مقالات

زعامة بوريس جونسون والعلاقات العربية البريطانية‎

الدكتور منجد فريد القطب

أعترف أنني لست من محبي رئيس الوزراء البريطاني المنتخب بوريس جونسون ولكنه ينتمي إلى جيل الزعماء البراغماتيين كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والصادقين في نواياهم السياسية.

لم يتعهد دونالد ترامب بشيء إلا وصدق به سواء بنقل السفارة الأمريكية للقدس او اعترافه بالقدس عاصمة لإسراٸيل أو بإلغاء الاتفاق مع إيران وبلقاء زعيم كوريا الشمالية وببيع أسلحة بالمليارات لدول الخليج وتعهده بحلب أموال السعودية لحمايتها من تهديدات إيران وكذلك جونسون الصادق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

..السياسة الداخلية والخارجية

جونسون له باع طويل في السياسة الداخلية والخارجية البريطانية من خلال عمله كعمدة للندن لثماني سنوات وعمله صحافيا ووزيرا للخارجية ومعرفته بقادة العالم ودرايته بالشرق الأوسط.

لا أعتقد أن المسلمين سيكونون ضحايا جونسون فهو ضليع في الدول العربية والإسلامية ولطالما افتخر بأصوله التركية، ويعرف أن مدينته لندن هي خليط من الأقليات الدينية والعرقية التي أصبحت عاملا قويا لاستقرار بريطانيا الاقتصادي والسياسي ومصدر ثراء ديني وحضاري وثقافي لبلاد طالما فتحت أبوابها للاجٸين والمهاجرين من القارة الهندية والشرق الأوسط ومستعمرات بريطانيا الأفريقية وضحايا المحرقة اليهودية في أوروبا.

بالنسبة لتأييد جونسون لإسرائيل واعتبارها قدوته المثلی وأعظم حلفاء بريطانيا فلن يكون لهذا تأثير كبير فلن تعد القضية الفلسطينية علی رأس سلم أولويات الدول العربية والإسلامية لانشغال معظمها بأزمات داخلية حادة ومكافحة آفة الإرهاب والتنظيمات التكفيرية التي تتخذ من الإسلام ذريعة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية الدنيئة.

و منذ متى كانت بريطانيا معادية لإسرائيل وهي التي ساهمت بإنشاٸها منذ وعد بلفور قبل مٸة عام ولحد الآن وحتی من حزب العمال المعارض والأحزاب الهامشية الأخری.

إذن كون بريطانيا ترتبط بعلاقات تاريخية مع الدول العربية كقطر والبحرين والأردن وعمان والكويت والسعودية ومع سياسات الانفتاح والمساواة بين الجنسين والحريات الدينية والانفتاح على الثقافات الأخری وتشجيع الاستثمار ومكافحة الإرهاب التي تنتهجها الدول العربية ومع تنظيم كأس العالم لكرة القدم في قطر في 2022 .

لماذا لا يستغل العرب هذه العلاقات التاريخية ويطلبون من جونسون التوسط لحل النزاعات والخلافات ورأب الصدع وخلق أجواء تعزز الأمن العربي والخليجي والعالمي وأن يستغلوا ثقل بريطانيا السياسي والاقتصادي لدعم حل الدولتين والتوصل لحل سياسي في اليمن يضع حدا للحرب الدموية هناك منذ أكثر من سبع سنوات.  هذا حتما سيساعد على ازدهار الشعب البريطاني والشعوب العربية حتما.

القدس العربي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى