صحيفة ”لا ليبر”: استنفار إماراتي لإجهاض الحراك الجزائري
على موقع صحيفة “لا ليبر” اليومية البلجيكية حذّر سيباستيان بوسوا الدكتور في العلوم السياسية والمتخصص في الشرق الأوسط، من الرؤية الأمنية للإمارات و مصر حول مستقبل الجزائر.
واعتبر بوسوا أن الشعب الجزائري قد تمكّن بشكل سلمي من الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة و الذي حكم البلاد لقرابة عقدين،مشيرا إلى الصمت الفرنسي الذي رافق الإحتجاجات، قبل أن تبارك باريس نجاح الحراك الجزائري في اللحظات الأخيرة
و أردف الكاتب بأن تونس الجارة الصغرى للجزائر قد مثلت نموذجا للعالم العربي، بما في ذلك الجزائر التي و أن كانت إستثناء في الموجة الأولى للربيع العربي نظرا لخوفها من إعادة سيناريو العشرية السوداء في التسعينات فإنها لم تشهد إحتجاجات شعبية حينها، ليتأجل الحسم إلى بدايات هذه السنة.
واستدرك المقال بأن السردية الرائجة هي أن فرنسا دائما ما تتدخل بشكل مريب في الشؤون الجزائرية،غير أن الربيع العربي أكد أن هناك قوى إقليمية عربية صاعدة تسعى إلى دعم جنرالات العسكر في الدول التي تعرف إحتجاجات شعبية و ذلك خوفا من “دمقرطتها “،حيث ظهرت رؤيتان جيوسياسيتان لمستقبل العالم العربي،رؤية ديمقراطية بقبول الإختلاف، ورؤية أمنية تدعم العسكرة بقيادة الإمارات العربية،فحتى تونس التي نجحت في أكثر من إستحقاق إنتخابي ديمقراطي فقد كانت محط أنظار السلطات الإماراتية التي دعمت حزب نداء تونس في الإنتخابات الماضية للحد من سلطة الإسلاميين.
واعتبر الباحث أن مصائر كل دول الربيع العربي كانت مأساوية باستثناء تونس، حيث أن المعسكر الخليجي بقيادة الإمارات يريد أن يجعل من مصر نموذجا زائفا للمنطقة،حيث تم وأد الثورة والعودة بالبلاد إلى مربع الاستبداد بدعم الجنرال السيسي في انقلاب 2013. واعتبر المقال أنه مع الانتقال الديمقراطي الذي تعرفه الجزائر، تدرك الإمارات أنها تواجه أكبر دولة في إفريقية جغرافيا ووزنا سياسيا، فالمعسكر الخليجي ليس مستعدا لدعم ثورة ديمقراطية تضر بمصالحه إقليميا،حيث أن الديمقراطية عادت ما تنصف الإسلاميين في المنطقة العربية، وبالتالي فالحل هو دعم المؤسسة العسكرية وجنرالاتها حيث دعا رئيس الأركان أحمد قايد صالح إلى تفعيل المادة 102 من الدستور وبالتالي شغور منصب الرئيس وتولي رئيس مجلس النواب مقاليد الحكم إلى غاية إنتخاب رئيس للبلاد، ومن المنتظر أن تدعم دول الخليج قايد صالح للإلتفاف على المسار الديمقراطي في الأسابيع القادمة. ودعا الكاتب الجماهير الجزائرية إلى مواصلة الإحتجاج السلمي فالجزء الأصعب من الثورة مازال لم يبدأ بعد.