ولايات

شهر التراث بأدرار.. وعدة سيدي سليمان بن علي محطة روحانية من التراث العريق

تشكل الوعدة السنوية لزاوية الولي الصالح سيدي سليمان بن علي المعروفة ب “زيارة سيدي سليمان” بقصر أولاد أوشن ببلدية أدرار التي يحتفل بها في مثل هذا اليوم من كل سنة محطة روحانية من التراث المحلي العريق.

فبالموازاة مع أداء مراسم ختم تلاوة القرآن الكريم المعروفة بـ “السلكة” ترحما على روح الولي الصالح صاحب أقدم زاوية بإقليم “توات” يطلق ساكنة القصر العنان لمختلف الطبوع الفلكورية المحلية احتفاء بهذه المناسبة التراثية التي تستقطب مئات الوافدين من مختلف جهات الولاية.

ويعتبر طابع “طبل الشلالي” الذي أقيم أمسية الإثنين بساحة القصر أهم حدث فلكلوري الذي يحرص ساكنة القصر وزوارهم من عائلات وأفراد على عدم تفويتها للإستمتاع والفرجة بالأداء المتميز والشيق لهذا العرض التراثي من طرف شيوخ المديح.

وأشار فنان الطرب المحلي العايدي مبروك وهو من ساكنة المنطقة ومهتم بتراثها الشعبي في تصريح لـوكالة الأنباء الجزائرية الى أن هذه التظاهرة السنوية تعتبر أيضا فرصة للتعريف بمختلف الطبوع الفلكلورية الأخرى التي تشتهر بها المنطقة على غرار “البارود” و”الحضرة” و”القرقابو” والتي تستهوي عشاقها للمشاركة في أدائها بكل شغف إكراما لشخصية الوالي الصالح.

كما يعد “أهلليل” المصنف تراثا عالميا بإقليم قورارة بولاية تيميمون “ضيف شرف سنوي” في هذه التظاهرة الروحانية من خلال تقديم قصائد هذا اللون التراثي بمنصة ساحة القصر من طرف الجمعيات الثقافية الوافدة من قصور دائرة أوقروت بجنوب ولاية تيميمون.

وفي هذا الجانب أوضح محافظ مهرجان “أهلليل” أحمد جولي الذي يحرص شخصيا على مرافقة هذه الجمعيات إلى قصر أولاد أوشن أن حرص فرق “أهلليل” على المشاركة في زيارة الولي الصالح سيدي سليمان بن علي يترجم مكانة هذه الشخصية التي وضعت لبنة لروابط تاريخية واجتماعية متينة وراسخة بين ساكنة إقليمي “قورارة” و”توات” منذ القدم.

وفي السياق رسمت نوادي رياضة الفروسية لوحة تراثية بهيجة من خلال أداء عروض “الفنتازيا” بالساحة التي تتوسط بساتين قصر أبا عبد الله المحاذي لقصر أولاد أوشن بحضور عشرات الزائرين من هواة ومحبي مشاهدة هذا النشاط التراثي الترفيهي الذي يعكس أصالة ساكنة المنطقة وتشبثهم بمكونات تراثهم الشعبي.

وتشكل هذه الألوان من الطبوع مجتمعة لوحة فسيفسائية لمختلف الألوان التراثية المعروفة بالمنطقة مما جعل من هذا الموعد الروحاني عامل ضمان للتراث واستدامته والحفاظ عليه جيلا بعد جيل، سيما في ظل حرص عديد الحاضرين على مشاركة تلك الأجواء عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

ب.ر

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى