سيسمح رفع التجميد عن مشروع خط انابيب الغاز الرابط بين فريحة (تيزي وزو) وسيدي عياد (بجاية) بتزويد 67 بلدية تابعة لتيزي وزو بالغاز الطبيعي، حسبما علم لدى مديريتي الطاقة وتوزيع الكهرباء والغاز (لشركة التوزيع لمنطقة الوسط، فرع لمجمع سونلغاز).
وتم اطلاق هذا المشروع، الذي تم تجميده سنة 2016 عقب المشاكل المادية التي عرفتها الجزائر، بصفة رسمية انطلاقا من فريحة يوم 10 نوفمبر الفارط من طرف وزيري الطاقة والصناعة والمناجم، حيث سيسمح هذا المشروع بربط البلديات الثلاثة الاخيرة لتيزي وزو (زكري واقرو وآيت شافع) بالغاز الطبيعي مما من شأنه ان يصنف الولاية ضمن الولايات الأولى على الصعيد الوطني من حيث نسبة ربط بلدياتها بهذه الطاقة (100 بالمئة).
وأكد المسؤول بمديرية الطاقة، واسيف صديق، ان هذا المشروع، الذي خصص له غلاف مالي يقدر بـ 698ر4 مليار دج، سيسمح بإنجاز مركز مصدر، الذي يتم ربطه بشبكة نقل تمتد على طول 52 كلم، منها 5ر36 تغطي ولاية تيزي وزوو بشبكة توزيع، بهدف تزويد قرابة 7080 منزلا موزعين عبر 3 بلديات بالغاز الطبيعي والتي كانت تعاني من نقص التموين بهذه الطاقة بسبب عدم وجود مركز مصدر بالقرب منها.
وحسب الارقام التي قدمتها مديرية الطاقة، تغطي شبكة نقل وتوزيع الغاز، التي تتوسع بشكل متزايد بولاية تيزي وزو، قرى الولاية الاكثر عزلة وعلوا (ايت ارقان وايت اوعبان وتيروردة)، حيث تمتد هذه الشبكة على طول 36ر6148 كلم تم تشغيل 63ر5995 كم منها وكذا 444 كم خصصت لشبكات النقل (الضغط العالي) بالإضافة الى ربط 304.649 منزل بالغاز الطبيعي.
ومن جهتها، أكدت مديرية توزيع الكهرباء والغاز ان 62 بلدية تابعة لتيزي وزويتم ربطها بالغاز الطبيعي منها 37 بلدية بنسبة 100 بالمئة. سيتم ربط بلديات زكري واقرووايت شافع بشبكة الغاز بشكل نهائي خلال الاشهر ال18 المقبلة حسب الاجال التعاقدية المتفق عليها من طرف مديرية الطاقة التي تترقب تموين المنازل الاولى الواقعة على مستوى أقرو، التي تعتبر البلدية الواقعة بالقرب من مصدر الطاقة بفريحة، بالغاز خلال سنة 2020.
وبخصوص بلدية بني زيكي، تعكف مديرية الطاقة على تموين المنازل الاولى بالغاز قبل نهاية السنة الجارية. أما على مستوى بلدية اليلتن، فإن المشروع يعرف توقفا على مستوى تاغزوت بسبب احتجاج سكانها الذي يطالبون بتسوية مشكل التزويد بالماء الشروب الذي تعاني منه قريتهم.
واستفادت ولاية تيزي وزو منذ سنة 2004 من العديد من برامج الربط بالغاز الطبيعي بحيث فاق المبلغ الاجمالي لهذه المشاريع 46،45 مليار دج. كما كانت هناك برامج مسجلة قبل 2010، وهي برامج تكميلية وبرامج تكميلية لدعم النمو وبرامج خاصة خصص لها غلاف يقدرب23،7 مليار دج وهوما سمح بربط 120.000 منزلا من خلال انجاز 344 كم من الشبكات ذات الضغط العالي و39 مركزا لتمديد الغاز وأزيد من 4.000 كم شبكة توزيع.
وأما البرنامج الخماسي 2014/2010 الذي تضمن ميزانية تقدر ب22،75 مليار دج أي ما يعادل تقريبا البرامج الثلاث السابقة، فيتعلق بربط 343 تجزئة (مجموعة قرى) موزعة عبر 67 بلدية بشبكة توزيع طولها 5.930 كم بالإضافة إلى شبكة نقل ممتدة على حوالي 100 كم بهدف ربط 131.000 منزلا، حسب السيد وسيف.
قارورة غاز البوتان في طي النسيان
وحسب الأصداء المستقاة لدى بعد القرويين خاصة بتيروردة وآث آرقان وإغزر نشفيل وآيت علي فإن ربط القرى النائية بجرجرة بالغاز الطبيعي والتي تمضي معظم الشتاء مكتسية بالثلوج قد أراح سكان هذه المناطق الذين تخلوا عن قارورات غاز البوتان وهم الآن لا يخشون قدوم الشتاء وثلوجها.
وصرح بعض سكان هذه القرى لوكالة الأنباء الجزائرية، انه بإمكانهم الآن التمتع بجمال المناظر الثلجية بعد ان كانوا يخشون في الماضي قدوم فصل الشتاء الذي يتسبب في عزلهم وغلق الطرقات بالثلوج إذ كانوا مجبرين على ادخار قارورات غاز البوتان وعادة ما كانوا يعانون من نقصها بفعل انقطاع الطرق المؤدية إلى تلك القرى.
وساعد تحسين نسبة الربط بالغاز الطبيعي التي بلغت حاليا 86،4% في تخفيض استهلاك غاز البوتان. وحسب الأرقام التي قدمت مؤخرا بمناسبة زيارة وزيري الطاقة والصناعة والمناجم شهر نوفمبر الفارط فإن بيع غاز البوتان يسجل انخفاضا منذ سنة 2013 حيث انتقل من 80.352 وحدة مستعملة (2013) إلى 41.159 وحدة في 2019 (حصيلة أنجزت في سبتمبر 2019). وخلال نفس الفترة انخفض استهلاك البروبان من 2810 (2013) إلى 782 وحدة (سبتمبر 2019).
وسمحت كل برامج الربط هذه بضمان راحة المواطنين وتحفيز النشاط الاقتصادي على المستوى المحلي مع تخفيض حصة المنتوجات البترولية في الاستهلاك الطاقوي للولاية.