في الواجهةوطن

حكومة الوفاق الليبية ترحب باستعداد الجزائر لتنظيم حوار بين الفرقاء

ثمنت حكومة الوفاق الوطني الليبية، إعلان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، استعداد الجزائر لتنظيم حوار يجمع بين الفرقاء الليبيين. وأكدت أن مصداقية الجزائر وثقلها الدبلوماسي، إضافة إلى وقوفها على مسافة واحدة بين جميع الأطراف الليبية، يؤهل إنجاح هذه المبادرة للعمل على خلق مسار سياسي حقيقي بين مختلف الأطراف.

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الليبية محمد القبلاوي في تصريح للإذاعة الجزائرية، أمس، الثلاثاء، أن “هذه المبادرة الجزائرية لاقت ترحيبا كبيرا، فالجزائر دولة شقيقة وجارة وهي من تتبنى هذه المبادرة لجمع الفرقاء الليبيين، بعيدا عن أية تدخلات أخرى سلبية وليست إيجابية”.

واعتبر محمد القبلاوي بأن “إعلان الجزائر عن هذا الموقف يعني لنا الكثير، خصوصا وأن الجزائر محايدة تماما عن الصراع داخل الدولة الليبية، وهومعلن في كثير من مواقفها وهومحل ترحيب وإشادة من طرف الحكومة الليبية”، مضيفا بأن “الجزائر مساحة حقيقية لمسار الوفاق الليبي، وهذا ما سيساهم في وقف شلال الدم المستمر على الأراضي الليبية”.  وكان تبون قد أعلن في مؤتمر برلين رغبة بلاده في احتضان اللقاءات التشاورية بين فرقاء الأزمة الليبية.

.. الأزمة الليبية ستغطي على أجندة مباحثات لودريون مع المسؤولين الجزائريين

يرى محللون سياسيون أن زيارة وزير الخارجية الفرنسية جون إيف لودريون للجزائر تأتي بعد يومين من انعقاد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية وبالتالي ستأخذ هذه الأزمة حصة الأسد من لقاءات الوزير الفرنسي مع المسؤولين الجزائريين ولتبادل الرؤى حول الآليات الكفيلة بتطبيق مخرجات مؤتمر برلين.

وأبرز المحلل السياسي رضوان بوهيدل في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أن الملف الليبي سيغطي على اجندة مباحثات لودريون مع المسؤولين الجزائريين لتدرك بذلك فرنسا أن الجزائر رقم صعب في المنطقة لا يمكن تجاوزه لحل هذه  الأزمة ولايمكن تجاهل دور الجزائر مستقبلا.

وأضاف المتحدث أن هذه الزيارة تترجم تخوف الطرف الفرنسي من موقف الجزائر الرافض لأي تدخل عسكري بالدرجة الأولى في ليبيا. من جهته يعتقد المحلل السياسي سليمان اعراج  أن موقف الجزائر الثابت الرافض لاي تدخل عسكري في ليبيا يتناقض مع الموقف الفرنسي لحل الأزمة الليبية ولودريون بالجزائر في محاولة لتنسيق المواقف الثنائية وتقريب وجهات النظر حول سبل تجسيد مخرجات برلين خاصة وأن الجزائر-يضيف اعراج- أبدت استعدادها مجددا لاحتضان جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين وكذا إجماع المشاركين في لقاء برلين على أهمية انتهاج الحل السياسي. كما تقوم الجزائر بتحركات ديبلوماسية وسياسية مكثفة لحل الأزمة الليبية لتستعيد بذلك دورها المحوري والهام في الساحة الدولية وبالمقابل تعزز حضورها الانساني في ليبيا بإيفاد مساعدات انسانية للشعب الليبي.

.. وصول المساعدات الإنسانية الموجهة إلى ليبيا إلى مطار عين أميناس

وصلت المساعدات الإنسانية الموجهة لفائدة الشعب الليبي الثلاثاء إلى مطار عين أميناس (240 كلم من إيليزي)، في انتظار نقلها الاربعاء عبر شاحنات مقصورة من المعبر الحدودي ببلدية الدبداب نحو ليبيا.

وتم شحن هذه المساعدات التي أرسلها الهلال الأحمر الجزائري بناء لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والمتمثلة في 100 طن من مواد غذائية ومياه معدنية وأدوية و أفرشة ومولدات كهربائية عبر جسر جوي عسكري من مطار بوفاريك، حيث جندت قيادة الجيش الوطني الشعبي ثلاث طائرات شحن باتجاه عين أمناس.

وكان في استقبال هذه الشحنة من المساعدات الإنسانية بمطار عين أميناس السلطات الولائية وكذا ممثلي الهلال الأحمر الجزائري. وسيتم نقل هذه المساعدات عبر شاحنات مقصورة التي ستنطلق غدا الأربعاء من المعبر الحدودي ببلدية الدبداب نحو ليبيا، حسب ما أوضح والي الولاية مصطفى أغامير.

وكانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبليس قد صرحت لدى إشرافها على انطلاق هذه العملية التضامنية الثالثة لفائدة سكان منطقة غدامس الليبية من ديوان المركب الأولمبي محمد بوضياف (الجزائر العاصمة)، أن الهلال الأحمر الجزائري الذي كلفته الحكومة بالتكفل بهذه العملية الإنسانية سيرسل هذه المساعدات إلى المركز الحدودي لغدامس بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي الذي تجمعه بالهلال الأحمر الجزائري اتفاقية شراكة وتعاون.

وبعد أن أكدت بأن قرار رئيس الجمهورية “يعبر عن تمسك الشعب الجزائري بروابط الأخوة التي تجمعه بالشعب الليبي” ، أوضحت السيدة بن حبيلس أن هذه المساعدات موجهة خصيصا لسكان منطقة غدامس الليبية.

كما توجهت بالشكر للرئيس تبون على هذه المبادرة وللجيش الوطني الشعبي نظير دعمه لتحقيق هذه المبادرة الإنسانية، قائلة أن “هذه المساعدات ستخفف من معاناة الأشقاء الليبيين الذين يعيشون ظرفا صعبا بالنظر إلى الأزمة التي يجتازها بلدهم”. وكانت الجزائر قد نظمت خلال الشهر الجاري عمليتين لإرسال مساعدات إنسانية لفائدة الشعب الليبي.

وانطلقت قافلة المساعدات الإنسانية الأولى والمكونة من أزيد من 100 طن من المواد الغذائية والأفرشة والأدوية والمولدات الكهربائية، يوم 4 يناير الجاري من مطار جانت بعد وصولها من المطار العسكري ببوفاريك عبر ثلاث طائرات عسكرية ليتم تسليمها على مستوى المركز الحدودي تين ألكوم (إيليزي) إلى السلطات الليبية التي تولت توزيعها على قاطني المناطق الحدودية.

أما قافلة المساعدات الثانية والمكونة من 70 طنا من مختلف المواد الغذائية والأدوية والأغطية والأفرشة فقد انطلقت يوم 13 يناير الحالي بحضور وفد ليبي بقيادة الأمين العام للهلال الأحمر الليبي مرعى الدرسي الذي كان في زيارة إلى الجزائر من أجل التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين منظمته والهلال الأحمر الجزائري.

وتشكل هذه الإتفاقية إطار تعاون ثنائي يعبر عن الإلتزام المتبادل بين الجانبين لتعزيز الشراكة خاصة في المجال الإنساني وتبادل الخبرات وتنسيق البرامج وفقا لإختصاص الطرفين. وكان رئيس الهلال الأحمر الليبي قد تقدم بالشكر والعرفان لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على إثر المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجزائر للشعب الليبي. وفي رسالة وجهها إلى الرئيس تبون رفع الهلال الأحمر الليبي “أسمى آيات الشكر والعرفان لرئيس الجمهورية لما قدمه للشعب الليبي من خلال العمل الانساني الذي ينم عن عمق الروابط التي تجمع الشعبين الشقيقين”.

 

ز.ي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى