تنتهي بعرض ختامي مهدى للشعب الفلسطيني..ورشات تكوينية لأزيد من 60 شابا بأيام فتيحة بربار لمسرح الشباب

استفاد أزيد من 60 شابا وشابة من مختلف الورشات التكوينية المسطرة ضمن فعاليات الدورة الثانية لأيام فتيحة بربار لمسرح الشباب ببومرداس.
شكلت الفعالية فرصة لتقديم أربع ورشات تكوينية لفائدة عدة متربصين قدموا من مختلف ربوع الوطن، أطرها مجموعة من الفنانين المختصين في المسرح، وتضمنت الورشات التكوينية المبادئ الأساسية في أربع فنون مسرحية، هي الإخراج مع المخرج محمد شرشال، المونودراما مع هشام بوسهلة ، البانوتميم مع الفنان التونسي خالد بوزيد، وورشة الارتجال التي اشرفت عليها الفنانة التونسية نورس العباسي، واعتمد مؤطرو الورشات في البداية أسلوبا منهجيا هيأ المتربصين بيداغوجيا، وذلك من خلال تزويدهم بالخطوط العريضة والمداخل الاصطلاحية، بالإضافة إلى تخصيص فترة للتعارف وتحديد أهداف الورشات وتحفيز المتربصين الذين سيختمون تكوينهم بعرض ختامي سيهدى للشعب الفلسطيني الشقيق تأكيدا على الدعم وروح الأخوة المتبادلة بين الشعبين المناضلين.
وقد انطلقت أولى العروض المسرحية ضمن منافسة ايام فتيحة بربار لمسرح الشباب بومرداس بقاعة يسر، بمسرحية “تخريف ثنائي” عن نص يوجين يونيسكو، وانتاج جمعية بسمة الثقافية سكيكدة، إعداد أيمن بن أحمد وتمثيل كل من بلقيس بوكلوة وسيف الدين بوزيدي
وتعرض المسرحية التي تندرج ضمن مسرح العبث، خطين دراميين متوازيين، الأول يتجلى في صراع الزوجين، الذي هوانعكاس فعلي للشطر الأول من عنوان العمل “تخريف”، حيث يتجادلان في أمور تافهة كالفرق بين الحلزون والسلحفاة ومدى تشابههما، والخط الثاني يتجلى في الحرب الدائرة بين “الضفة الغربية” و”الضفة الشرقية”، وكيف أن ذلك التهديد الخارجي لم يحسن علاقة الزوجين رغم القصف والخطر المحدق، وهنا يندمج الخطان للإحالة على أن التغيير يبدأ من الداخل لا الخارج.
مزج العمل بين الأنواع المسرحية على غرار الكوميديا التي تجلت في الصراع غير المنطقي للزوجين، والتراجيديا التي ظهرت نهاية المسرحية بموت أم الزوجة أثناء الحرب.
وتميزت المسرحية من الناحية الجمالية بسينوغرافيا متناظرة ومتوازنة، مع تفعيل كل عناصرها على غرار الطاولتين، الكرسيين، المذياع والهاتف، دون ترك المجال لأي صدفة، كما وظفت إنارة خافتة، مع بعض من اللعب بالأضواء خاصة في المشهد الافتتاحي للفت أنظار الجمهور الذي تابع العرض بكل تركيز، نظرا لخصوصية مسرح العبث وضرورة إعمال العقل في تأويله.
مليكة ب