ثقافة وفنكتب

رواية تفضح أخطار العنف ضد الأطفال وتحذر من عواقبه المخيفة

للأديب الجزائري الشاب سلمان بومعزة

يسلط الأديب الجزائري الشاب سلمان بومعزة في روايته الأخيرة بعنوان “صاد، دال، عين -(نداءات خلف جدران الذات)”، التي فاز عبرها بـ”جائزة علي معاشي لرئيس الجمهورية” (دورة 2021)، الضوء على ظاهرة العنف الأسري لاسيما تجاه الأطفال، حسبما أفاد به الكاتب.

ويوضح بومعزة في هذا الصدد بقوله “تطرقت من خلال عملي الروائي، والذي تحصلت به على المركز الثاني في صنف الرواية لجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي في طبعتها الـ15، إلى مشكلة العنف الأسري ضد الأبناء والاضطهاد الذي يعانون منه، إذ يمكن أن يصل هذا العنف إلى الإمعان والتشديد في القهر وغلق كل أبواب الحوار”.

ويضيف “هذا ما يجعل الأطفال يعيشون متقوقعين على ذواتهم ويبحثون عن أي مخرج ينسيهم السوء الذي يتعرضون له داخل الأسرة وحتى في محيطهم الذي يزدريهم، مما قد يودي غالبا إلى تكوين شخصية منكسرة تعيش طوال حياتها تخشى من ظلها، وليس لها القدرة على تقرير أي مصير خاص بها، أو أن تخلق لنا شخصية متمردة على سلطة الأهل وظلم المجتمع بعد أن تكون قد بلغت أقصى درجات التحمل”.

وتعد “صاد، دال، عين -(نداءات خلف جدران الذات)” رواية نفسية ذات طابع تراجيدي تحمل في طياتها بعض الأفكار الفلسفية، إذ تدور أحداثها حول شخصية محورية اسمها “عمار”، هذه الشخصية التي تجد نفسها منذ نعومة أظفارها تحت وطأة العنف الأسري والاضطهاد المجتمعي والعيش في دوامة من الشقاء واليأس، كما يشرح الروائي.

ويعايش “عمار” في داخله تضارب الرغبات بين مستسلم راضخ لما فرضته أيدي الأقدار ومنتفض يحاول باستماتة أن ينسلخ من سنوات الألم والإجهاد، يضيف الكاتب، مشيرا إلى أن بطل الرواية “يحاول أن يخرج ليس كفراشة هزيلة من يرقة، بل كغول متمرد يحاول الثأر لنفسه متبجحا بالنصر، منكرا ماضيه الأليم في محاولة بائسة منه”.

ويقول الروائي “أردت من خلال هذا العمل الأدبي، الصادر مؤخرا عن دار ساجد للنشر والتوزيع، إبراز جانب من المشاكل الاجتماعية ومحاولة تحديد المسؤولية، هل هو المجتمع أم الأسرة”.

ويشير إلى أن “جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي” هي مسابقة وطنية يشارك فيها الشباب الأقل من سن الخامسة والثلاثين في عديد أنواع الأدب (الرواية و الشعر والمسرح أداء، والمسرح مكتوبا والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها)، حيث عرفت الطبعة الجديدة مشاركة ما يتعدى الخمسمئة مشارك على مستوى التراب الوطني في مختلف الفئات، وكان نصيب كل فئة ثلاثة فائزين.

ويذكر بومعزة في هذا الشأن “بالنسبة إلي وكل المشاركين، فإن مجرد فوزنا بأحد المراكز الثلاثة الأولى يعد لوحده تتويجا، وهو أمر يمنح للفنان دفعا معنويا وحافزا أكبر على مواصلة إبداعه وإنتاج أعمال أكثر احترافية وجودة ومسؤولية شاقة من أجل المواصلة في المستوى المطلوب”.

ويضيف الأديب الشاب “كانت أول أعمالي الأدبية عبارة عن قصة بعنوان ‘قبل الساعة الرابعة’ صدرت سنة 2016، وشاركت بها في كتاب جامع الموسوم بـ’أصوات’ عن دار المثقف، وكنت من بين الخمسين فائزا مختارا من أجل أن يضم الكتاب قصصهم وأفكارهم”.  وبخصوص مشاركات الكاتب في المواعيد الثقافية، فقد سجل حضوره في العديد من التظاهرات المحلية والوطنية، على غرار مهرجان المسرح الأمازيغي لسنة 2016 وغيرها.

وتعود بدايات هذا الروائي البالغ من العمر 32 ربيعا مع الأدب إلى مرحلة التعليم المتوسط، قائلا “كنت أجد في كتابة القصص والشعر فسحة من الجمال والتعبير، كما انتقلت إلى ممارسة هواية جديدة شغلتني وهي ممارسة المسرح”.

ويضيف الكاتب بومعزة ”بما أنني لازلت في بداياتي فإنني لم أكون أسلوبا خاصا بي بعد، لكنني أؤمن بأن لكل كاتب قضية يتوجب عليه أن يخوض ضروب الأدب لأجلها، أما عن كتاباتي في الآونة الأخيرة. لقد اتخذت مسار الواقعية واستخلاص التجارب من الحياة اليومية وطرحها في قالب خاص”.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى