ثقافة وفنمجتمع

ترقب استلام المسرح الروماني لسكيكدة بعد سنوات من الترميم

يعد المسرح الروماني الذي يتوسط مدينة سكيكدة من بين المعالم الأثرية الشاهدة على الحضارات العتيقة التي تعاقبت على الجزائر وهو أحد التحف التي تفتخر بها روسيكادا والذي ينتظر استلامه قريبا بعد أزيد عن 12 سنة من أشغال الترميم.

فمنذ سنة 2003 شهد المسرح الروماني إطلاق عملية ترميم واسعة النطاق غايتها إعادة رونقه وبريقه بعد أن بدأ التدهور يطاله متأثرا بالعوامل المناخية والقدم حيث كان قبيل هذا التاريخ من أهم الفضاءات التي كانت تحتضن عديد التظاهرات الثقافية بولاية سكيكدة بالنظر لحجمه الكبير وطاقة استيعابه الأكبر .

وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أوضح مدير الثقافة لولاية سكيكدة السيد عبد العزيز بوجلابة أنه “من المتوقع أن يتم استلام هذا الصرح الأثري خلال السداسي الثاني من سنة 2019 “، مردفا أن ” تأخر استكمال أشغال الترميم يعود إلى عديد المشاكل التي كانت تظهر أثناء العملية والتي لم تكن أبدا متوقعة”.

ولدى حديثه بالتفاصيل ، أضاف السيد بوجلابة أن “إعادة تهيئة الركح الأصلي للمسرح ومدرجاته الأصلية التي اكتشفت أثناء عملية الترميم بعد حفريات قام بها مختصون من المركز الوطني للبحث في علم الآثار سنة 2010 والتي كانت مطمورة على عمق حوالي 3 أمتار عن سطح الأرض شكلت إحدى أهم أسباب تأخر الأشغال” ، لافتا الى أن “هذا الاكتشاف أعطى فكرة أوضح عن حجم المسرح الروماني لسكيكدة” مما يدل -حسبه- على أنه “من بين أكبر المسارح الرومانية دون شك في منطقة شمال إفريقيا”.

“كما تم خلال سنة 2016 تسجيل عملية جديدة تمثلت في أشغال مستعجلة بعد أن تم العثور على قناة لمياه الشرب تعبر المسرح الروماني تعود إلى الحقبة الاستعمارية وتتسرب منها المياه بسبب قدمها الأمر الذي استوجب تدخل مؤسسة الجزائرية للمياه لتحويل تلك القناة إلى خارج المسرح وهي الأشغال التي تم الانتهاء منها مؤخرا” ، إستنادا لذات المسؤول الذي أبرز بأنه “تم فيما بعد الشروع في تدعيم مدرجات المسرح مع إنجاز شبكة تصريف مياه الأمطار ومن ثمة الشروع في إنجاز المنصة”.

وعن الهدف من الأشغال المستعجلة إعتبر نفس المصدر بأنها “تكمن في إزالة التربة والردوم والحشائش الضارة والأشجار من أجل وضع حد لتدهور المعلم وبالموازاة مع ذلك إنجاز قنوات لتصريف مياه الأمطار”.

وقد تطلبت عملية ترميم هذا المسرح الذي يبلغ قطره حوالي 78 مترا تسخير مبلغ مالي إجمالي يقدر بحوالي 130 مليون دج حيث تم ترميم غالبية الصرح إضافة إلى إنجاز فضاءات للفنانين وكذا تهيئة الركح والمدخل الرئيسي لهذا المعلم.

.. الحديقة الأثرية فضاء آخر من شأنه الرفع من القيمة التاريخية للصرح

تعتبر الحديقة الأثرية المحيطة بالمسرح والتي تم بها وضع كل الآثار التي كانت مرمية ومبعثرة داخل المسرح الروماني فضاء آخر من شأنه الرفع من القيمة التاريخية لهذا الصرح، وفقا لما صرح به السيد بوجلابة الذي أكد أنه “فور استلام المشروع والانتهاء من تدعيم جدار الحديقة الذي سقط مؤخرا من الناحية الغربية بفعل انجراف التربة جراء الاضطرابات الجوية التي تخللها تساقط كثيف للأمطار ستتم إعادة فتح هذا الصرح للجمهور والزائرين والمختصين ليتسنى لهم معرفة بعده التاريخي”.

وتضم هذه الحديقة توابيت جنائزية حجرية ورخامية تعود للفترة القديمة وكذا أعمدة رخامية وغرانيتية وعناصر معمارية كثيرة على غرار التيجان والأعمدة والقواعد فضلا عن الكتابات اللاتينية القديمة المختلفة منها الجنائزية والإمبراطورية.

تجدر الإشارة إلى أن المسرح الروماني المتواجد بوسط مدينة سكيكدة الذي يضاهي في جماله وكبره المسارح الرومانية لتيمقاد بولاية باتنة وجميلة بولاية سطيف ومداوروش بولاية سوق أهراس وكذا المسرح الروماني لتيبازة المطل على البحر يعد واحدا من أكبر وأوسع المسارح التي شيدها الرومان في إفريقيا الشمالية فهومستوحى من المسرح اليوناني.

ويتكون من حجارة كبيرة محفورة في منحدر جبل يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 4900 متر مربع ويتسع لأكثر من 6 آلاف متفرج وقد تم بناؤه خلال فترة الإمبراطور “أدريان” في القرن الثاني وحسب الروايات التاريخية فقد تم تشييده بفضل تبرعات الأديب أمليان بلتور قبل أن يدمر الاستعمار الفرنسي أجزاء منه خاصة منصة “براكسينيوم” التي بنى فوقها ثانوية النهضة للبنات.

ن.و

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى