تعد السيدة فرعون الزهرة (47 سنة) التي تقطن بمنطقة “تقشرين” ببلدية سيدي بوتشنت (ولاية تيسمسيلت) مثال للمرأة الريفية التي يتم إحياء يومها العالمي في 15 أكتوبر من كل سنة.
وتمتلك هذه السيدة مزرعة صغيرة بمنطقة “تقشرين” التي تبعد حوالي 3 كلم عن بلدية سيدي بوتشنت حيث تعمل يوميا على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال انتاجها لبعض المحاصيل الفلاحية والمنتجات الحرفية. وفي هذا الشأن أبرزت السيدة فرعون، بأنها تمارس العديد من النشاطات الفلاحية والحرفية المتمثلة في تربية المواشي وخياطة الألبسة النسوية وصناعة السلالة من مادة الدوم فضلا على صناعة الخبز التقليدي.
وأبرزت بأنها تمارس هذه الأعمال منذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها حيث يرجع الفضل لوالدتها الحاجة تركية التي لقنتها هذه الأنشطة حيث تعتبرها قدوتها في رحلتها مع العمل بالريف. وتلقى منتجات السيدة فرعون رواجا كبيرا بالسوق المحلية على مستوى مدينتي سيدي بوتشنت وثنية الحد لاسيما الألبسة النسوية ومواد السلالة فضلا على الخبز التقليدي وهذا يرجع الى نوعيتها الجيدة والإتقان في صناعتها، وفق زبائنها.
كما ساهمت هذه السيدة في تكوين قرابة 20 امرأة ريفية تقطن بمناطق الظل بالولاية في مجال صناعة السلالة من الدوم وذلك بالتعاون مع الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف ومديرية السياحة والصناعات التقليدية والعمل العائلي. وفي هذا الصدد أبرز مدير ذات الغرفة الولائية عبد القادر خنقاوي، بأن هيئته استعانت بالسيدة فرعون الزهرة في تكوين هؤلاء النساء الريفيات في تخصص صناعة السلالة من الدوم بالنظر لتميزها وإتقانها الكبير لهدا المجال الحرفي التقليدي.
.. الزهرة حرفية نموذجية لسنة 2019
وذكر نفس المسؤول بأن الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف لتيسمسيلت قد صنفت هذه السيدة خلال السنة الماضية كحرفية نموذجية بالولاية في مجال صناعة السلالة من الدوم وكذا الخبز التقليدي. ومن جهتها تسعى مديرية الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر لولاية تيسمسيلت إلى مساعدة هذه المرأة الريفية على توسيع نشاطها الاستثماري، حسبما أفاد به المدير الولائي لهذا الجهاز.
وأوضح أحمد حمايدي بأن جهاز “أنجام” بالولاية منح السيدة فرعون الزهرة خلال نهاية السنة الماضية قرضا ضمن صيغة اقتناء العتاد وذلك لتمكينها من فتح ورشة على مستوى منطقتها لخياطة الألبسة النسوية والمآزر. وأضاف بأن هذه العملية تندرج ضمن برنامج الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر لدعم الأسر المنتجة وكذا المرأة الريفية.
واعتبر نفس المسؤول السيدة فرعون نموذجا ناجحا للمرأة الريفية التي ساهمت في خلق الثروة بمنطقتها الريفية النائية لاسيما في مجال تموين السوق المحلية ببلديتي سيدي بوتشنت وثنية الحد بالألبسة النسوية والمآزر. وأضاف أنها ساهمت من منتصف شهر أبريل إلى غاية نهاية أغسطس الماضيين في خياطة أكثر من 10 آلاف قناع واقي وذلك كمبادرة تطوعية منها لدعم جهود الوقاية من فيروس كورونا. ومن أجل تنويع نشاطها تطمح السيدة فرعون إلى اقتحام على المدى القريب تجربة تربية النحل وكذا زراعة الأشجار المثمرة. وفي هذا الشأن ستعمل مديرية المصالح الفلاحية قريبا على إدراجها في برنامج دعم المربين الصغار وصندوق تنمية المناطق الريفية من خلال منحها خلايا نحل ممتلئة وأشجار مثمرة، وفق المديرية. ومن جهتها برمجت مصالح بلدية سيدي بوتشنت عملية لتهيئة المسلك المؤدي الى مزرعة فرعون الزهرة على مسافة 5ر1 كلم ضمن المخطط البلدي للتنمية وميزانية البلدية، حسبما أفاد به رئيس المجلس الشعبي البلدي، محمد قرابيس.
