رغبة حفتر بالسيطرة على طرابلس سيكون لها تداعيات على تونس والجزائر
أثار إعلان خليفة حفتر شنَّ هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس، حذرا لدى جزائريين، كان ظاهرا في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل إعلام محلية، بسبب تزامنه مع الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ فيفري الماضي.
وأعلن حفتر، الخميس، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، قبيل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الجامع بمدينة غدامس (جنوب غرب)، تحت رعاية أممية، مما أثار استنكارا محليا ودوليا واسعا. وردّا على ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، سلاح الجو بـ”قصف كل من يهدد الحياة المدنية” بالتزامن مع تقدم قوات حفتر لغرب البلاد”.
واعتبر نشطاء جزائريون، أن رغبة حفتر بالسيطرة على طرابلس في هذا التوقيت بالذات “ليست بريئة”، “وأهداف تحركه تتجاوز الداخل الليبي”. وينظر في الجزائر لحفتر، بنظرة سلبية، بعدما هدد في سبتمبر 2018، بنقل الحرب إلى الجزائر في ظرف وجيز بسبب مشاكل حول ضبط الحدود. وعقب ذلك، اعتذر الناطق الرسمي باسم ما يعرف بـ”الجيش الليبي”، أحمد المسماري، للجزائر عما صدر من قائده حفتر، متهما منابر إعلامية عربية بمحاولة نشر الفوضى في المنطقة.
وقال مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط بمدينة جنيف السويسرية، الجزائري حسني لعبيدي، إن “هجوم حفتر على طرابلس في هذا التوقيت مقلق جدا”. وأوضح لعبيدي في منشور عبر موقع “فيسبوك” أن “توقيت هجوم حفتر على طرابلس في ليبيا والمعروف بسلبيته تجاه الجزائر أمر مقلق جدا”. وأضاف أن “العملية العسكرية غير المحسوبة العواقب التي باشرها حفتر على طرابلس لها تداعيات خطيرة على الحدود مع تونس والجزائر، وتفرض أعباء جديدة على المؤسسة العسكرية في البلدين”. وتتقاسم الجزائر حدودا تقدر بحوالي 982 كيلومترا، مع ليبيا، وكلها تقع في الجنوب الشرقي للجزائر. وأشار لعبيدي إلى أن هجوم حفتر على طرابلس يأتي “في وقت دخلت الجزائر فيه مرحلة دقيقة تستدعي تأمين خارجي لمواكبة مرحلة الانتقال الديمقراطي”.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحول الجنوب الليبي إلى منطقة بالغة الخطورة بالنسبة للجزائر، ما دفع الجزائر إلى تعزيز انتشارها الأمني المكثف على طول الشريط الحدودي. وتعرضت الجزائر في جانفي 2013، إلى أكبر اعتداء إرهابي بأبعاد دولية، عندما استهدفت مجموعة إرهابية، منشأة تقنتورين لإنتاج الغاز بولاية إيليزي (جنوب).
فيما اعتبر جزائريون أن هجوم حفتر على طرابلس، بالتزامن مع الأسبوع السابع من الحراك الشعبي السلمي، “مؤامرة بالتنسيق مع فرنسا، من أجل إرباك الجيش الجزائري”. وفي هذا السياق، كتب أستاذ الدراسات الإعلامية الجزائري ساعد ساعد، أن “تحركات حفتر في ليبيا تفتح الباب أمام ملفات السياسة الخارجية للجزائر”. وأضاف عبر فيسبوك أن “للجزائر موقف من قضية (إقليم) الصحراء والاتحاد الافريقي ومشكلة اللاجئين الأفارقة”. وتابع قائلا: “ستلعب فرنسا كل الأوراق، بما في ذلك استخدام بعض الأشقاء العرب لإنهاء ملفات عالقة بغياب الجزائر بسبب التغيرات الحالية”.
وفي سبتمبر 2018، حذر مجلس السلم والأمن الإفريقي، من عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم بإفريقيا، وأوضح المجلس في بيان، أن حوالي 6 آلاف إرهابي يستعدون للعودة من مناطق النزاع بالشرق الأوسط إلى إفريقيا، وتشكل ليبيا بوابتهم الرئيسية.
رضا. ب