“ستينية الثقافة الجزائرية المهاجرة” تظاهرة ثقافية تحتفي باليوم “الوطني للهجرة”

تتواصل بمديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة بإشراف وزارة الثقافة تحضيراتها لتنظيم تظاهرة ثقافية كبرى بمدينة عنابة بعنوان “ستينية الثقافة الجزائرية المهاجرة”، في الفترة ما بين 16 إلى 18 أكتوبر الجاري، والتي تندرج في اطار الاحتفال بالذكرى 60 لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 المصادف لليوم الوطني للهجرة، التي قدم فيها المهاجرون الجزائريون تضحيات جسيمة عجلت باستقلال الجزائر.
وتسعى هذه التظاهرة حسب مدير الثقافة بالولاية الدكتور أحسن تليلاني إلى الاحتفاء بالمنجز الثقافي والإبداعي الذي قدّمه المهاجرون الجزائريون في إثراء ثقافة الغير وقد آن الأوان لاستعادتها والاحتفاء بها. وتمّ اختيار مدينة عنابة لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية الكبرى نظرا لما تزخر به هذه المدينة الساحلية من مؤهلات حضارية ورصيد تاريخي يجعلها مدينة مفتوحة على كل الثقافات، كما تهدف التظاهرة إلى تخليد ذكرى 17 أكتوبر1961 “اليوم الوطني للهجرة”، الذي أثبت فيه الجزائريون المهاجرون تمسكهم بالوطن والتضحية في سبيل تحريره ونيل استقلاله، رغم تواجدهم في ديار الغربة، ومازال المهاجرون إلى اليوم يقدمون الكثير في مختلف المجالات الثقافية والفنية في سبيل نشر وإبراز الثقافة الجزائرية على اختلاف ألوانها. ويأتي تنظيم هذه التظاهرة أيضا للاحتفاء بالعبقرية الجزائرية المهاجرة، والتي رفعت العلم الجزائري عاليا في سماء العالمية.
وتشمل هذه التظاهرات عدة مجالات ثقافية كالأدب والموسيقى والغناء والسينما والمسرح والفنون التشكيلية والتراث، وذلك عبر سلسلة من الأنشطة المتنوعة على غرار محاضرات وندوات فكرية تتناول دور الثقافة الجزائرية المهاجرة في خدمة القضية الوطنية وواقع وآفاق هذه الثقافة اليوم، حيث سيتم تقديم مسرحية “أمسية في باريس” لمجيد بن الشيخ، وعرض فيلم “صمت النهر” لمهدي علوي، كم سيتم تنظيم معارض للذاكرة الوطنية والكتاب التاريخي والفنون التشكيلية، وتقديم عروض موسيقية وغنائية، وقراءات إبداعية وجلسات بيع بالتوقيع للمؤلفات.
كما سيتخلل التظاهرة تنظيم ملتقى وطني بالتنسيق مع جامعة عنابة “باجي مختار” تحت عنوان “الأدب الجزائري المهاجر..أشكاله، مضامينه، قضاياه، وأعلامه ” تحتضنه القاعة الكبرى للمسرح الجهوي بعنابة، والذي من خلاله سيتم نفض الغبار عن الثقافة الجزائرية المهاجرة، والتعريف بها ودراستها، ويحث قضاياها ومعرفة مكانتها في خارطة الثقافة الوطنية والعربية والعالمية.
وسترتكز اشكاليته في محاولة معرفة مختلف السياقات التي رافقت نشأة الأدب الجزائري المهاجر وتطوره، كما تحاول القبض على خصوصياته ومختلف تجلياته.
وسيتطرق المشركون في أشغاله إلى عدة محاور أساسية منها دور الادب الجزائري المهاجر في خدمة القضية الوطنية أثناء الاستعمار وفي معركة التحرير الوطني، إلى جانب البحث في قضايا ومضامين الادب الجزائري المهاجر، إلى جانب البحث في دور الأدب الجزائري المهاجر في التعريف بالجزائر عالميا، وتحقيق الانفتاح الثقافي للجزائريين والترويج للسياحة، كما سيتطرق المشاركون إلى أعلام الأدب الجزائري المهاجر ماضيا وحاضرا، والنقد الأكاديمي، إلى جانب التطرق إلى قضايا الهجرة والحنين إلى الوطن، ومن المقرر أن يشارك في الملتقى الدكتور أحمد بجاوي الذي سيقدم محاضرة يتناول فيها مسألة السينما الجزائرية المهاجرة عامة و قضية مظاهرات 17 أكتوبر 1961 في السينما الجزائرية خاصة، إلى جانب الروائي ياسمينة خضرا الذي وافق على الحضور والمشاركة في أشغاله.
نسرين أحمد زواوي