ألبوم الصورالأخيرةثقافة وفن

تخليدا للذکرى المجیدة وترسیخها في الأذهان..عروض مسرحية، أفلام ثوریة وندوات فکریة إحياء لمظـاهرات 11 دیســـمبر 1960

تحیي الجزائر اليوم الإثنین الـذکري 63 لمظـاهرات 11 دیســـمبر 1960، منعرج حاسم في مسار الثورة التحريرية و محطة من محطـات تـاریخ الجزائر، حينها خرجت الجماهیر الشعبیة في مظاهرات سلمیة، لتأكد مبدأ حق تقریر مصـیر الشـعب الجزائري ضـد سـیاسـة الجنرال شـــارل دیغول الرامیة إلی الإبقاء على الجزائر جزءاً من فرنســا.

انطلقت المظاهرات، صبيحة يوم الأحد 11 ديسمبر 1960، من حي بلوزداد (بلكور سابقا)؛ لتتوسع سريعا إلى كافة أحياء العاصمة، ثم شملت مدنا كبرى، أهمها وهران، قسنطينة، عنابة والبليدة، ليتفاجأ الفرنسيون بالكثافة الشعبية والتنظيم المحكم للمظاهرات، فجاء رد فعل السلطات الفرنسية قويا لقمع المظاهرات، وقابل جيش الاحتلال الجماهير بالرصاص والدبابات والمدافع والرشاشات، مخلفا أكثر من 300 شهيد جزائري، و داهمت الشرطة الفرنسية ليلا منازل الجزائريين واختطفت الشباب، إضافة إلى سلسلة اعتقالات التي مست الآلاف من الجزائريين، بحسب المصادر التاريخية.

ومنها كانت الرسالة لدول العالم بأن المظاهرات التي عمت البلاد هي دليل على قوة الإرادة و العزم على بلوغ الأهداف مهما كانت التحديات، و برهنت للعالم أن القضية الجزائرية قضية دولية فكان على  المسـتوى الدولي أن قامت هیئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضـیة الجزائریة في جدول أعمالها وصـوتت اللجنة السـیاسـیة للجمعیة العامة لصالح القضیة الجزائریة ورفضت المبررات الفرنسیة الداعیة إلی تضلیل الرأي العام العالمي.

لتبقى تلك المظاهرات الشعبية الحاشدة، محطة سنوية للذكرى، تجمع رفاق الجهاد والأكاديميون وطلاب الجامعات والمدارس، للوقوف عند أبعادها ودروسها الخالدة في التلاحم الوطني.

ويتم إحياء المناسـبة بتنظيم عروض وأوبرات ثوریة، أفلام سـینمائیة ثوریة، معارض صـور، وندوات فکریة وأناشـید وطنیة.

“من اجل الوطن” عنوان عرض مسرحي يعرض على جمهور قاعة احمد باي بقسنطينة مساء الغد يسبقه عرض الفيلم الثوري “هیلیوبولیس”، المعروض في ذات التوقيت على جمهور وهران بقاعة السعادة، وبفضاء محمد بن قطاف بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي بالعاصمة يحاضر صبيحة اليوم الأستاذ أحمد من جابو حول “مظاهرات 11 دیسمبر1960 ذكرى وعبر”، ويجتمع بعد غد بقصر مفدي زكريا كل من الدكتور خمیلي العکروت، دحمان تواتي، موسی هواري، حمید دلیوح في ندوة تاريخية أخرى يبرزون فيها أهمية مظاهرات 11 ديسمبر1960 البالغة في مسار الثورة، وايصال صداها  الداخلي والخارجي للأجيال، إثبات التلاحم الذي عبرت عنه بين أفراد الشعب و القيادة المتمثلة في جبهة التحرير الوطني،  كما الحرص على غرس قيم الثورة الجزائرية و محطاتها لدى الأجيال.

في باتنة ومن أجل إحياء الذکرى المجیدة وترسیخها في  الأذهان أيضا ينطلق غدا و لغاية ال14 من ديسمبر الملتقى الوطني الثالث لتوأمة مظاهرات 11 دیسمبر واللغة العربیة  تحت شعار “صمود شعب وکفاح لغة تأبي الاندثار”.

وفي بسكرة سیتم تنظیم معرضا وثائقيا حول الثورة المجیدة، عرض کتب تاریخیة حول الحدث مع بث فیلم وثائقي وأغاني وأناشید وطنیة ، من تلمسان وعبر المتـحف الوطـني العمـومي للفن والتاريخ ينظم یوم دراسي بالتنسیق مع قسم التاریخ لجامعة تلمسان يهدف الى ترسیخ الذاکرة الوطنية بتیزي وزو نشاطات مماثلة تهدف في مجملها الى التعرف على تاريخ الوطن وابراز تضحيات المجاهدين من أجل عزة و كرامة الجزائر ترسيخا لقيم و مبادئ حب الوطن، فحاضر المجاهد “بوسعيد أرزقي” والأستاذة” سميحة جواهير” حول مظاهرات 11 دیسمبر 1960، الذكرى التي يعرض حولها اليوم بسينيماتيك تيزي وزو فيلم  “أبواب الصمت” لعمار العسكري، وفیلم الافیون والعصا  للمخرج أحمد راشدي.

مليكة.ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى