وطن

تبون: “لوبي فرنسي بصلات اقتصادية واجتماعية يخاف من الجزائر”

أعرب رئيس الجمهورية عن “تفاؤله” حيال إيجاد حل للأزمة الليبية، قائلا: “أنا متفائل بحل الأزمة الليبية لبعض الأسباب التي أبداها الليبيون أنفسهم وعبروا من خلالها بأن لديهم ثقة في الجزائر”، لافتا الى أن هذا الأمر نابع من موقف الجزائر “المعروف تجاه هذه الازمة”.

وأضاف رئيس الجمهورية في لقائه مع ممثلي وسائل الاعلام بأن ” تدخلنا بخصوص الازمة في ليبيا نزيه وليس لديه خلفيات توسعية ولا اقتصادية أو تجارية”، مشيرا الى أن “ما يهم الجزائر أيضا هوارجاع الجميل للشعب الليبي الذي ساعد الجزائريين اثناء الثورة التحريرية و(…) حماية حدودنا من انزلاقات خطيرة والرجوع بعدها لنبني المغرب العربي مع بعض”.

كما أكد الرئيس تبون بأن الفرقاء الليبيين “قابلون كلهم” بتدخل الجزائر في مسعى حل الازمة في ليبيا، كاشفا بالمناسبة بأن البعض منهم ومن الطرفين، قالوا بأنه من “غير الجزائر لا يثقون في أحد”.

وأضاف رئيس الجمهورية أنه من “الصعب اليوم توقيف حرب بالوكالة” لان ثمة -كما قال- خلفيات “صعبة” بالنظر الى أن المشكل ليس بين الليبيين بل يكمن في التواجد الاجنبي في ليبيا.  وأرجع تفاؤله بحل الازمة في ليبيا إلى كون كل المتدخلين في ليبيا “أشقاء أوأصدقاء”، مؤكدا بأن الجزائر تمتلك علاقات طيبة مع مصر والامارات العربية المتحدة وروسيا وتركيا وهي بالتالي قادرة على الجمع ما بين الفرقاء وأن تكون حكما “نزيها”.

وتكمن الخطة الثالثة في مسعى حل هذه الأزمة -برأي الرئيس تبون- في “رغبة الجزائر في أن يستفيد الليبيون من تجربتنا التي عشنا فيها مرارة التفرقة والمآسي والدم في فترة معينة”، مشددا على أنه لا وجود لحل أخر بعيدا عن “التحاور والتسامح والوئام ما بين الفرقاء”..

واعتبر في نفس السياق ب”أننا نملك اليوم فرصة ثمينة بعد أن وافقت كل القبائل القوية في ليبيا -التي أبدت استعدادها للمجيئ الى الجزائر-على تدخل ومساهمة الجزائر في حل الازمة” في هذا البلد، مضيفا قائلا “اننا نريد ان نستنسخ تجربة مالي الشقيقة وما قامت به الجزائر في الشقيقة ليبيا من خلال استحداث مجلس وطني انتقالي في ليبيا ومؤسسات مؤقتة تؤدي الى انتخابات تشريعية حقيقية تنصب من خلالها حكومة يعينها البرلمان …”.

والمهم في هذا الخصوص بالنسبة لرئيس الجمهورية هو”إيقاف تقتيل الليبيين بأسلحة متطورة تأتي من الخارج وليس تلك التي خلفها النظام السابق والتي تم توزيعها على منطقة الساحل”، مضيفا بأن “ليبيا تشهد اليوم صراعا ايديولوجيا وتوسعيا وللمصالح وأن ما يهم الليبيين هوأن يعيشوا أحرارا في بلادهم وان ينعموا بخيراتها فقط”..

وفي ختام اللقاء، جدد رئيس الجمهورية التزامه بتنظيم لقاءات مع وسائل الإعلام الوطنية دوريا وحسب الظروف والمستجدات، لأن “المعلومة الصحيحة تجنب التأويلات والإشاعات”، مجددا دعوته إلى الصحافيين لأداء واجب الإعلام وتقديم الخبر قبل التعليق مضيفا أن “حرية التعبير هي من أسس الديمقراطية وإذا ما تم استغلالها بصفة عقلانية ونزيهة تعطي أكلها والعكس صحيح لأن كل ما تجاوز حده انقلب إلى ضده”.

..من أجل علاقات سليمة مع فرنسا

أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر من أجل “علاقات سليمة مع فرنسا قائمة على  الاحترام المتبادل”،  معتبرا أنه “يجب في وقت ما النظر إلى الحقيقة مباشرة.  الخطوة الأولى هي الاعتراف بما وقع والخطوة الثانية هي إدانته”.

واعتبر الرئيس تبون أنه “لابد من الشجاعة في السياسة”،  مضيفا أن “هناك لوبي آخر  (المغرب/ مذكرة تحرير) ترتكز سياسته بالإجمال على كبح الجزائر “.

وأوضح أنه “لوبي بصلات اقتصادية واجتماعية ويخاف من الجزائر. وحتى لما تتدخل  الجزائر لاقتراح تسويات سلمية لأزمات يحاول هذا اللوبي التدخل بحجة أنه معني  أيضا”. وردا عن سؤال حول الجهود التي يجب أن تبذلها الجزائر لتفادي الاستغلال  السياسي لضغينة ما تجاه فرنسا قال الرئيس “من جانبنا ليس هناك أي حقد أو ضغينة  “،  موضحا أن “هناك ردود فعل على أعمال البغض وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام  التي تتجلى من الجانب الآخر. هذا ما شرحته للرئيس ماكرون”.

وأفاد رئيس الجمهورية بهذا الخصوص: “الجزائريون لا يريدون التدخل في شؤونهم”،   متسائلا “كيف يمكن اقتراح مرحلة انتقالية بالجزائر أو التدخل في خيار شعبها؟”.

وأبرز: “يحق للجزائريين وحدهم تسوية هذه القضية وعلى الآخرين أن يستوعبوا  أننا غيورون بشدة على سيادتنا التي استرجعناها مقابل ثمن باهظ”. وذكر السيد الرئيس: “عندما أرى شبابا أمام أعين متفرجة بل متواطئة للشرطة  الفرنسية يضربون أشخاصا مسنين اقبلوا على قنصليتهم للانتخاب خلال الاستحقاقات الرئاسية الجزائرية الأخيرة. نتساءل هل نحن حقا في دولة ديمقراطية؟”،  مضيفا أن “الكثير من الجزائريين في فرنسا كانوا يريدون الذهاب للتصويت لكنهم كانوا  خائفين. بالنسبة لنا القضية لم تطو بعد. والتحقيق متواصل”.

ومن جهة أخرى،  وبخصوص الوضع في مالي وهل تبحث فرنسا عن دعم الجزائر،  قال رئيس  الجمهورية إن الأمر كذلك بالنسبة للرئيس ماكرون  بينما الأمر مخالف لسابقيه . واسترسل يقول ” لوترك الأمر لنا لكان المشكل  المالي قد سوي منذ زمن بعيد. فالجزائر طرحت حلولا على الماليين منذ 1962″. وفي  ذات السياق أكد الرئيس: “إنهم إخوة. مشاكلهم هي مشاكلنا. لقد كان اتفاق  الجزائر بالكاد مثاليا. وكان السبيل الوحيد الممكن ليندمج جنوب مالي مع شماله  في هياكله ومؤسساته. لكن فرنسا الرسمية أرادت تسوية المشكل عسكريا”. “انسحبنا  وانظروا ما يحدث في الميدان”،  مذكرا بأن “الحلول العسكرية لم تحل أبدا المشاكل  بل على العكس في حالتنا تعقد الأوضاع وتفتح الطريق للإرهابيين،  مشددا على ضرورة  “العودة إلى اتفاق الجزائر”.

وبخصوص مجموعة الخمس لدول منطقة الساحل،  اعتبر السيد تبون أن هذه القوة “ليس  لها القدرات العسكرية لمكافحة الإرهاب بفعالية”. وحول الأزمة الليبية،  ذكر رئيس الجمهورية أن الجزائر منذ 2011 قالت أن “المشاكل  لا تحل بهذه الطريقة”،  مضيفا “لو كان القذافي يشكل مشكلا،  يقع على عاتق  مواطنيه أن يقرروا مصيره. “اليوم لابد من دفع الليبيين نحو الحوار وإعادة بناء  دولتهم”.

واستطرد يقول : “لو منحنا مجلس الأمن الأممي الصلاحيات نحن قادرون على إحلال  السلم سريعا في ليبيا،  لأن الجزائر وسيط صادق وموثوق ويحظى بالقبول لدى كل  القبائل الليبية”. وشدد الرئيس تبون “لا يجب خوض حروب بالوكالة لابد من الالتزام بعدم بيع أسلحة  ووقف جلب مرتزقة”،  مشيرا إلى أن الجزائر “تقدم لليبيين الأغذية والأدوية وليس  الأسلحة للاقتتال”.   وحذر قائلا “إذا تواصل تفكك الدولة في ليبيا لسنة أو سنة ونصف سيكون  لأوروبا ومنطقة حوض المتوسط صومال آخر على حدودها مع ما يترتب عن ذلك من عواقب  وخيمة  على استقرارها وأمنها”.

“الحظوظ الحالية لليبيا تكمن في كون قبائلها الكبرى -يضيف الرئيس -لم تحمل  السلاح. وهي كلها مستعدة للقدوم إلى الجزائر لصياغة مستقبل مشترك معا،  موضحا  “نحن الوحيدون الذين اقترحوا حلولا سليمة دون انتظار مقابل لكننا لم نترك لفعل  ذلك. مع أن الجزائر ليس لها أي أهداف هيمنة  أوأ طماع في ثروات هذا البلد الشقيق الذي فتح لنا أبوابه خلال حربنا  التحريرية”.

م.ج

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى