طالبوا بتطبيقها محليا..التونسيون يشيدون بـ”دروس” سعيد لمستشار ترامب

أشاد سياسيون وحقوقيون تونسيون بـ”الدروس” التي قدمها الرئيس قيس سعيد لمستشار الرئيس الأمريكي، حول حقوق الشعب الفلسطيني، فيما طالب بعضهم بتطبيقها في تونس.
وخلال لقائه، الثلاثاء بمسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، استعرض سعيد صورا لأطفال فلسطينيين يعانون المجاعة في قطاع غزة، مطالبا بإنهاء مأساة الفلسطينيين واستعادة أرضهم وحقوقهم المغتصبة. وأعادت البرلمانية فاطمة المسدي نشر الصور التي نشرتها الرئاسة التونسية، وعلقت بالقول: “صورة اليوم. الموقف التونسي المشرف”.
وكتبت البرلمانية سيرين مرابط “رئيس الجمهورية يلتقي بمستشار الرئيس الأمريكي. هذه المرة عرض لهم (الأمريكيين)- بالصورة- الإبادة والمجاعة التي تحدث لأشقائنا في غزة، وذلك كي لا يتم تجاهل هذا الأمر في البلاغ الذي ستصدره السفارة أو وزارة الخارجية الأمريكية لاحقا.
واعتبر المحامي والناشط السياسي منير بن صالحة أن اللقاء بين سعيد وبولس “لم يكن بروتوكوليًا كما قد يُظن. حين يجلس رئيس الجمهورية مع مستشار كبير في البيت الأبيض، وسط اشتعال غزة، وتمدد ملفات الإرهاب، واصطفاف القوى في الإقليم، لا يكون الحديث عن المجاملات، بل عن معادلات. وحين يؤكد الرئيس، بوضوح، أن “القضايا داخل كل دولة عربية يجب أن تُحلّها شعوبها”، فإنه لا يصرّح فقط، بل يرسم حدودًا حمراء أمام مشاريع التدويل، ويوجه رسالة مباشرة إلى من يراهنون على أن مفتاح القرار التونسي لا يزال في الخارج”.
وأضاف: “توسيع الشراكات الاستراتيجية لا يعني التفريط في السيادة، بل هو تعبير عن انتقال ناعم من التبعية إلى الانتقاء. تونس تُعلن بذلك أنها تقف على عتبة مرحلة مختلفة، لا تقطع مع الغرب ولا تنغلق عليه، بل تعيد تعريف العلاقة على قاعدة المصالح المتوازنة، لا الإملاءات المفروضة. وهنا تحديدًا، يجب قراءة هذا اللقاء لا بوصفه اجتماعًا دبلوماسيًا عاديًا، بل كمحطة في معركة صامتة تدور حول سؤال محوري: من يحكم تونس؟ ومن يملك مفاتيح قرارها الاستراتيجي؟”. وتابع بن صالحة: “الرئيس أجاب دون مواربة: الحَكَم هو الشعب، والشراكة لا تعني الوصاية، والاحترام المتبادل لا يُقاس بالتصريحات، بل بمقدار ما يُحترم القرار الوطني في العمق، لا في المظهر”.



