سياسة

رئيس جمعية العلماء المسلمين: “سبقنا في تنبيه المسؤولين إلى الغليان الشعبي”

يدافع قادة جمعية العلماء المسلمين وأنصارها عن دورهم في الحفاظ على الإسلام الوسطي المعتدل في الجزائر، بينما يعتقد مراقبون محايدون أن الجمعية تحولت من رائدة في مجال الفكر والفعل الحضاري إلى مجرد جمعية خيرية معزولة عن قضايا الناس وهمومهم.

أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم، أن جمعية العلماء المسلمين، سبقت الحراك الشعبي في التنبيه إلى الغليان الشعبي، عبر مختلف التدخلات والافتتاحيات التي كانت تنشرها عبر صحيفة “البصائر”. وقال عبد الرزاق قسوم في تصريح لموقع عربي 21: “نبهنا المسؤولين والقائمين على شؤون البلد إلى الغليان السائد في أوساط الفئات الاجتماعية المختلفة، وأن الأمر يوشك أن يتحول إلى فيضان إذا لم يتم التكفل به”.

وأضاف: “كنا سباقين إلى القيام بواجبنا نحو الوطن، ضد الفساد والمفسدين، وضد حملات التلوث العقلي والاجتماعي عبر كتاباتنا التي ما تزال شاهدة علينا”، مؤكدا أن الجمعية تساند مطالب الحراك الشعبي لعودة السلطة إلى الشعب.

وبرر الدكتور قسوم الوضعية التي تعيشها الجمعية حاليا، بوجود ضغوط تمارس ضد الجمعية عبر حرمانها من الحصول على مقر لائق، وعلى مساعدات مالية تسند ميزانية الجمعية، إضافة إلى وجود تعتيم إعلامي حول نشاطات الجمعية، مستبشرا في الأخير بحراك الشعب الذي سيحرر الجمعية وقال: “إن قوتنا هي من قوة الوطن، كما أننا نستمد قوتنا من شعبنا وتطلعاته”، على حد تعبيره.

العمل الثقافي الدعوي على حساب السياسي

واعترف التهامي ماجوري أحد رجالات الجمعية حاليا، أن جمعية العلماء تقوم بجهد المقل كما يقال، رغم أن الانطلاقة العملية كانت ابتداء من سنة 2000، حين ركزت الجمعية في البداية على الانتشار الأفقي، وتقوية الهيكلة على المستوى الوطني، بحيث عمت جميع الولايات ومعظم بلدياتها، وهي في طريقها إلى تأسيس المدارس النموذجية؛ لأن التعليم هو العمود الفقري للمجتمع ومؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن أول مدرسة رسمية معتمدة ستفتح في الموسم المقبل 2019/2020، في ولاية البرج،.

وأضاف مجوري: “إن جهود الجمعية المبذولة ليست كلها سياسية محضة، فهي احتجاجية مطلبية وتوعوية…، وأن أعمالها في عمومها في اتجاه العمل الثقافي الدعوي العام، وترى أنه من أوجب واجباتها تكون فيما انشغل عنه المجتمع ومؤسساته، في مجالات التربية والتعليم والتثقيف والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، ولا تولي كبير اهتمام للجانب السياسي بأشكاله الحزبية، وإنما تقتصر فيه على الحضور في المنعرجات السياسية الأساسية، والانحرافات السياسية الخطيرة، مثل التزوير في الانتخابات، الأخطار التي تهدد المجتمع، بسبب الاستبداد السياسي والفساد المالي، وقد شاركت الجمعية في كل ذلك بما تراه مناسبا، في لقاءات المعارضة، وكذاك استجابت لدعوات السلطة في مناسبات دعيت إليها، وأبدت رأيها فيما عرض عليها، وقاطعت مناسبات أخرى لم تقتنع بدجوى المشاركة فيها”.

وتابع: “رغم أن ممارسات الجمعية لا يغلب عليها الطابع السياسي الحزبي، يضيف التهامي ماجوري، فإن افتتاحيات جريدة البصائر ـ لسان حال الجمعية ـ التي يكتبها رئيس الجمعية كل أسبوع، لم تخل يوما من موقف سياسي في شأن آني أو استراتيجي من شؤون البلاد، وتحضرني هنا فقرة من افتتاحية البصائر التي صدرت يوم الاثنين 18 شباط (فبراير) أي قبل انطلاق حراك 22 شباط (فبراير) الماضي، يقول فيها (احذروا من أن يتحول هذا الغضب الشعبي إلى فيضان..)، وقد نقلت وسائل الإعلام هذه الفقرة على أنها جاء استجابة للحراك، وهو في الواقع صدر قبل انطلاق الحراك بأربعة أيام.”

نشاط محتشم وغياب غير مفهوم

في مقابل التبريرات التي قدمها رجال الجمعية حول الظروف التي تحيط بها، فإن الكثير من المراقبين في الجزائر يذهبون مهبا حديا في لوم الجمعية على غيابها الفادح في صناعة المشهد الجزائري، ومن ذلك ما أكده الكاتب والإعلامي الدكتور أحمد بلخن والذي أكد بداية ضرورة التفريق بين موقف جمعية العلماء كهيئة وقيادة وبين حركية نشطائها في القاعدة، مشيرا إلى أن جمعية العلماء ـ كهيئة – لم تقم بأي دور لا قبل الحراك ولا خلاله، وأن حضورها الإعلامي كان معدوما تماما.

وقال: “رغم أهمية تسجيل الموقف في هذه المحطات التاريخية، أغلب الجمعيات والأحزاب التي لا رائحة لها سكنت في البلاطوهات التلفزيونية ماعدا جمعية العلماء، في الوقت الذي كان يجب أن يكون موقفها صارخا وقويا وتاريخيا خلال الحراك، مع الأسف لم تقدم أي مبادرة باستثناء بيان أو إثنين محتشمين جدا، حتى صوتها الوحيد (البصائر) مازال مختنقا ولا أحد يسمعه، ربما لأن هيئة الجمعية حاليا تكاد تكون مختزلة في شخص واحد”.

وأضاف الدكتور بلخن: “من الواضح أنه منذ رحيل شيبان رحمه الله، أي قبل الحراك، تميع جهد الجمعية في نشاطات اجتماعية بسيطة كختان الأطفال ودروس الدعم وقفة رمضان، رغم أن دورها أرقى وأعظم، اطلعت مرة على التقرير الأدبي والمالي لنشاطاتها المقدم في الجمعية العامة فصدمت، لأنه محصور تقريبا في أجور الموظفات وبعض الخدمات، وكانها انتهجت نمط الجمعيات الكلاسيكية، قبل أن يستدرك أن نشطاء الجمعية في القاعدة قد لوحظ حضورهم القوي في كل المسيرات، وشعاراتهم مميزة ونشاطهم للأمانة في بعض الولايات – قبل الحراك – لافت جدا، في ولاية برج بوعريريج مثلا يعد نشاط جمعية العلماء قطبا قويا ومعروف منذ سنوات على المستوى الوطني، لذلك ربما كانت جمعات الحراك في هذه الولاية بذلك الزخم المذهل”، وفق تعبيره.

ز. ي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى