طيب زيتوني: إنجاز 86 بحثا وطنيا حول الحركة الوطنية وثورة التحرير من 2001 إلى 2020

كشف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, الطيب زيتوني أن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر قام بإنجاز 86 بحثا وطنيا حول تاريخ المقاومة في الحركة الوطنية والثورة التحريرية من 2001 إلى غاية 2020.
أكد وزير المجاهدين أن كتابة التاريخ مهمة الباحثين المختصين ذوي الكفاءة العلمية, من بينهم من أعد أعمالا تاريخية ذات قيمة علمية معتبرة, على غرار أبو القاسم سعد الله ومولاي بلحميسي رحمهم الله ومن الأحياء الباحث ناصر الدين سعيدوني.
وحسب ذات المسؤول فان مجهودات وزارة المجاهدين في مجال كتابة تاريخ الجزائر تبرز أكثر في ميدان جمع المادة التاريخية من وثائق أرشيفية وشهادات حية و أشياء متحفية, وهي مادة تاريخية خام تساعد الباحث والدارس في التاريخ الوطني على الاستفادة العلمية منها في تدوين التاريخ الوطني.
بالإضافة إلى ذلك فإن المجهودات متواصلة – يتابع الوزير- من خلال تشجيع البحوث التاريخية الجادة بتثمين جهود الباحثين من خلال الطبع وإعادة الطبع لأعمال وكذا الترجمة والنشر والتوزيع المجاني لدعم المكتبة التاريخية في كل من الجامعة ودور الثقافة والمراكز العلمية والثقافية والمكتبات العمومية.
يضاف إلى هذا سلسلة الملتقيات الدولية والوطنية التي تنظمها الوزارة ضمن برنامجها السنوي المرتبط بالنشاط التاريخي والثقافي في إطار إثراء الدراسة والبحث حول موضوعات تاريخية متعددة الجوانب.
وأشار زيتوني إلى أن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954, وهو مؤسسة تحت الوصاية, قام بإنجاز منذ عام 2001 , 86 مشروع بحث وطني مختص في إنجاز البحوث والدراسات حول تاريخ المقاومة في الحركة الوطنية والثورة التحريرية وهو في هذا الإطار يضطلع بمهمته في إنجاز البرامج الوطنية للبحث العلمي في ميدان اختصاصه بإشراف علمي من وزارة التعليم العالي وبتوجيه من مجلسه العلمي.
العناية بالذاكرة ضرورة ملحة
وأكد وزير المجاهدين في حديثه أن العناية بالذاكرة التاريخية وإعادة بنائها ضرورة ملحة في عالمنا اليوم لصالح مجتمعنا وأجيالنا الحاضرة واللاحقة, فمنها يستمد الشباب قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية, لافتا إلى أن ذاكرتنا تحمل في ثناياها تراثنا المادي واللامادي المتراكم يحتم علينا في الظروف الراهنة تحصين الشباب من أي تأثير خارجي مهما كان نوعه.
وبالنسبة له فإن هذا المسعى لا يتأتى إلا بالمحافظة على ذاكرتنا التاريخية وهويتنا الوطنية باعتبار ذلك صمام الأمان والواقي الصلب والحاضن الفعال للهوية الوطنية التي تستمد منها الناشئة والأجيال المتعاقبة قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية.
ويتوجب في المقام الأول, حسب الوزير- تنويع مناهج وأساليب البحث في تاريخ المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر وبالتالي التأسيس لمشروع متكامل لتاريخنا المعاصر, ليكون مرتكزا للأجيال القادة في مسيرتها لبناء صرح الجزائر الشامخ.
وبخصوص الممارسات القمعية في الجزائر و التي لا يمكن وصفها إلا بجرائم ضد الإنسانية, لأنها و بكل إختصار ممارسات قمعية مورست في حق شعب أعزل من 1830 و إلى غاية 1962, فهي -وفق ما أكده السيد زيتوني- محل بحوث و جرد من كل الجوانب من طرف مؤرخين و مختصين في القانون الدولي.
ولم يفوت الوزير الفرصة ليتحدث عن مراجعة قانون المجاهد و الشهيد, حيث جدد التأكيد بأنه تم لهذا الغرض تشكيل لجنة وزارية تضم إطارات من القطاع كل في مجال اختصاصه وفقا لما يتضمنه القانون من محاور وذلك لدراسة وإثراء مضامينه تماشيا ومتطلبات الفترة الحالية وخدمة لهذه الشريحة من المجاهدين وذوي الحقوق.
وأضاف بأنه تم إشراك تنظيمات الأسرة الثورية و المعنية بطريقة مباشرة بالنص القانوني محل الدراسة مع إمكانية توسيع الاستشارة لتشمل أساتذة مختصين في التاريخ وفي الشؤون القانونية.
وشدد السيد زيتوني على أن العملية في مرحلة جد متقدمة وسيتم رفع مشروع القانون للمصالح المختصة فور الانتهاء من مراجعته.
وبالنظر إلى الجرائم الفظيعة والمتعددة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في الجزائر نصبت الجهات المعنية منذ سنة 2017 لجنة تعكف على دراسة ملف إحصاء هذه الجرائم بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر وهي تتشكل من كفاءات علمية, اعتمدت في عملها على المنهج العلمي الممارس في ميدان البحث العلمي والمشروع متواصل من طرف الباحثين.
وذكر وزير القطاع أن مثل هذا المشروع الذي أطلق عليه مسمى “مجازر الاستعمار الفرنسي في الجزائر”, يتضمن تحديد الخريطة الشاملة لهذه المجازر وتحليل خصائصها (خلال الفترة 1830-1962) وإبرازها من خلال أعمال أكاديمية تنوعت بين كتب وتقارير علمية وأشرطة وثائقية سيتم طبعها ونشرها وتوزيعها.
معركة المستقبل شرسة سلاحها العلوم والتكنولوجيا
في رسالته إلى الشباب الجزائري الذي يحتفي الأحد القادم بعيده الوطني وبعيد الاستقلال ولكسب معركة المستقبل, شدد وزير المجاهدين على أن هذه الأخيرة شرسة سلاحها المعرفة والعلوم والتكنولوجيا, ستدار على حساب وجود الشعوب وعدم وجودها, مما يستدعي كسب تلك العلوم والتكنولوجيات التي تؤهلنا للصمود في وجه تيار العولمة مع ضرورة التحلي بمبادئ وقيم أمتنا وهويتنا، على الشباب أن يكون مستقبل الأمة والضامن في رأينا بعدالته لاستمرار رسالة الجزائر في التحرر والسيادة و في البناء والتشييد و في إرساء قواعد الدولة القوية الثابتة, دولة تدير مصيرها بإرادة أبنائها وتتصدى للعولمة, يضيف ذات المسؤول, محذرا من السقوط في مؤامرات الذين في قلوبهم مرض وغل قديم متجدد ومنهم من يمول حملات مغرضة باسم حقوق الإنسان زيفا ويشن حروبا إعلامية وحصصا متخصصة وشهادات مدلسة ويصنع من بعض الضعفاء من أبناء وطننا زعماء روادا عالميين.
وفيما تعلق بالذكرى ال58 لعيدي الاستقلال والشباب, قال زيتوني بأن مثل هذه المناسبات تستوقفنا لاستقراء تاريخ أمتنا الطافح بالبطولات و الأمجاد وهي بالتالي محطات تعيد إلى أذهاننا غطرسة وجبروت استعمار مدمر.
أما عن الاحتفالات المخلدة لتلك الذكرى, التي تأتي في ظرف استثنائي (كوفيد-19), فقد تقرر إعداد برامج خاصة ثرية وهادفة من حيث المضمون, تشمل نشاطات وفعاليات تاريخية وثقافية عبر المنصات التواصلية للوزارة والمؤسسات ذات الصلة ومواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب نشاطات وطنية ومحلية جد محدودة تراعى فيها كل شروط الصحة والسلامة والتدابير الوقائية.