في الواجهةوطن

صحف عربية: دور الشباب في “ثورة الابتسامة” الجزائرية

تتواصل الأزمة السياسية في الجزائر مع الصعود السياسي البارز لعدد من الأطراف في البلاد، بداية من الشباب وقوى المعارضة وحتى القوى العسكرية. ووفقاً لصحف عربية صادرة الأحد، يواجه الحراك الشعبي في الجزائر محاولات للاستيعاب من قبل بعض من القوى الراغبة في استقرار البلاد أو حتى الطامحة للعب دور سياسي في ظل المرحلة المقبلة.

العرب اللندنية ودور الشباب

تحدثت صحيفة العرب اللندنية عن الدور الذي يلعبه الشباب في التطورات السياسية في الجزائر، وقالت إن “الحراك الشعبي يعيد الأمل للشباب ويثنيهم عن ركوب قوارب الموت المنظمة من عصابات الهجرة السرية التي أصيب نشاطها بالركود”.

ونبهت الصحيفة إلى تنوع الأطراف الشبابية والعناصر المشاركة في الحراك الشعبي، وهي الأطراف التي تكونت بفضل الحملات التطوعية التي شهدت إقبالاً ومشاركة واسعين من الشباب، مشيرةً إلى تحول هذه الحملات وبمرور الأسابيع إلى منافسة بين شباب المدن للتباهي بها. كما شددت مصادر سياسية تحدثت إلى الصحيفة على حفاظهم على الرونق العام لصورة ونظافة المظاهرات، لافتة إلى حفاظ الشباب الجزائري المشارك في المظاهرات وفي سلوك تلقائي لتنقية وتنظيف الشوارع والساحات بعد انتهاء المظاهرات والمسيرات، وهو ما يعطي الانطباع للغريب بأنه لم يحدث شيء في هذه المدينة أو تلك ساعات قبل ذلك.

الشرق الأوسط وقيادة التغيير

ومن جانبها، تساءلت الكاتبة السعودية مها محمد الشريف عن الطرف الذي يقود التغيرات في الجزائر، مطالبة بضرورة التسليم بأن حقبة التحولات قد بدأت في الجزائر بعد استقالة الرئيس بوتفليقة. ونبهت الشريف إلى دقة المشهد السياسي الحاصل في الجزائر الآن والدعوات إلى التغيير، قائلة إن “غاية كل تغيير هو أن ينجو الشعب من تكرار بشاعة الفساد، وتجديد الثقة المفقودة في أعضاء الحكومة المنتخبة”.

وأضافت الكاتبة في مقال لها بصحيفة “الشرق الأوسط” إن “الدسترة والدمقرطة والقوننة لا تستمر كقضايا مؤجلة لكي تعود الحياة السياسية منسجمة مع مصالح البلاد والشعب، ولن يكون الترميم ذاته مرضياً أو موافقاً لسقف التفاؤل بشأن قدرة الجيش على تحقيق مطالب الشارع، وملء الفراغات لحل المشكل الذي يتطلب تقدماً منذ البداية”.

وأشارت الشريف إلى دقة الأوضاع السياسية في الجزائر، منبهة إلى ضرورة استكمال بقية مطالب الشعب لئلا ينتج مزيد من الانقسامات بين أطراف الشعب الجزائري.

.. الأهرام وثورة الابتسامة

اللافت أن تحليل الظاهرة الثورية مثل ركناً هاماً من اهتمامات الصحف العربية، حيث قال الكاتب الصحفي المصري المعروف مكرم محمد أحمد في مقال له بصحيفة “الأهرام” أن رسالة الرئيس الجزائري لم تفلح فى وقف تظاهرات الجزائريين الراغبين في التغيير.

ونبه الكاتب إلى ظهور عدد من الأسماء الطامحة في تولي منصب الرئيس، ومنها اسم أحمد بن بيتور والذي يظهر كخليفة محتمل لبوتفليقة الذى شغل منصب رئيس الوزراء في عهد بوتفليقة . وقال إن “بن بيتور يحظى باحترام واسع الذى يتمتع به فى أوساط جزائرية عديدة لكنه فى السبعينيات من عمره”، وألمح الكاتب إلى رغبة قائد الجيش في تولي منصب الرئيس أيضاً عن طريق الفريق قايد صالح، فضلاً عن طرح اسم شكيب خليل رئيس شركة سونا طراك النفطية، بل وحتى سعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر للرئيس، بجانب مولود حمروش وعلى بن فليس، وكليهما رئيس وزراء سابق. وأشار الكاتب إلى أهمية حسم الشارع لهذا الصراع قائلا إن الشارع يدرك جيداً مخاطر التحول إلى الضبابية والفوضي، كما حدث فى سوريا وليبيا.

وأضاف أن المتظاهرين يدركون أهمية عدم الانزلاق إلى العنف، وتحمل ذاكرتهم ذكرى العشرية السوداء التي راح ضحيتها 200 ألف جزائري، وتصل رسائلهم القوية إلى الجميع تؤكد رفض العنف والفوضى والحرص على أمن وحياة كل مواطن.

.. صحيفة الاتحاد الإماراتية

وفي سياق متصل، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية، إن “الجيش الجزائري يواصل تجديده تأييده التام لمطالب الشعب، في خطوة منه تهدف إلى تجنب سيناريوهات قد تدفع بالبلاد نحو المجهول”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إعلامية قولها إن “الجيش يتمسك بالحل الدستوري لحل الأزمة الحالية بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة”. وكشفت الصحيفة إن الاجتماع المزمع لغرفتي البرلمان الجزائري (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني) بقصر المؤتمرات بالجزائر مهدد بالتأجيل، مشيرةً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى عدم التوافق على حل يرضي الشارع. ونبهت الصحيفة إلى مطالبة مصادر مسؤولة في المعارضة تمديد المرحلة الانتقالية لأكثر من 6 أشهر مع تشكيل هيئة رئاسية مكونة من شخصيات مقبولة شعبياً. وأوضحت الصحيفة أن الهيئة ستعمل على تعديل قانون الانتخابات، مع التحضير لتشكيل لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات بالتشاور مع الأطياف السياسية المختلفة.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى