“ثقافة متاحة” مشروع يهدف إلى إدماج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المشهد الثقافي
بمبادرة من جمعية فنون للترقية الثقافية بعنابة

أطلقت جمعية فنون للترقية الثقافية لولاية عنابة مشروع ثقافي واجتماعي جديد يحمل عنوان “ثقافة متاحة”، يهدف لإدماج فئة ذوى الاحتياجات الخاصة للمشاركة والمساهمة في إثراء المشهد الثقافي الجزائري.
تأتي هذه المبادرة الثقافية الرائدة في الجزائر، وفق بيان للجمعية نشر عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والتي تشكل جزءًا من آليات متكاملة “إلى السماح للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة باكتشاف قدراتهم على التعبير والتواصل والإبداع الفني وهي مناسبة لاستعادة صورتهم الشخصية والاجتماعية”، وإدماجهم للمشاركة في مختلف المشاريع الفنية بما فيها السمعي البصري.
وفي أول خطوة عملية في هذا المشروع يضيف البيان قامت الجمعية بعقد شراكة بين جمعية فنون للترقية الثقافية لولاية عنابة وجمعية إصرار الوطنية للمكفوفين، من ضمن بنودها تنظيم أول ورشة في الجزائر مخصصة لتقنية “الوصف الصوتي” وهو أسلوب حديث يجعل من الممكن صنع منتجات سمعية بصرية مثل الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية، وكذا الأحداث الرياضية والعروض المسرحية وزيارات المتاحف و المواقع الأثرية في متناول المكفوفين، وهذه التقنية تتمثل في الوصف الصوتي المباشر أو في إنشاء مسار صوتي إضافي يشرح جميع العناصر المرئية التي لا يمكن للمكفوفين الوصول إليها ، مثل الأزياء والألوان وتعبيرات الوجه والخصائص المادية الأخرى، ويعمل الوصف الصوتي بعدة مراحل هي مرحلة كتابة السيناريو بواسطة واصف صوتي احترافي واحد أو أكثر ، ومرحلة تسجيل في الأستوديو بمكبر صوت واحد أو أكثر ومرحلة إنهاء وإمكانية إعادة دمج المسار الصوتي على المنتج الأصلي.
وفي حالة العروض الحية كالعروض المسرحية والعروض التوضيحية وزيارات المتاحف و المواقع الأثرية ونشاطات أخرى يمكن للمتحدث قراءة الوصف الصوتي، الذي يتم إعداده مسبقًا، مباشرةً أثناء العرض.
ولقد حددت الجمعية المواقع الاثرية التي ستعمل على تقديمها في هذا المشروع منها صهاريج هيبون، القلعة الحفصية، حصن المعذبين، مسجد صالح باي، زاوية سيدي إبراهيم، أسوار المدينة، مسجد أبو مروان الشريف، المدينة القديمة، كنيسة القديس اوغستان، موقع رأس الحمرة، آثار قناة جلب المياه لبوزيزي، محطة القطار، المدرسة العليا للتسيير ” ثانوية بيار وماري كيري” سابقا، حصن الخروبة، بالإضافة إلى كل مرافق ولاية عنابة الثقافية منها دار الثقافة والفنون محمد بوضياف عنابة، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بركات سليمان، قاعة سينماتيك والمسرح الجهوي عز الدين مجوبي.
وستعمل الجمعية على استقبال هذه الفئة ضمن مجموعة التدابير التي من شأنها إتاحة المشهد الثقافي لجميع شرائح المجتمع من خلال تقديم بطاقة فنية مفصلة تهدف إلى إشراك هذه الفئة في عملية الإنتاج الثقافي والفني و كذا إتاحة كل النشاطات الثقافية و الفنية لهم، وذلك من خلال إبرام اتفاقيات مع المؤسسات الثقافية المعنية، مشيرة في بيانها أنها بصدد التحضير لعقد اتفاقية مع كلية الهندسة قسم الإلكترونية لإنجاز بعض الأجهزة والتطبيقات البرمجية للشروع في تطبيق المبادرة على أرض الواقع.
نسرين أحمد زواوي



