ثقافة وفنفي الواجهة

زهير بللو:الجزائر تزخر بتراث عالمي متنوع يشهد على غنى تاريخها

تتواصل لغاية اليوم أشغال الورشة الدولية حول التقييم الأولي لملفات تسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي الخاصة بمنطقتي إفريقيا و الدول العربية، المنظمة بالتعاون مع الصندوق الإفريقي للتراث العالمي AWHF وبدعم من مركز التراث العالمي لليونسكو، عبر جلسات نقاش، وعروض علمية، وتمارين تطبيقية، بمشاركة خبراء وممثلين عن أكثر من (15) دولة إفريقية وعربية وتضمن البرنامج محاور أساسية حول منهجية التقييم الأولي، وعرض ملفات ترشيح من مختلف الدول، إضافة إلى زيارات ميدانية إلى مواقع تراثية جزائرية مدرجة على القائمة، في مقدمتها قصبة الجزائر.

يأتي هذا في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والفنون الرامية إلى تكثيف التعاون مع الشركاء الأفارقة والدوليين في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي،

فقد أكد وزير الثقافة والفنون “زُهير بَللو” أن احتضان الجزائر لهذه الورشة الدولية الهامة يعد امتدادا طبيعيًا لدورها التاريخي كأرض للحضارات والتنوع الثقافي، ومحطة محورية في مسار التعاون الجزائري والعربي/الإفريقي، مشددا على أن حماية التراث وصونه يمثلان أحد المقومات الأساسية لبناء مجتمعات متماسكة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

وأوضح لدى اشرافه على افتتاح أشغال الورشة أن الجزائر تزخر بتراث عالمي متنوع يشهد على غنى تاريخها وتعدد روافدها الحضارية، حيث تم تسجيل سبعة (7) مواقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما أقدمت الجزائر في جوان وسبتمبر 2025 على تحيين قائمتها الإرشادية لتشمل (12) موقعًا إضافيا مرشحا للتصنيف، في خطوة استراتيجية تهدف إلى رفع عدد مواقعها المسجلة وتعزيز مكانتها الثقافية عالميا وأضاف أن هذه الورشة تعد الثانية بعد ورشة أولى نظمتها الجزائر (عن بعد) في جويلية 2025 بمشاركة ممثلين عن (27) دولة إفريقية، بما يعكس التزام الجزائر بمواصلة العمل المنهجي لتعزيز عدد المواقع الإفريقية والعربية في قائمة التراث العالمي، وكذلك تعزيز القدرات التقنية والفنية لخبراء التراث ومسيري المواقع المصنفة في إفريقيا والدول العربية.

مشيرا الى أن تنظيم هذه الورشة الدولية التي تتزامن واحتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية (4- 10 سبتمبر) “خطوة هامة لرسم استراتيجية جديدة لدعم تواجد التراث العربي والإفريقي على قائمة التراث العالمي وصياغة رؤية مشتركة لمستقبله تسهم في تعزيز الأمن الثقافي وصون الذاكرة واستثمار الصناعات الإبداعية كرافعة للتنمية المستدامة، مثمنا”الدور المحوري لصندوق التراث العالمي الإفريقي الذي تتمحور مهامه الرئيسية في دعم حماية وتثمين التراث العالمي الافريقي وتأهيل الكوادر المتخصصة فضلا عن تقديم الدعم الفني والمالي للبلدان الافريقية في عملية تسجيل مواقعها على قائمة التراث العالمي تجسيدا للتوجيهات الارشادية لتنفيذ اتفاقية التراث العالمي الطبيعي والثقافي لسنة 1972”.

من جانبه، أشاد مدير الصندوق الإفريقي للتراث العالمي “آلبينو جوبيلا ” بالدور الريادي الذي تضطلع به الجزائر في مجال حماية وتثمين التراث، مؤكدا أن هذه الورشة تشكل محطة هامة لتعزيز القدرات الإفريقية والعربية في إعداد ملفات الترشيح وفق المعايير الدولية كما جدد التزام الصندوق بمواصلة دعم الدول الإفريقية من خلال التأهيل والتكوين وتقديم الدعم الفني والمالي، بما يسهم في رفع حضور التراث الإفريقي على قائمة التراث العالمي وضمان التوازن الجغرافي والموضوعاتي في التصنيفات الدولية.

وحضر مراسم افتتاح الورشة التي تهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء في إعداد ملفات ترشيح متكاملة، وصياغة رؤية مشتركة لحماية التراث وتثمينه، بما يعزز الحضور الإفريقي والعربي على قائمة التراث العالمي لليونسكو؛ كل من محمد بوخاري رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمدير العام للصندوق الإفريقي للتراث العالمي، وممثلون عن الهيئات الاستشارية لليونسكو ممثلة في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة UICN، وكذلك المجلس العالمي للمعالم والمواقع ICOMOS، إلى جانب إطارات من وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية كما حضر ممثلون وخبراء من عدة دول إفريقية.

أ. ب

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى