الأخيرةفي الواجهةولايات

تواصل التدخلات لفتح الطرقات وإسعاف المواطنين

الاضطرابات الجوية بولايات الوسط..

تتواصل عبر مختلف ولايات الوسط عمليات فتح الطرقات المغلقة بسب تراكم الثلوج لتسهيل تنقلات المواطنين مع اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها ضمان سلامتهم في ظل استمرار تساقط الثلوج والأمطار، أمس، الإثنين.

تواصل الأجهزة الأمنية والمصالح الولائية عبر مختلف ولايات وسط البلاد منذ نهاية الأسبوع الماضي جهودها لفتح الطرقات المغلقة أمام حركة المرور بسبب تراكم الثلوج لاسيما في ولايات تيزي وزو والبويرة وبجاية والمدية وتوجيه مستعملي الطرقات نحو المسالك البديلة.

وفي هذا الصدد، دعت مصالح الدرك الوطني سائقي المركبات إلى توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة لاسيما في ظل تشكل الصقيع الذي يصعب السيطرة والتحكم في المركبة ما قد ينجر عنه حوادث خطيرة إلى جانب انتشار الضباب خاصة عبر الطرقات الواقعة بالمرتفعات والمناطق الجبلية.

فبولاية البليدة تواصل مصالح مديرية الأشغال العمومية فتح شبكة الطرقات الواقعة بمرتفعات الشريعة حيث تم فتح الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين مدينة البليدة والشريعة الذي شهد خلال عطلة نهاية الأسبوع ازدحام مروري خانق بسبب التوافد الكبير للزوار على هذه المنطقة السياحية، فيما تمكنت أيضا من فتح الطريق الولائي رقم 49 الرابط ما بين هذه الأخيرة وتاباينات ببوينان (شرق).

وبهدف الوقوف على كافة التدابير والإجراءات الرامية للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين خاصة المتوجهين نحو مرتفعات الشريعة، تنقل والي الولاية أحمد معبد إلى أعالي الشريعة التي تشهد تساقط كثيف للثلوج حيث أكد على ضرورة التنسيق الدائم بين مختلف المصالح، لاسيما الأمنية والحماية المدنية ومديرية الأشغال العمومية ومحافظة الغابات ومؤسسة سونلغاز.

وشدد أيضا على ضرورة توفير مخزون احتياطي الأملاح المستعملة في إذابة الثلوج على مستوى الطرقات ومواصلة عمل كاسحات الثلوج لضمان فتح الطريق والمساحات المخصصة لتوقف السيارات بالإضافة إلى الحرص على توفير التدفئة المدرسية وتقديم وجبات ساخنة لتلاميذ المؤسسة التربوية ببلدية الشريعة، وفقا لمصالح الولاية.

وفي ظل استمرار تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 600 متر، رفعت مصالح الحماية المدنية من درجة التأهب عبر جميع الوحدات العملياتية وتسخير جميع وسائل وعتاد التدخل الخاص يمثل هذه التقلبات الجوية مع وضع كامل التعداد البشري في جاهزية تامة لضمان التدخل السريع.

وتسبب التساقط المستمر للثلوج بولاية المدية في تسجيل صعوبة السير على مستوى الطرقات الرئيسية والعديد من محاور الطرقات الأخرى أيضا نتيجة تشكل الجليد، حسبما علم من مصالح الحماية المدنية التي أشارت إلى تلقيها العديد من البلاغات حول صعوبة السير خاصة على مستوى الطريق السريع شمال- جنوب في شطره الرابط بين المدية والوزرة وبين هذه الأخيرة وبن شكاو والبرواقية.

ومن بين مقاطع الطرقات التي سجلت صعوبة في السير بالولاية، الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين أولاد إبراهيم والعمارية والطريق الولائي رقم 138 الرابط بين بلدية تيزي مهدي وسي محجوب. وبهدف تسهيل حركة المرور تواصل مصالح الحماية المدنية تدخلاتها التي شرعت فيها منذ مساء السبت الماضي لإعادة فتح الطرقات المغلقة وتحرير السيارات العالقة بسبب الثلوج بالإضافة إلى تنصيب نقاط اسعافات على مستوى الطريق السريع شمال- جنوب وعدد من محاور الطرقات، وفقا لما ذكره نفس المصدر الذي أشار إلى عدم تسجيل أية حوادث مرورية خطيرة إلى غاية الآن عبر شبكة طرقات الولاية.

وتم اتخاذ كافة التدابير للتكفل بالقاطنين بالمناطق النائية خلال فترة التقلبات الجوية التي مست العديد من ولايات الوطن تطبيقا لتعليمات والي الولاية جهيد موس الذي أمر أيضا بتجنيد كافة عتاد وتجهيزات مديرية الأشغال العمومية لإزالة الثلوج والجليد لتفادي غلق الطرقات وتسهيل حركة المرور بالإضافة إلى ضمان توفير المخزون الكافي من قارورات غاز البوتان، لفائدة المناطق النائية والجبلية حسبما علم من مصالح الولاية.

وتقرر أيضا فتح الإقامات والمراقد أمام مستعملي الطرقات إلى جانب مباشرة فرق المراقبة التابعة لمديرية التجارة لخرجات ميدانية للوقوف على مدى توفر مختلف المواد الغذائية والخضر والخبز خلال هذه الفترة.

وبولاية عين الدفلى اضطرت 30 مؤسسة تربوية لغلق أبوابها أمام التلاميذ بسبب سوء الأحوال الجوية والمتمثلة في 20 مدرسة ابتدائية وتسع متوسطات وثانوية واحدة موزعة على مستوى كل من بلديات مليانة وعين التركي (شمال) والبطحية والحسنية (جنوب)، وفقا لما أفاد به مدير التربية بوزيان مراد. وأرجع المتحدث أسباب غلق هذه المؤسسات إلى صعوبة تنقل ووصول حافلات النقل المدرسي نحو بعض القرى والمناطق بسبب تراكم الثلوج على الطرقات مطمئنا مواطني الولاية أن جميع المؤسسات التربوية الموزعة عبر تراب الولاية تتوفر على أجهزة التدفئة.

وبولاية تيزي وزو، تتسبب الثلوج المتساقطة في غلق العديد من محاور الطرقات خاصة الواقعة بالمناطق الجبلية مما تطلب تدخل مختلف مصالح الولاية كالحماية المدنية والأمن الوطني وأفراد الجيش الوطني الشعبي، حسبما علم من خلية الأزمة التي تم تنصيبها على مستوى الولاية.

وغطت الثلوج المتساقطة تقريبا كامل تراب ولاية بجاية التي استبشر سكانها بها خيرا بالرغم من تسببها في غلق عدد من الطرقات بالكامل وصعوبة تنقل المركبات على غرار الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين بجاية وتيزي وز وعبر شلاطة الواقعة بأعالي أقبو والذي بقي مغلقا لمدة ثلاثة أيام متتالية إلى جانب العديد من الطرقات البلدية والولائية.

ومن بين محاور الطرقات التي غطتها الثلوج الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين بجاية وسطيف وبالتحديد ما بين خراطة ومرواحة حيث اضطرت العديد من الشاحنات إلى التوقف عند هذا الحد بسبب صعوبة السير. ورغم صعوبات التنقل التي تسببت فيها الثلوج الكثيفة المتساقطة إلا أن فئة أخرى من المواطنين اغتنموا هذه الفرصة للتنزه بالغابة للاستمتاع بمناظر الثلوج على غرار ثلاثة شبان تهوروا بالتوغل في جبل أكفادولبلوغ البحيرة السوداء الشهيرة ليضيعوا طريقهم قبل أن تعثر عليهم مصالح الحماية المدنية قبل وقت قليل من هبوب عاصفة ثلجية.

وتسببت الاضطرابات الجوية الأخيرة بولاية البويرة في عزل العديد من المناطق الجبلية الواقعة على سلسلة جبال جرجرة، كآث حماد وآث ولفان وإيمسدورار وصهاريج وأقويلال وغلق الطرق الوطنية المؤدية إلى المحطة المناخية لتيكجدة مرورا بحيزر وتيزي نكو يلال فيما تتواصل الجهود لإعادة فتح الطرقات وتقديم الإسعافات للمواطنين العالقين.

..الثلوج تغطي عدة قرى في البويرة

عادت الثلوج الأحد وبكميات معتبرة إلى عدة قرى ومرتفعات بولاية البويرة، مثيرة بهجة وإعجاب السكان، لاسيما أولائك القاطنون بمناطق لم تتساقط بها الثلوج منذ عدة سنوات. وتساقطت كميات معتبرة من الثلوج منذ ظهيرة أمس السبت بمرتفعات الجهة الشمالية الشرقية من الولاية، حيث تسود أجواء باردة جدا منذ بضعة أيام.

واتسعت رقعة الثلوج هذه المرة إلى سهول الساحل، حيث استيقظت عدة قرى واقعة على علو600 متر أو أكثر، أول أمس، الأحد، على مشاهد طبيعية مبهرة من صنع الثلوج البيضاء. وفي هذا الشأن أفاد ضابط بالحماية المدنية ،الملازم يوسف عبدات أن كل المناطق الجبلية بآث حماد وآث ولفان وإيمسدورار وصهاريج وأقويلال، الواقعة على سلسلة جبال جرجرة، “قد عزلتها الثلوج، ولا تزال الجهود متواصلة لإعادة فتح الطرقات”.

وتسببت الثلوج المتراكمة في إغلاق الطرق الوطنية المؤدية إلى المحطة المناخية لتيكجدة مرورا بحيزر وتيزي نكويلال، إضافة إلى محاور أخرى رابطة بين أغبالو وتيزي وزو، بحسب الضابط عبدات، الذي دعا سائقي السيارات إلى توخي الحيطة والحذر. وبعثت عودة الثلوج البهجة والراحة في نفوس سكان ولاية البويرة، بعد عدة سنوات من الانتظار.

..الفلاحون يستبشرون خيرا في تيزي وزو

وغطت الثلوج معظم بلديات تيزي وزوالـ 67 بردائها الأبيض الناصع ليلة السبت إلى الأحد مما بعث بهجة وارتياحا كبيرين لدى سكان المنطقة الذين استبشروا خيرا بها.

وأعرب فلاحون بالمناطق الفلاحية لتدمايت وسيدي نعمان ودراع بن خدة عن فرحتهم الكبيرة بهذه الثلوج التي تسجل عودتها بعد عشر سنوات كاملة من الغياب، مبرزين “الفائدة الكبيرة”المرجوة من هذه التساقطات بالنسبة لشعبة الأشجار المثمرة. ونفس الأمر أكده مفتش الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية بولاية تيزي وزو، قاسي بوخالفة، مشيرا إلى أن “هذه الأمطار والثلوج جاءت في الوقت المناسب بالنسبة للموسم الفلاحي، وبعد فترة طويلة نسبيا من غياب الأمطار، إذ أوشكنا الدخول في المنطقة الحمراء”، -كما قال-.

وأبرز المسؤول “الفائدة الكبيرة” المرجوة من هذه التساقطات بالنسبة لشعبتي الحبوب والأشجار المثمرة على وجه، لافتا إلى أن “هذه الأمطار والثلوج المرافقة بانخفاض في درجات الحرارة ستساعد الأشجار ذات الأوراق (التي تفقد أوراقها في فصل الشتاء)، لاسيما أشجار الفاكهة ذات النواة،على الدخول في طور السكون أو الراحة، قبل استئناف دورتها بشكل طبيعي في فصل الربيع، مما يبشر بربيع جميل وموسم فلاحي جيد”.

وأضاف بوخالفة أن الثلوج وانخفاض درجات الحرارة تساهم في “تعقيم” التربة والطبيعة، حيث أن هذه الظاهرة تعد “نوعا من الكفاح الطبيعي ضد كل أعداء المحاصيل (الحشرات والفطريات)”. وقال أن “الثلج يساهم بشكل كبير في تقليص أعداد الحشرات المضرة بالشكل الذي يسمح بالتحكم فيها”. وذكر قاسي بوخالفة أن الأمطار والثلوج تساعد التربة على امتصاص المياه كما تساهم في تجديد مخزون المياه الجوفية والآبار وأحواض الوديان والحواجز المائية والسدود. وعبر عن ارتياحه الكبير لتساقط هذه الثلوج والأمطار “في الوقت المناسب تماما لإعادة الأمل للفلاحين، بعد أن كانوا يستعدون للجوء لعمليات الري ابتداء من أواخر يناير أو أوائل فبراير المقبل”.

جمعها: رياض.ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى