عرض ضمن لقاء روسيكادا السينمائي.. فيلم “تقبلني” يغوص في معاناة أطفال التوحد والتريزوميا

عرض أمس، على جمهور سكيكدة، فيلم “تقبلني” ضمن لقاء روسيكادا السينمائي الذي عرف حضورا نوعيا لعشاق الفن السابع مهنييه.
الفيلم للمخرج الجزائري إلياس بوخموشة، تقرب نحو عالم الطفولة في زاوية إنسانية طل عبرها على معاناة عائلات وأمهات أطفال التوحد والتريزوميا، اين تنقلت الكاميرا ونقلت تفاصيل الحياة اليومية لهذه الشريحة، محاولا اضاءة عتمات العزلة التي تفرضها نظرة المجتمع والمعاناة اليومية التي يعيشها الطفل ووالدته. حيث يحاول صاحب العمل على مدار 85 دقيقة، توظيف لغة بصرية هادئة، تأملية، تمنح المتفرج فرصة لمساءلة الذات، من أجل إيصال رسالة قويّة بتوقفه عند معاناة هؤلاء الاطفال و أمهاتهم، والمشاكل التي يواجهنها بسبب مرض أبنائهن. حيث جمع المخرج شهادات أمهات مررن بتجارب صعبة نتيجة رفض شريحة كبيرة من المجتمع، فكرة انخراط هذه الفئة في الحياة اليومية كما عرض الفيلم معاناة الأمهات أمام نقص التكفّل المتخصّص، والمشاكل العائلية التي يتسبّب فيها ميلاد طفل مصاب بالتوحّد، وقدّم المخرج صورة حية عن يوميات هذه الفئة من خلال مرافقة 3 أطفال مصابين بالتوحد خلال 6 أشهر كاملة وهي المدة التي استغرقت تصوير الفيلم الذي يدعو الى التكفّل الجيّد بها، وإدماجها في المجتمع.
وحسب تصريحات المخرج البروفيسور الياس بوخموشة، فان فيلم “تقبّلني” يندرج ضمن مفهوم “العلاج بالفن”، وهو تخصّص يجمع بين علم النفس والفنون التعبيرية كالرسم، التصوير، النحت، الشعر، الرقص، والدراما النفسية” ويوضح بوخموشة في دوراته الأكاديمية أن هذا النوع من العلاج يساعد على استكشاف المشاعر، السيطرة على القلق والاكتئاب، وتحسين نظرة الفرد لذاته، خاصة عند الأشخاص ذوي الهمم أو ضحايا الصدمات.
يشار الى أن “لقاء روسيكادا السينمائي” في طبعته الأولى الذي عرض خلاله فيلم “تقبلني” وافلام أخرى على غرار “من أجلك” لخالد الكبيش و”محطة عين الحجر ” للطفي بوشوشي و”هيليوبوليس” لجعفر قاسم؛ تواصلت فعالياته لغاية الأمس تحت شعار “من الكتابة إلى الشاشة” هدفه استحداث فضاء فكري وفني مخصص للسينما حيث تخلله تنظيم ورشات “ماستر كلاس” اطرها سينمائيون محترفون لفائدة الشباب والمهتمين بالصناعة السينمائية إضافة إلى ندوتين فكريتين حول قضايا الكتابة السينمائية .