حاجة الأمَّة إلى انضواء أفرادها تحت لوائها
إنَّ أشدَّ ما تكون إليه حاجة الأُمَّة اليوم هو انضواءُ أفرادِها تحت لوائها بحيث يمثِّل كلُّ فردٍ منهم لَبِنَةً قويَّةً صالحةً، تشيِّدُ بناءَ الأُمَّةِ، وترسِّخُ دعائِمَهُ، وتُعلي صَرْحَهُ؛ لأنَّ فسادَ الأُمَّةِ بفساد أفرادِها، ومَنَاطَ صلاحِ الأُمَّةِ بصلاح أبنائها، وقد أثنى اللهُ تعالى على خيرِ جِيلٍ عرفَتْهُ البشريةُ يحمل صفاتٍ لم تبلُغْها أُمَّةٌ لَمْ تَنْعَمْ بنعمةِ الإسلام، اتَّصف باستيعاب «لا إله إلَّا الله، محمَّدٌ رسول الله» على الوجه الذي أراده الله، فلم تكن عندهم كلمةً عابرةً، وهم بعيدون عن مقتضاها وعن منهجها الشاملِ لكلِّ مناحي الحياة، ولا قضيَّةً خفيفةَ الوزن يقولونها بألسنتهم وقلوبُهم غافلةٌ عنها، وسلوكُهم الواقعي مخالفٌ لها أتمَّ المخالفة، وإنما عرفوها حقَّ المعرفة وقدَّروها حقَّ قدرها، قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: ١١٠]، فكانوا أفرادًا متجانسين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحدٍ، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: ١٥٣]، ويؤلِّفون مجتمعًا مؤمنًا، له شخصيَّتُهُ الفذَّةُ القويَّةُ، وهم مُتكتِّلون على كلمة التوحيد الخالصِ استيعابًا وسُلوكًا وبصدقٍ وأمانةٍ، فتحقَّقتْ بعقيدة التوحيد أَوَّلُ وَحدةٍ في تاريخ البشرية قائمةٍ على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها، وتجريدِ متابعةِ رسولِ الهُدَى محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والاكتفاءِ به إمامًا وقدوةً، والعملِ بسُنَّته والدعوةِ إليها، وتحذيرِ الناس من الابتداع في دينِ الله تعالى، فكان أن ورَّث هذا التجريدُ وتلك المتابعةُ الصادقةُ ثمراتٍ حسنةً ارتفعوا بها عن الحضيض، واستحقُّوا التمكينَ في الأرض، فظهر على أيْدِيهِمْ فتحٌ من الله لا مثيلَ له في التاريخ من قبلُ ولا من بعدُ، حيث امتدَّ الإسلامُ ـ في خلال نصف قَرْنٍ من الزمان ـ من المحيط إلى ما وراء الهند، قال تعالى: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ﴾ [النور: ٥٥].
..عناية الإسلام بالعنصر النفسي للفرد
ومن خلال مقوِّمات هذا الجيلِ وثوابِتِهِ الأصيلةِ، تَبَلْوَرَتْ عنايةُ الإسلام بالعنصر النفسيِّ للفردِ؛ لأنَّ الإصلاحَ النفسيَّ للفرد هو القاعدةُ الأساسيةُ لصلاحه وصلاحِ أُمَّتِهِ، وهو الدِّعامةُ الأولى لاستقامته وسعادته في الدارين، إذ إنَّ نفسَ الفرد مركَّبةٌ ـ من حيث القُوَّةُ والغَلَبةُ ـ من شِقَّين:
• شِقٍّ فطري إيجابيٍّ أصيلٍ، جُبِلَتْ فِطرتُهُ على محبَّةِ الحقِّ والخيرِ، فهي مستعدَّة لإدراك معرفة الحقائق، وتسعد بإدراكها، وتأسى على مخالفتها، ولولا المعارض لبقيت على حالتها من السلامة والاستقامة، فهي مقتضيةٌ لدين الإسلام، ومستلزمةٌ للإقرار بالخالق سبحانه ومحبَّتِهِ وإخلاصِ الدِّين له، قال ابنُ تيمية رحمه الله: «لقد أودع اللهُ عزَّ وجلَّ في قلوبِ العباد من المعارف الفِطرية الضرورية ما يفرِّقون به بين الحقِّ والباطل، وما يجعلها مستعدَّةً لإدراك الحقائق ومعرفتها، ولولا ما في القلوب من هذا الاستعداد والتمكُّن لَمَا أفاد النظرُ والاستدلالُ ولا البيانُ، كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدَّةً للاغتذاء بالطعام والشراب، ولولا هذا الاستعداد لَمَا أمكن تغذيتها وتربيتها، وكما أنَّ في الأبدان قوَّةً تفرِّق بين الغذاء الملائم والمنافي، ففي القلوب قوَّةٌ تفرِّق بين الحقِّ والباطل أعظمَ مِن ذلك»(١).
• وشِقٍّ سلبيٍّ عارِضٍ على الفِطرة التي قد تضعف ويَخْفُتُ نورُها فيعرِضُ لها ما يغيِّرها ويحوِّلُها إلى مِلَلِ الكفر والشِّرك بسبب مؤثِّراتٍ خارجيةٍ كالطبائع الشرِّيرة، والبيئة السيِّئة التي يتربَّى فيها الإنسان منذ صغره، ففي الحديث: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ»(٢)، أو بسبب نزغاتٍ شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجادَّةِ وتنحرف به عن سواء السبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال: «إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا»(٣)، فارتبط مصيرُ الإنسانِ في دنياه وآخرته بِرُجْحَانِ أحدِ الشِّقَّين: شِقِّ الخير والتقوى، أو شِقِّ الشرِّ والفجور، فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحها من الأخلاق الدنيئة والرذائل فقد أفلح وربح، ومن أخملها ودسَّاها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خاب وخسر، وأصلُ هذا المعنى قول الله تعالى: ﴿وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠﴾ [سورة الشمس].
لذلك أرسل اللهُ الرسلَ لتذكِّر النفسَ بوجوب المحافظةِ على طهارة فِطرَتها المتجلِّية في معرفةِ الله ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له وإيثارِه على غيره، وتُنبِّهُها عليه، مع التفصيل والبيان، وتعرِّفها الأسبابَ المعارضةَ لموجَب الفطرة المانعة من اقتفاء أثرها، كما حذَّرت من الاستسلام للنَّزَغات الشيطانية والطبائع الشرِّيرةِ الطارئة على النفس التي تُضْعِفُ من عزمها، وترمي بها في بُؤَرِ الضلال وساحات الهوى، وتنحرفُ بها عن سواء السبيل فدعت إلى تخليص الفطرة من كلِّ ما قد يُعَكِّرُ صفاءَهَا ويُذهب نقاءَهَا ممَّا يلابسها من الشوائب والعوالق المدنِّسة قال تعالى: ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٣٠﴾ [سورة الروم].
قال ابن القيِّم رحمه الله: «وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل، فإنها أمرٌ بمعروفٍ، ونهيٌ عن منكر، وإباحةُ طَيِّبٍ، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بعدلٍ، ونهيٌ عن ظُلْمٍ، وهذا كلُّه مركوزٌ في الفطرة، وكمالُ تفصيله وتبيينِه موقوفٌ على الرسل»(٤).
وعلى أساس معايير الهداية التي جاءت بها الرسلُ تقوم دعوةُ المصلحين إلى توحيد الله ربِّ العالمين وعبادتِه ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له، فهو أصلُ الدِّين، ودعوةُ جميعِ الأنبياءِ والمرسلين، وهو ركنُ الأعمال وشرطُ التمكين في الدنيا، والنجاةِ في الآخرة، وبه تتَّحدُ الأُمَّةُ وتجتمع على إمامها وقدوتها محمَّدٍ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، فلا وحدة بدون توحيدٍ، ولا اجتماع بدون اتِّباع.
..ميدان دعوة المصلحين
وميدانُ الإصلاح يدعو القائمين به إلى تطهيرِ الفطرةِ من الأخلاط والشوائب ممَّا يضادُّ التوحيدَ الخالصَ، والتحذيرِ من دعاوى الجاهليةِ ومظاهرِ الشرك وأشكالِ الخُرَافَةِ وأنماطِ البِدَعِ، ومحاربةِ كلِّ أسبابِ الانحرافِ عن دِينِ الفطرةِ بإظهار الحقِّ، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر بوسيلةِ العلم الشرعيِّ الصحيحِ الذي هو مادَّةُ الإسلامِ وموضوعُه، وبمنهجٍ مستمَدٍّ من الكتاب والسُّنَّةِ وما عليه سلفُ الأُمَّة.
كما أنَّ ميدانَ الإصلاحِ ينادي أصحابَه إلى ربطِ النفوس بشريعة الله الشاملة لجميع ميادين الحياة فيما يحتاجه الناسُ لصلاح دنياهم وآخرتِهم، وغرسِ الأخلاق الفاضلةِ ومبادئ البِرِّ والإحسانِ والتعاوُنِ على الحقِّ والخيرِ بالأسلوب الدَّعَوِيِّ المُنْبَثِقِ من قوله تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: ١٢٥].
كما أنَّ ميدانَ الإصلاح يتطلَّبُ من القائمين عليه من دعاة الحقِّ أن يكونوا على بصيرةٍ بالمجال الدعوي: من علمٍ دقيقٍ بالشرع ومقاصده العليا، ومراميه النبيلةِ، مع الصِّلة الوثيقةِ بالله تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٠٨﴾ [سورة يوسف]، وأَنْ يبتعدوا في مسيرتهم الدعويةِ عن الجفوة والغِلظة وسوءِ الأدبِ والمنقلب، فالرِّفقُ في الأسلوب من أبرز خصائص دعوة الحقِّ، وأن يتَنَزَّهوا عن الأغراض الدنيئة والاغترار بالدنيا؛ لأنَّ الانشغال بها والتلهِّيَ عن الآخرة أوَّلُ طريقِ الضَّيَاع، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩﴾ [سورة المنافقون]، وأَنْ يلتزموا التوكُّلَ على الله والتحلِّيَ بالصبر على دعوتهم إلى الخير والرُّشْدِ والسُّؤْدُدِ، ويعتبروا بما واجه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من كلِّ أشكال الصدود والفجور، وكلِّ ألوان الكنود والجحودِ، فَصَبَرَ عليها وصابر ورابط حتى أتمَّ اللهُ دعوتَهُ، وانتشرت في الآفاق.
إنَّ صَبْرَ الدعاةِ المصلحينَ على ما يصيبهم هو من عزائم الأمور؛ لأنه صبرٌ على استكبار الجاحدين، وجفوة العصاة، وعَنت المدعوِّين، وهو من علامات أهل الصلاح المتَّقين قال تعالى: ﴿وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبُلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ ١٢﴾ [سورة إبراهيم]، كما هو من صفات الأئمَّة المقتدى بهم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ ٢٤﴾ [سورة السجدة].
وإذا تحقَّقت الدِّعامةُ الأولى لصلاح الفرد بإصلاح نفسه فقد استقامت لَبِنَةٌ لمجتمَعِهِ المسلمِ تنتظمُ إلى جانبها لَبِنَاتٌ قويَّةٌ صالحةٌ يُشَيَّدُ بها صَرْحُ أُمَّةِ الإسلامِ، كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضًا، تَقَرُّ بها أعينُ الموحِّدين في تماسُكها وعِزَّتها وتمكينها وهَيْمَنَتِهَا، وتحتلُّ صدارةَ المجتمعاتِ على مدى الزمان وفي كلِّ الأحوال، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ ٩٢﴾ [سورة الأنبياء].
قال الشيخ العلَّامة ابن باديس رحمه الله: «فصلاحُ النَّفْسِ هو صلاحُ الفَرْدِ، وصلاحُ الفردِ هو صلاحُ المجموعِ، والعنايةُ الشرعيَّةُ متوجِّهةٌ كُلُّهَا إلى إصلاحِ النفوسِ؛ إِمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطةٍ، فما مِنْ شَيْءٍ مِمَّا شَرعَهُ اللهُ تعالى لعبادِه من الحقِّ والخيرِ والعدلِ والإحسانِ، إلَّا وهو راجعٌ عليها بالصَّلاح، وما من شيءٍ نهى اللهُ تعالى عنه من الباطلِ والشَّرِّ والظُّلْمِ والسُّوءِ، إلَّا وهو عائدٌ عليها بالفساد؛ فتكميل النَّفْسِ الإنسانيَّةِ هو أعظمُ المقصودِ من إنزالِ الكتبِ وإرسالِ الرُّسلِ، وشرع الشَّرَائِعِ»(٥).