ثقافة وفن

جمعيات ثقافية تسعى للتوثيق للموروث الثقافي واللغوي الأمازيغي

تسعى عدة جمعيات ثقافية بولايتي ورقلة وتقرت على المحافظة على الموروث الثقافي واللغوي الأمازيغي من خلال توثيقها عبر نشر كتبة مختصة وبإنتاج أفلام  تبرز جذور هذا التراث عبر التاريخ .

كشفت عدد من الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي بولايتي ورقلة وتقرت سعيها من أجل توثيق التراث اللغوي الامازيغي بالمنطقتين، وذلك من خلال تدوينها في مختلف الفنون الأدبية كالشعر وأغان محلية و قصص  روايات كانت شفوية عبر الأجيال، من خلال تسجيلات حية من الأجداد الذين لا يزالون على قيد الحياة عبر مناطق بالولايتين، وفي هذا الصدد تعززت الساحة الثقافية المحلية بهاتين الولايتين بإصدار مؤلفات حول اللغة الأمازيغية بمختلف تنوعاتها، نشرت بمبادرات خاصة لمهتمين بالدراسة و البحث في المتغيرات اللغوية المحلية التي لا زال يتمسك بها ساكنة المنطقة.

وأغلب تلك المؤلفات بادر بها شباب بغية تدارك أوضاع هذا الرصيد اللغوي المحلي المهدد بالإندثار، من خلال اعتمادهم على ما تحتفظ به ذاكرة مشايخ وكبار السن و توثيقها في كتب و قواميس مبسطة لشرح مفرداتها وفهم قواعدها، وفي سياق نفس الجهود، أصدر المؤلف خالد بن أحمد فرتوني من ورقلة، قاموسا (عربي-أمازيغي) بالمتغير الورقلي “تقرقرنت” بعنوان ” إيوالن تقرقرنت” باستعمال كلمات تيفيناغ و نطقها و مقابلها بالعربية وأمثلة بالأمازيغية، وللمؤلف إصدار ثان يحمل عنوان “أوال أناغ” أي “لغتنا”، وهو كتاب شبه مدرسي لتعلم أبجديات اللغة الأمازيغية بالمتغير الورقلي- الزناتي “تقرقرنت” موجه للطور التحضيري و الابتدائي، ومن جهته نشر المؤلف الشاب يوسف غطاس من بلدة عمر، ولاية تقرت، قاموسا لغويا مبسطا بالمتغير المحلي “تاشلحيت” الخاص بساكنة وادي ريغ، جمع فيه عدة مفردات، مركزا على جمع الكلمات المهددة بالإندثار بمنطقة تقرت، وذلك تحت إشراف المحافظة السامية للأمازيغية من خلال متابعة التدقيق اللغوي.

وتجري أيضا تحضيرات لترجمة السلسة الموجهة للأطفال”أتعرف على تراثي و تاريخي”، الصادرة بمبادرة من الديوان الوطني لتسير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية إلى اللغة الأمازيغية بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية بهدف غرس الثقافة المحلية لدى الأجيال القادمة لمعرفة الموروث الثقافي و المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة وكذا المحافظة عليه، وفق توضيحات المديرة الفرعية للديوان بورقلة، أم الخير بن زاهي.

أما فيما يتعلق بإنتاج أفلام وثائقية بالأمازيغية والتي من ضمنها نجد فيلم “أراك داراك” أي “ابنك هو ابنك” ب”تقرقرنت” الورقلية، أول تجربة محلية في إنتاج أفلام وثائقية بالأمازيغية بولاية ورقلة، ويعرض الفيلم مشاهد من طبيعة الحياة اليومية لساكنة القصر العتيق خلال حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كما يسلط الضوء على مجالات عديدة من الحياة الثقافية و الإجتماعية و الرياضية وغيرها لساكنة ورقلة قديما و حديثا سيما ما تعلق بالأعراس التقليدية والحياة الأسرية و التكافل الاجتماعي والهيئات الاجتماعية العرفية (العشيرة) في معالجة المشاكل الأسرية و المجتمعية وغيرها.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى