دولي

تفاؤل حذر لدى المغرب والبوليساريو رغم موعد جديد للمحادثات في 2019

 

 

انتهت أعمال الطاولة المستديرة التي نظمها المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر في جنيف بحضور ممثلي جبهة البوليساريو والمغرب والجزائر وموريتانيا في “جو إيجابي” و”صريح” حسب المبعوث الأممي الذي كشف عن موعد تنظيم محادثات جديدة تضم نفس المشاركين في الربع الأول من العام 2019.

وقرأ كوهلر بيانا صاغه المشاركون قال من خلاله: “كل الوفود المشاركة اعترفت بأن التعاون المشترك والاندماج الإقليمي، بعيدا عن الصراعات والعنف، هو الطريق الأمثل لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة”، مضيفا أن “المشاورات جرت في جو إيجابي ساده الاحترام المتبادل والصراحة”، ومشيرا إلى أن “جميع الوفود وافقت على إجراء جولة ثانية من المباحثات”.

وشكر هورست كوهلر الأطراف المشاركة على “النية الحسنة التي أظهرتها خلال المشاورات والاستعداد الكبير للتوصل إلى حل ينهي نزاع الصحراء الغربية”، معتبرا أن “لقاء جنيف هو خطوة أولى وهامة لإحياء المفاوضات السياسية حول مستقبل الصحراء الغربية والتوصل إلى حل “عادل” و”منصف” و”مبني على التوافق”.

وواصل كوهلر: “لقد فهمت من خلال المناقشات التي أجريناها أنه لا يوجد أي طرف يريد أن يبقى الوضع على حاله. قناعتي أن من مصلحة الجميع أن تحل مشكلة الصحراء الغربية لأن هذا سيخلق مناخا جديدا في المنطقة وسيساهم في تطوير الاقتصاد وتعزيز الأمن وفي خلق فرص عمل جديدة”.

… “على المغرب أن يتخلى عن الشروط المسبقة”

شكر رئيس وفد البوليساريو إلى جنيف خطري آدوه المبعوث الأممي الذي “كسر الجمود الذي ساد العلاقة بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ 2012” وبعث من جديد “المسار التفاوضي بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو للتوصل إلى حل متفق عليه يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير”. وأضاف “نحن نرى أن هذه الطاولة المستديرة كانت مفيدة وساهمت في تجاوز هذا الجمود والانتقال إلى مسار تفاوضي جدي وتسوده حسن النية”.

وأكد آدوه أن إرادة جبهة البوليساريو انخرطت في المناقشات بشكل “جدي” و”مسؤول” بهدف بلوغ حل “عادل” و”دائم” يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتحديد الوضع النهائي للصحراء الغربية وفق ما تقوله الأمم المتحدة”. وواصل: “أكدنا على ضرورة تجاوز الوضع القائم والتخلي عن الشروط المسبقة التي عرقلت كل المساعي الماضية وخاصة المسار التفاوضي. نحن جئنا بروح بناءة والمطلوب من المغرب هو تجاوز الاشتراطات والعمل معنا في إطار مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة هورست كوهلر وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة من أجل إيجاد حل عادل”

ومن بين العوامل التي يمكن أن تساهم في خلق الثقة مع المغرب يقول ممثل جبهة البوليساريو، “مراعاة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية خاصة في المناطق المحتلة وإطلاق سراح معتقلي الرأي والسياسيين وفتح الإقليم لكي يتمكن المراقبون الدوليون والصحافة من زيارة الإقليم والاطلاع على ما يجري بداخله”

وتمسك ممثل البوليساريو بفكرة تقرير مصير الشعب الصحراوي وذلك عبر تنظيم استفتاء شعبي وتمكين الشعب الصحراوي على التعبير عن إرادته الحرة بكل ديمقراطية وأن تحترم خياراته. وتساءل خضري أدوه: “كيف يمكن أن نصل إلى هذا؟ نحن نرى أن ليس هناك من طريقة أفضل ولا أكثر ديمقراطية ولا أوضح من إجراء استفتاء حر عادل واضح ديمقراطي يطرح للصحراويين مجموعة من الخيارات وعليهم أن يعبروا عن رأيهم عن طريق الصندوق”. وواصل: “لا يوجد أي فعل آخر يمكن أن يعوض الشعب الصحراوي أو يقرر عن مصيره سوى الاستفتاء لأن هذا حق غير قابل للتصرف أو لحلول أخرى ملتوية”.

ودعا ممثل وفد البوليساريو مجلس الأمن أن يكون صارما وحاسما مع الأطراف التي تعرقل مسار التسوية مثل ما حدث في العام 2000 و2012. “لقد حان الوقت لتجاوز الجمود القائم والابتعاد عن الالتواء وخلط الأوراق والشروع في محادثات جادة، خاصة وأن الأمم المتحدة قلصت مدة مهمة المينورسو من سنة إلى ستة أشهر لحل نزاع الصحراء الغربية”. وفي النهاية، تأسف خطري آدوه على تصرف الاتحاد الأوروبي الذي يعمد إلى محاولة تجديد اتفاقيات الشراكة والصيد مع المغرب، بما يشمل الصحراء الغربية وذلك خلافا لقرارات محكمة العدل الأوروبية التي كانت في منتهى الوضوح حسب رأيه والتي أكدت “أن البلدين منفصلان وأن المغرب لا يملك أية سيادة على الصحراء الغربية”.

 

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى