الأخيرة

شقيق الأسيرة أزهار الشيخ قاسم : “حياة الأسيرات بخطر دائم وقلقنا كبير في ظل انتشار فيروس كورونا ..”

تقرير: علي سمودي – اعلامي وأسير محرر

بعدما حصلت على تصريح من الادارة المدنية لزيارة شقيقتها التي تسكن في بلدة أبو ديس ، فوجئت الشابة أزهار يوسف عبد الرحمن الشيخ قاسم ، 27 عاماً ، باحتجاز الجنود لها على معبر قلنديا واستنفارهم لتتحول خلال دقائق لاسيرة ما زالت تقبع في سجن ” الدامون “، بعدما مددت محاكم الاحتلال توقيفها مرة تلو الأخرى رغم مرور عشرة شهور على اعتقالها ، ويقول شقيقها حمزة ” أختي لا تنتمي لأي حزب أو جهة ، بل تعيش حياة طبيعية ومنذ تخرجها من الجامعة تعمل في جنين لتعيل نفسها وتساعد أسيرتنا ، ولشوقها لرؤية شقيقتنا ، قدمت للحصول على تصريح لزيارة اختنا بمناسبة العيد  “، ويضيف ” دون معيقات ، حصلت على التصريح وسافرت في اليوم الرابع من عيد الفطر السعيد 8/6/2019 ، بشكل طبيعي ووصلت للحاجز ،وخلال التدقيق في بطاقاتها الشخصية وتصريحها ، عاشت صدمة احتجازها ومحاصرتها من جنود الاحتلال “، ويكمل ” فتشوها بشكل دقيق دون توضيح الأسباب ، وصادروا حقيبتها الشخصية وكافة أوراقها الثبوتية وتصريحها وهاتفها وقيدوها ونقلوها لجهة مجهولة “، ويتابع ” علمنا باعتقال أزهار من وسائل الإعلام الإسرائيلية بعدما فبرك الاحتلال التهم الملفقة لها ، لكننا بعد اعتقالها ، أدركنا ان إصدار التصريح لها بهدف اعتقالها وزجها خلف القضبان وليس السماح لها بزيارة شقيقتنا.

من حياتها …

في مخيم جنين ، ولدت أزهار الخامسة في عائلتها المكونة من 10 أنفار ، ويقول شقيقها حمزة ” تميزت شقيقتي ببر الوالدين والالتزام والوفاء والطيبة وكل الاخلاق الحميدة ، محبة لعائلتها والجميع يحترمها ولها مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا “، ويضيف ”  تربت ونشات في مخيم جنين ، تلقت تعليمها  في مدارس وكالة  الغوث الدولية ، وتميزت بالذكاء والتفوق وحب التعليم والطموح في الحياة والمستقبل وحفظ القران الكريم “، ويكمل ” بعدما حققت النجاح في الثانوية العامة ،انتسبت لجامعة القدس المفتوحة تخصص خدمة اجتماعية وحصلت على درجة البكالوريوس “، ويتابع ” لما يحالفها الحظ في الحصول على وظيفة بشهادتها الجامعية ، فعملت  كسكرتيرة بمؤسسة محلية في مدينة جنين  لتستطيع مساعدة نفسها وعائلتها  ، وقد تميزت بعلاقتها الاجتماعية وحبها للعطاء والتفاعل ، فكانت تشارك في النشاطات المجتمعية والمخيمات الصيفية.

تمديد توقيف ..

 عاشت العائلة صدمة كبيرة ، ويقول حمزة ” لم نصدق خبر الاعتقال ، لمعرفتنا الكاملة بشقيقتي التي لا تتدخل بالسياسة ، وقلقنا كثيراً على مصيرها وحياتها بعدما انقطعت اخبارها حتى ابلغنا مركز الشكاوي في القدس ، أن قوات الاحتلال تحتجزها في مركز المسكوبية للتحقيق “، ويضيف ” رغم نقلها الى سجن الهشارون ، لم يتمكن المحامي من زيارتها واستمرت معاناتنا وقلقنا بعدما رفضت المحكمة الافراج عنها ومددت توقيفها حتى اصدار لائحة اتهام بحقها “، ويكمل ” مر عشرة شهور على اعتقال شقيقتي ، وفي كل جلسة تمدد المحكة توقيفها ومن المقرر عقد جلسة جديدة لها في 7/4/2020 ، ونتمنى أن تكون الأخيرة وتتحرر وتعود لنا.

خوف وقلق …

في سجن ” الدامون ” ، تقبع حالياً الأسيرة أزهار ، وتواظب عائلتها على زيارتها ، باستثناء والدتها  الستينية خديجة”ام حمزة” التي  تعاني  عدة امراض مزمنة من  القلب المفتوح والضغط والسكري ، ويقول حمزة ” لم يسمح الاحتلال لوالدتي رغم سنها ومرضها برؤيتها وزيارتها سوى مرة واحدة ، وتعيش الحزن والالم لفراقها والقلق بسبب استمرار اعتقالها خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا “، ويضيف ” كباقي عائلات الأسرى والأسيرات ، لدينا قلق كبير على حياة أزهار وكل الأسيرات اللواتي نتابع أخبارهن عبر وسائل الاعلام بعد قرار الاحتلال عزل واغلاق السجون التي لا تتوفر فيها وسائل الحماية والوقاية “، ويكمل ” نناشد كافة الجهات المختصة ومؤسسات حقوق الانسان متابعة اوضاع الأسيرات في السجون ، فحياتهن بخطر دائم فكيف الاوضاع اليوم في ظل انتشار الفيروس الخبيث ، ونتمنى السلامة والصحة والحرية لجميع أسرانا خلف القضبان.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى