولى من هذا المخطط، إنجاز أشغال إستعجالية بالقصبة تمثلت أهمها في إزاحة المخلفات من الحجارة والأتربة وتصنيف الحجارة القديمة وإرجاع السليمة منها إلى مكانها وتدعيم البنايات المهددة بالانهيار.

ومن خلال المرحلة الثانية من هذا المخطط تم القيام، يضيف قوديد، بالتحاليل التاريخية والتيبولوجية لمختلف المعالم والبنايات المشكلة للقصبة العتيقة وإعداد المشروع التمهيدي للمخطط الدائم للحفاظ على القصبة العتيقة. وتكمن أهمية المرحلة الثالثة من المخطط، باعتبارها آلية قانونية ومعمارية لتنظيم البناء والتعمير والتجهيز داخل القطاع المحفوظ بغرض المحافظة على تراثها ورونقها المعماري وفتح آفاق جديدة لها من ناحية المعمار وتثمين التراث الثقافي المتوارث وفتح آفاق سياحية وتنموية جديدة للمنطقة.

ويشار إلى أنه تم رصد لعملية إعداد المخطط برمته ميزانية إجمالية تجاوزت 260 مليون دج بينما كلف القيام بعمليات الأشغال الاستعجالية 100 مليون دج من مجمل المبلغ المذكور إضافة لإنجاز الترميمات والإصلاحات الفنية الدقيقة بداخل المدينة بالجدار المحيط بها.

يذكر أن معالم حدود منطقة القصبة العتيقة المحفوظة لدلس حددت وفق القانون الصادر شهر سبتمبر 2007 الذي نص على خلق وتحديد المنطقة المحمية لقصبة دلس من الجهة الشرقية بـ “واد تيزا” ومن الجهة الغربية بمقر الدرك الوطني وبميناء دلس من الجهة الشمالية وغابة بوعربي جنوبا.

 

Exit mobile version