تنظيم الدورة الثانية من ملتقى “الأدب الجزائري المهاجر” بعنابة
تنطلق يوم السبت المقبل، بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، أشغال الملتقى الثاني للأدب الجزائري المهاجر الذي تنظمه مديرية الثقافة والفنون بالولاية بالتنسيق مع قسم اللغة والأدب العربي بجامعة “باجي مختار”، وبمشاركة أساتذة وباحثين في تاريخ الجزائر، ويندرج تنظيمه في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، وإحياء لليوم الوطني للهجرة، المصادف لتاريخ 17 أكتوبر من كل عام.
ويأتي الهدف من تنظيم الملتقى الذي يتواصل على مدار يومين، وفق بيان للجهة المنظمة، من أجل التعريف بهذا الأدب وبأعلامه، ودراسة مدوناته والوقوف عند تيماته وموضوعاته وقضاياه الفنية وخصائصه، وتحديد مكانته في الأدب الجزائري، العربي والعالمي، كما يحاول تسليط الضوء على كل الكتابات التي خطها الجزائريون في ديار الغربة، مهما كانت لغة هذه الكتابات، ذلك أن الأدب الجزائري مليء بظاهرة الكتاب المهاجرين منذ أبوليوس لوكيوس، الذي كتب أول رواية في تاريخ البشرية، عنوانها “الحمار الذهبي”، وهو الأديب الجزائري ابن مدينة مداوروش بسوق أهراس، إلى الشاعر الأمير عبد القادر الذي نفي إلى سوريا وكتب فيها أجمل أشعاره، بل إن الأدب الجزائري الحديث، إنما تأسس وتطور في المهجر، مثل أحمد رضا حوحو الذي كتب أول رواية، وهو مقيم في السعودية، عنوانها “غادة أم القرى”، إلى الشاعر رمضان حمود الذي أبدع الشعر الرومانسي، وهو طالب بالزيتونة في تونس.
وحينما اندلعت الثورة، هاجر الكثير من الأدباء الجزائريين، وحملوا على عاتقهم مهمة التعريف بالقضية الجزائرية، مثلما فعلت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، والمسرح الإذاعي عبر أثير صوت الجزائر من القاهرة ومن تونس، ومثلما فعل كاتب ياسين الذي هاجر إلى فرنسا وأحرجت كتاباته الضمير الأوروبي. أما بعد الاستقلال، فقد هاجر بعض الأدباء، مثل محمد ديب وآسيا جبار وأحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق وعمارة لخوص وغيرهم، ومثل الأدب مثل الرياضة، فإننا نلاحظ أن أهم الأصوات الأدبية التي رفعت العلم الجزائري عاليا، إنما هي الأصوات المهاجرة، وهذا لأسباب متعددة.
وسيعرف الملتقى تقديم العديد من المدخلات، من بينها مداخلة للدكتور سعيد بوطاجين تحت عنوان “الأدب المغترب، ما بين الهجرة إلى الآخر والهجرة إلى الذات”، ومداخلة الدكتورة كريمة بوكرش بعنوان “الهوية الوطنية في الأدب الجزائري المهاجر من خلال رواية (كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك) لعمارة لخوص”، ومداخلة الأستاذ الدكتور عبد الحميد هيمة بعنوان “تجليات الهوية الوطنية والانتماء في أعمال الروائية الجزائرية آسيا جبار”.
كما سيتم أيضا، تنظيم عدة ورشات علمية، من بينها ورشة “المأساة الوطنية في فترة الاستعمار الفرنسي من خلال رواية (الدار الكبيرة) لمحمد ديب” لطالبة الدكتوراه خديجة ميهوبي، وورشة “الأدب الجزائري المهاجر” لطالب الدكتوراه صلاح الدين بوحجلة.
نسرين أحمد زواوي