سياسةفي الواجهة

رئيس الجمهورية يباشر مهامه: “استعادة ثقة الشعب وهيبة الدولة من الأولويات”

  • الجزائر تحتاج إلى ترتيب الأولويات “تفاديا لمآلات مجهولة العواقب”
  • تبون يقيل وزير الداخلية بعد ساعات من توليه منصبه رسميا
  • بوقدوم يتسلم مهامه كوزير أول بالنيابة بعد استقالة بدوي

باشر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الخميس، رسميا مهامه، رئيسا للبلاد. ولدى وصوله الى مقر رئاسة الجمهورية، استعرض الرئيس تبون تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية وحيا الراية الوطنية ليجد في استقباله رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح ليتوجه بعدها الى مكتبه بمقر الرئاسة.

وأكد عبد المجيد تبون، في خطاب له بعد أدائه لليمين الدستورية  أن الجزائر “تحتاج في هذه الأوقات الحساسة إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات مجهولة العواقب”، مشيرا إلى أن الدولة “ستكون مصغية للتطلعات العميقة والمشروعة للشعب نحو التغيير الجذري لنمط الحكم”.

وقال تبون، أن “الجزائر اليوم تحتاج في هذه الأوقات الحساسة إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات مجهولة العواقب وبناء عليه كنت قد أعلنت أن الدولة ستكون مصغية للتطلعات العميقة والمشروعة لشعبنا نحو التغيير الجذري لنمط الحكم والتمكين لعهد الجديد قوامه احترام المبادئ الديمقراطية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان”.

واضاف أن “الأوضاع التي تمر بها البلاد تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى أن نحسن حوكمتنا بمعالجة نقاط الضعف لبلدنا وإيجاد الظروف اللازمة لإعادة بعث النمو الاقتصادي وضمان إعادة النهوض ببلدنا وإرجاعها لمكانتها بين الأمم”.

وأوضح السيد تبون أنه لرفع هذه التحديات “يتوجب علينا أن نتجاوز معا وبسرعة الوضع السياسي الراهن للخوض في القضايا الجوهرية للبلاد عبر انتهاج استراتيجية شاملة مبنية على رؤية سياسية واضحة تهدف الى استعادة الشعب لثقته في دولته والالتفاف حولها بغية ضمان استقرارها ومستقبلها”، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية “تهدف الى استعادة هيبة الدولة من خلال الاستمرار في مكافحة الفساد وسياسة اللاعقاب وممارسات التوزيع العشوائي للريع البترولي”.

..”طي صفحة الخلافات ووضع اليد في اليد من أجل بناء جمهورية جديدة”

ودعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى “طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة” وإلى “وضع اليد في اليد من أجل بناء جمهورية جديدة قوية ومهيبة الجانب”، مؤكدا أن “جزائر اليوم تحتاج إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات مجهولة العواقب”.

وحث السيد تبون في أول خطاب له للأمة، عقب أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم، الجزائريين على “طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة التي هي عوامل الهدم والتدمير”، مضيفا أن “الله عز وجل قد أمرنا بنبذ الخلاف والتنازع حتى لا تنفشل وتذهب ريحنا”، وأكد بالقول “إننا جميعا جزائريون ليس فينا من هو أفضل من الآخر إلا بقدر ما يقدمه من عمل خالص للجزائر”.

وأوضح رئيس الجمهورية في هذا الصدد، “إننا اليوم ملزمون جميعا أينما كنا وأينما وجدنا ومهما تباينت مشاربنا الثقافية والسياسية، بوضع اليد في اليد من أجل تحقيق حلم الآباء والأجداد وتحقيق حلم شباب الحاضر وأجيال المستقبل، في بناء جمهورية جديدة قوية مهيبة الجانب، مستقرة ومزدهرة، مسترشدين في ذلك ببيان ثورة نوفمبر الذي كلما انحرفنا عنه إلا وأصابتنا عوامل التفرقة والتشتت والضعف والهوان”.

وأكد الرئيس تبون، أن العمل السياسي الذي يعتمده “يستمد روحه من مبادئ ثورة أول نوفمبر التي هي مصدر إلهامنا وعزمنا والمرجع الثابت لكل السياسات التي ننتهجها والمتطلعة إلى جزائر جديدة ومنيعة تتحقق فيها بإرادة الشعب، دولة المؤسسات ويعلو فيها الحق والقانون وتتبوأ فيها كفاءات من الشباب مواقع المسؤولية لتحقيق الوثبة النوعية المبتغاة على درب النهضة الشاملة”.

وشدد رئيس الجمهورية، على أن “جزائر اليوم تحتاج في هذه الأوقات الحساسة، إلى ترتيب الأولويات، تفاديا لمآلات مجهولة العواقب”، مشيرا إلى إعلانه سابقا أن “الدولة ستكون مصغية للتطلعات العميقة والمشروعة للشعب نحو التغيير الجذري لنمط الحكم والتمكين لعهد جديد قوامه احترام المبادئ الديمقراطية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان”.

وفي ذات السياق، أبرز السيد تبون أن الشعب الجزائري “لبى نداء الواجب الوطني يوم 12 ديسمبر الماضي وأعاد الجزائر إلى سكة الشرعية الدستورية والشرعية الشعبية التي لم يطعن فيها”، معتبرا أن “النجاح الكبير للاستحقاق الرئاسي هو ثمرة من ثمار الحراك الشعبي المبارك الذي بادر به الشعب عندما استشعر أنه لابد من وثبة وطنية لوقف انهيار الدولة ومؤسساتها”.

وعبر السيد الرئيس عن شكره للمواطنين الذين “أسهموا في نجاح المسار الديمقراطي الحر والشفاف وعلى وضعهم الثقة في شخصه”، منوها بـ”المجهودات الجبارة للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تمكنت في ظرف وجيز من كسب الرهان وتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة”، كما تقدم بالشكر للمترشحين الآخرين خلال الرئاسيات.

..استراتيجية شاملة لتجاوز الوضع السياسي الراهن واستعادة ثقة الشعب

ولدى حديثه عن الوضع الراهن، أكد رئيس الجمهورية، أن “الأوضاع التي تمر بها البلاد تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى أن نحصن حوكمتنا لمعالجة نقاط الضعف ببلدنا، وخلق الظروف اللازمة لإعادة بعث النمو الاقتصادي وضمان إعادة النهوض ببلدنا وإرجاعها لمكانتها بين الأمم والتي لكم تكن لتنصرف عنها أبدا”.

وقصد التصدي لهذه التحديات، شدد السيد تبون على ضرورة “تجاوز معا وبسرعة الوضع السياسي الراهن للخوض في القضايا الجوهرية للبلاد عبر انتهاج استراتيجية شاملة، مبنية على رؤية سياسية واضحة تهدف لاستعادة ثقة الشعب في دولته والالتفاف حولها بغية ضمان استقرارها ومستقبلها”.

وتهدف هذه الاستراتيجية -حسب السيد الرئيس-، إلى “استعادة هيبة الدولة من خلال الاستمرار في مكافحة منتظمة للفساد وسياسة اللاعقاب وممارسات التوزيع العشوائي للريع البترولي”، مضيفا أن هذه الخطوة تهدف أيضا لـ”إطلاق سياسة اجتماعية ثقافية من أجل خلق بيئة ملائمة لازدهار شبابنا والتنمية الاقتصادية من خلال مشاريع منشآت قاعدية كبرى وتشجيع الاستثمار المنتج وتنويع النسيج الصناعي عبر ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنويع النشاط الاقتصادي الذي يخلق الثروة ويوفر مناصب الشغل”.

وأوضح رئيس الجمهورية، أن هذه الاستراتيجية “ستكون مدعومة بسياسة خارجية مكيفة مع مصالح بلدنا الاستراتيجية والاقتصادية ومناسبة مع المتطلبات الظرفية والسياق الجيوسياسي”، مستطردا بالقول أن هذه النظرة “من شأنها تجسيد الالتزامات التي قطعتها على نفسي والتي سيكون تنفيذها على منهجية عمادها الحوار والتشاور”.

وفي هذا الإطار، قال السيد تبون، “إننا اليوم مقبلون على تضحيات جسام من أجل بناء الجمهورية الجديدة بناء على الالتزامات التي صوت عليها الشعب بشفافية وسيادة”، مذكرا بأهم تلك الالتزامات و”على رأسها تعديل الدستور الذي هوحجر الأساس لبناء الجمهورية الجديدة”.

..تقليد وسام برتبة صدر من مصف الاستحقاق الوطني لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

تم تقليد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الخميس، بوسام من رتبة صدر من مصف الاستحقاق الوطني، عقب أدائه اليمين الدستورية. وتم تقليد رئيس الجمهورية هذا الوسام من طرف رئيس الدولة المنتهية عهدته عبد القادر بن صالح.

وأدى رئيس الجمهورية اليمين طبقا للمادة 89 من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية “يؤدي اليمين الدستورية أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه ويباشر مهمته فور أدائه اليمين”.

.. تبون يقيل وزير الداخلية بعد ساعات من توليه منصبه رسميا

وأنهى رئيس الجزائر الجديد، عبد المجيد تبون، أول أمس، الخميس، بعد ساعات من أداء اليمين الدستورية، مهام وزير الداخلية صلاح الدين دحمون. وعين وزير الإسكان، كمال بلجود، في منصب وزير الداخلية بالنيابة. كما كلف أعضاء الحكومة الحاليين، بالاستمرار في مهامهم لتصريف الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة.

وكانت  تصريحات وزير الداخلية المقال، صلاح الدين دحمون، أثارت الغضب الجماهيري، عندما وصف المتظاهرين المعارضين للانتخابات الرئاسية التى جرت في 12 ديسمبر بـ”الخونة”. وقال خلال حضوره جلسة بمجلس الأمة “الغرفة العليا للبرلمان” لمناقشة مسودة قانون التنظيم الإقليمي للبلاد، ردّاً على الرافضين للاستحقاق الرئاسي: “الاستعمار بالأمس استعمل أولاده في الحرب، ولكن للأسف اليوم هذا الاستعمار أو ما بقي من الاستعمار، وهو فكر استعماري ما زال حيّاً لدى البعض، يستعمل بعض الأولاد أو أشباه الجزائريين من خونة ومرتزقة وشواذ، نعرفهم واحداً واحداً، ليسوا منا ونحن لسنا منهم”.”

..بوقدوم يتسلم مهامه كوزير أول بالنيابة

تسلم السيد صبري بوقدوم، الخميس، بقصر الحكومة بالجزائر العاصمة مهامه كوزير أول بالنيابة، خلال حفل تسليم المهام مع السيد نور الدين بدوي. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد عين، اليوم الخميس، وزير الشؤون الخارجية السيد صبري بوقدوم وزيرا أولا بالنيابة، كما كلف أعضاء الحكومة الحالية بالاستمرار في مهامهم لتصريف الأعمال.

ب.ر

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى