تفاوت في نسب المشاركة: أول انتخابات تشريعية منذ بدء الحراك الشعبي والنتائج تُعلن اليوم

- سويرة: لأول مرة سيكون للناخبين كامل الحرية لاختيار ممثليهم
- العطية: الجزائر دخلت مرحلة تعزيز الديمقراطية الوطنية
جرت أمس أول انتخابات تشريعية تشهدها الجزائر منذ الحراك الشعبي والأولى أيضا بإشراف هيئة مستقلة للانتخابات في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية في البلاد.
وتحت شعار فجر التغيير فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا فيما تأمل السلطات أن تطوي صفحة عامين من الاضطرابات السياسية بمشاركة مقبولة من الناخبين .
وتم تخصيص ثلاثة عشر ألف مركز اقتراع داخل البلاد مع مئة و تسعة و ثلاثين مكتب متنقل إلى جانب ثلاثمئة و سبعة و خمسين مكتبا في الخارج . ودعي نحو أربعة و عشرين مليون ناخب لاختيار أربعمئة و سبع نواب جدد لمدة خمس سنوات، يتم انتخابهم من بين أكثر من ثلاثة عشر ألف مرشح، خمسة و ستون بالمئة منهم دون الأربعين عاما واصحاب شهادات. ويمكن لهؤلاء المرشحين الجدد، ترسيخ أنفسهم كقوة جديدة داخل المجلس المقبل، بموافقة الحكومة، التي شجعت الشباب للترشح وقدمت لهم يد المساعدة. وحرصت غالبية القوى السـياسـية في البلاد على المشـاركة بقوة في الاسـتحقاق الانتخابي لمنع التدخلات الخارجية في الشأن الجزائري، ورفضا لخيار المقاطعة الذي سلكته بعض القوى.
وتفاوتت نسب المشاركة بين الولايات ومن المقرر أن تُعلن النتائج اليوم الأحد.
…عبد الكريم سويرة: لأول مرة سيكون للناخبين كامل الحرية لاختيار ممثليهم
أكد الخبير الدستوري عبد الكريم سويرة أن الناخب الجزائري سيتمتع ولأول مرة بالحرية الكاملة في اختيار ممثليه بفضل التغييرات المدرجة في قانون الانتخاب الجديد ضمن تشريعيات 2021 .
وأوضح سويرة الذي حل هذا السبت ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أن أهم الاصلاحات المتضمنة في قانون الانتخاب والتي ستضمن نزاهة العملية هو تغيير نمط الانتخاب على المترشحين من نظام القائمة المغلقة- التي لم يكن فيها الاختيار كاملا للناخب حيث كانت الأحزاب هي من ترتب المترشحين على رأس القوائم – إلى الاقتراع النسبي على قوائم مفتوحة باختيار تفضيلي .
وأضاف سويرة أن قانون الانتخابات الجديد يكرس انفتاحا سياسيا تجاه الشباب و المرأة ، حيث اشترط تمثيلا لا يقل عن نصف المترشحين في كل قائمة بأقل من أربعين سنة وكذلك الأمر بالنسبة لتمثيل المرأة ، وما الاقبال الكبير على الترشح من الفئتين إلا أولى مؤشرات استرجاع الثقة مع الناخب الجزائري ، يقول سويرة الذي توقع ارتفاع نسبة الانتخاب اليوم كثاني مؤشر .
وعدد سويرة بعض الضمانات التي قدمها قانون الانتخابات لنزاهة العملية الانتخابية، مؤكدا أن اعطاء مهمة الإشراف على العملية الانتخابية للهئية المستقلة للانتخابات وتحييد الادارة على كل المستويات بالإضافة الى رقمنة العملية أغلق الباب أمام كل التجاوزات التي كانت تسجل سابقا ، بالإضافة الى فتح الترشيحات للجميع على مستوى المندوبيات مع ترك المجال مفتوحا للطعن في العدالة في حال رفض الترشيحات والسماح باستبدال المرشحين في القوائم .
..إدريس العطية: الجزائر دخلت مرحلة تعزيز الديمقراطية الوطنية
أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إدريس العطية، أن الجزائر دخلت مرحلة مهمة تتعلق بالترسيخ الديمقراطي وتعزيز الديمقراطية الوطنية التي ترى في الانتخابات أهم آلية للتغيير المنشود.
واشار العطية ، في حديثه لبرنامج خاص للقناة الإذاعية الأولى، السبت، إلى أن ” إقبال الشباب والنساء على الأداء الإنتخابي يمثل أكبر دليل على أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة بفضل الهندسة الإنتخابية المعتمدة سواء تعلقت بنمط الإقتراع أو الآليات الضامنة للإنتخابات”.
ورأى أن هذا الإقبال ” يمثل مظهرا لاسترجاع الثقة في إطار مسار جديد يتعلق ببناء الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتكون من خلال العديد من الآليات من أبرزها الضمانات الدستورية والقانونية لنزاهة الإنتخابات “.
وشدد العطية على أن ” الضمانات التي تؤكد على نزاهة العملية الانتخابية كثيرة جدا وواضحة ايضا سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وسواء كان إطارها قانوني أو قضائي، خاصة في التأكيد على استقلالية السلطة الوطنية لمراقبة الإنتخابات وإشرافها على العملية منذ البداية حتى ترسيم النتائج، ودفع الإدارة بممارسة الحياد، والضمانات القضائية التي يشرف عليها قضاة يسهرون على تطبيق القانون بحذافيره من أجل حماية صوت الناخب. وبالتالي حان الوقت لنقول بأن الجزائر قطعت العهد مع شيء يسمى التزوير “.
م.ج