دار الثقافة محمد الأمين العمودي تحيي اليوم الوطني للمجاهد : زيارة أحد أبرز الشواهد المادية على الحقبة الاستعمارية في الجنوب الجزائري

نظّمت دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية الوادي زيارة ميدانية تاريخية مساء الثلاثاء إلى مقر جمعية البيداء ببلدية الدبيلة، الذي يحتضن المعلم التراثي الكولونيالي “الثكنة العسكرية الاستعمارية – المصالح الإدارية المتخصصة “، أحد أبرز الشواهد المادية على الحقبة الاستعمارية وممارساتها القمعية في الجنوب الجزائري ذلك في سياق الاحتفاء باليوم الوطني للمجاهد، وتخليدًا لذكرى هجومات الشمال القسنطيني (1955) ومؤتمر الصومام (1956)،
هذا المعلم، الذي تحوّل اليوم إلى فضاء ثقافي كان في زمن الاحتلال مركزًا للتعذيب والاستنطاق، حيث سُجن فيه المجاهدون والمناضلون، وذاقوا فيه مرارة القهر الفرنسي. وقد أُتيح لوفد التظاهرة دخول الغرف تحت الأرض، والاطلاع على تفاصيل المكان الذي كان شاهدًا على صمود الرجال وصرخات الحرية.
ضمّ الوفد نخبة من الأساتذة والدكاترة والمجاهدين والمثقفين، من بينهم الأستاذ محمد حامدي (مدير دار الثقافة سابقًا) ، المجاهد الكاتب الأديب بشير خلف، الأستاذ الدكتور رشيد قسيبة، الدكتور الزبير بن بردي، الدكتور سفيان صغيري، و أعضاء جمعية البيداء بالدبيلة.. وقدمت خلال الزيارة، شروحات معمّقة، ونُظّمت نقاشات علمية حول إمكانية تصنيف هذا المعلم كموقع تراثي وطني، نظرًا لما يحمله من رمزية تاريخية، وما يحتويه من مكونات مادية شاهدة على مرحلة مفصلية من تاريخ المقاومة الشعبية في الجنوب.
تظلّ هذه الزيارة الميدانية محطةً مضيئة ضمن فعاليات اليوم الوطني للمجاهد، تُجسّد التزام دار الثقافة بتوثيق الذاكرة، وتعزيز التعاون مع الجمعيات والمؤسسات الفاعلة في المجال التاريخي، من أجل ترسيخ قيم الوفاء والاعتزاز بالهوية.
أ. ب