دولي

رمضان تونس بنكهة سياسية.. سعيّد يهاجم الإسلاميين والغنّوشي يدعو للتسامح

تحوّلت التهاني بمناسبة قدوم شهر رمضان إلى رسائل سياسية في تونس، حيث استغل الرئيس قيس سعيد المناسبة لاستهداف الإسلاميين، مشيرا إلى أن الله خاطب المسلمين وليس الإسلاميين، فيما دعا رئيس البرلمان راشد الغنوشي السياسيين إلى استغلال الشهر المبارك في التسامح وتناسي خلافاتهم.

وفي خطاب تهنئة توجه به للتونسيين من جامع الزيتون، قال سعيد إن ”الله توجّه إلى المسلمين والمؤمنين وليس إلى الإسلاميين”، مضيفا ”ربنا قال يا أيها الذين آمنوا. وإبراهيم كان مسلما ولم يكن إسلاميا. نحن مسلمون والحمد لله على نعمة الإسلام”. وتابع بقوله ”جمعية العلماء المسلمين لم تكن جمعية العلماء الإسلاميين. هذا الفرق وهذه المناورة الكبرى التي يقصد منها تفريق المجتمع.. لم تكن القضية قضية إسلام وغير إسلام”. واعتبر أن شهر رمضان ليس فرصة للاحتكار أو المضاربة بقوت الناس، مشيرا إلى أنه “لا تسامح مع من لا يعرف التسامح، ولا تسامح مع من يتظاهر بالورع ولا يتذكر المقاصد الحقيقية للإسلام”.

وأثارت كلمة سعيد جدلا واسعا، حيث كتب لطفي المرايحي، الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري “كم كنت أتمنى أن لا يصدر عن رئيس الدولة الخطاب الذي سمعته منه ليلة أمس فلا الزمان ولا المكان اللذين اختارهما للتوجه لنا ملائمان للرسائل المشفرة التي اعتدناها. هذا شهر حرام بالمفهوم الديني ومناسبة لتأصيل الوحدة الوطنية بالمفهوم الجمهوري وفرصة لإعادة ربط القنوات بالمفهوم السياسوي. كان الخطاب سياسيا في محراب ديني فهل بقي لدعوات تحييد المساجد من معنى؟ واستهدف صراحة شريحة من التونسيين فهل نسي أنه كذلك رئيسهم؟”.

وتحت عنوان “مسلمون لا إسلاميون”، كتب الباحث والناشط السياسي سامي براهم “حتّى في هذه الليلة المباركة أبى رئيس الدّولة إلّا أن يفرّق ولا يجمّع. غمز وهمز سياسيّ في محراب الجامع الأعظم في ثنايا خطاب دينيّ انتهى إلى أبلسة فئات من الشّعب لم يعيّنها. ثمّ في تجنّ على اللغة والتّاريخ يميّز بين المسلم والإسلاميّ، موقعا من يخاطبهم في نفس الالتباس الذي أحدثته صراعات السياسة وتجاذباتها، كأنّ عبارة إسلاميّ ليست نسبة مشتقّة من الإسلام رغم محاولة احتكار هذه النّسبة من طرف من يعتبرون أنفسهم الإسلاميين وحدهم”.

فيما دعا رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، السياسيين إلى استغلال شهر رمضان في التسامح وتناسي الخلافات فيما بينهم، معتبرا أن رمضان هو “شهر التصالح بين الناس فالمؤمنون بشر يخطئون في حقّ بعضهم بعضا ولكن المناسبات مثل شهر رمضان تتيح فرصة للتصالح وتبادل الزيارات، وهذا لا يخصّ الأفراد وإنّما يشمل أيضا العائلات والجهات والأحزاب وكل السلطات، فهذا الشهر نتوقّع أن يتقارب فيه التونسيّون وأن يتقارب فيه المسلمون وأن يشهد تطوّرات مهمّة في حياة المسلمين”.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى