عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي: استضافة الجزائر لندوة جامعة بين الفلسطينيين ستقدم إضافة نوعية لتحقيق الوحدة الوطنية
أعرب عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عباس زكي، الأربعاء، عن تفاؤله باستضافة الجزائر ندوة جامعة للفرقاء الفلسطينيين والتي ستقدم “إضافات نوعية” لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي باتت ضرورة لمواجهة موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
و أوضح السيد زكي، القيادي في حركة فتح والمفوض العام للعلاقات العربية والصينية، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية انه “متفائل” باحتضان الجزائر قمة للفصائل الفلسطينية قريبا والتي ستقدم “إضافات نوعية”، لا سيما وأن الجزائر “معروفة بأنها لا تخطو خطوة الا وكتب لها النجاح”.
وشدد السيد زكي على اهمية تحقيق الوحدة الفلسطينية في اللحظة الفارقة والظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية، مبرزا أن الوحدة الوطنية “هي رد على عمليات التطبيع وعلى النهج الخبيث الذي يسعى من خلاله المحتل إلى تقسم وتفكيك العالم العربي”.
واسترسل في ذات السياق يقول أن “انتصارات العدو الاسرائيلي تحققت بفضل تجزئته للامة العربية و تجزيئ الساحة الفلسطينية”، وهو الامر الذي لمسه السيد زكي في المطبعين الذين “خرجوا على العقيدة والأخلاق والدين وباعوا أنفسهم للشيطان في هذا الظرف الدقيق والصعب ومكنوا +اسرائيل+ ، التي عجزت في وقت مضى من تنفيذ شعارها الخالد من الفرات إلى النيل، وبدأت الآن في طرح شعار اكبر منه وهو من المحيط الى الخليج”.
وأكد القيادي الفلسطيني في هذا الشأن “رفضه جملة وتفصيلا” للتطبيع، مضيفا ان الوحدة الفلسطينية “مهمة ايضا لتمكين الجزائر من مواجهة المنحرفين عن القضية الفلسطينية ومنع الكيان الصهيوني من الاستبداد بالقارة الافريقية التي كانت مواقفها داعمة على الدوام للقضية الفلسطينية قبل ان تتحول في الآونة الاخيرة الى منبر لإسرائيل نتيجة الخلافات العربية”.
وهنا نوه زكي بالدور الذي لعبه وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، “الرجل المخضرم بالعمل السياسي والدبلوماسي”، والذي استطاع -كما قال- “أن يحول دون تفرد الكيان الصهيوني ببعض من أذعنوا للولايات المتحدة وركبوا القطار الاسرائيلي للتغلغل في افريقيا”، مؤكدا أن “هذا القطار لن يكتب له النجاة في افريقيا”.
وعاد القيادي الفلسطيني ليؤكد من جديد “دعم وترحيب كل افئدة المنتسبين الى حركة فتح وكافة فصائل الشعب الفلسطيني لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون الذي أعاد الى الاذهان حوارات الجزائر التي رأبت في وقت مضى صدع الفلسطينيين بعد خروجهم من لبنان، وأعادت القضية الى مكانتها وما قامت به الجزائر من عقد مؤتمرات وحوارات انجزت الحضور الفلسطيني المتألق حتى قيام الدولة الفلسطينية التي اعلنها الرئيس ابو عمار من الجزائر”.
وأضاف زكي أن اليوم، “تتجدد معنويات الشعب الفلسطيني بفضل هذه الدعوة الكريمة الجزائرية التي لازالت تمثل الحضن الدافئ للفلسطينيين”، وقيم عاليا دور الرئيس تبون في هذه اللحظة الفارقة والظروف الصعبة على “هذه المكرمة لاعتبار فلسطين قضية مقدسة وقضية داخلية للشعب الجزائري”.
ولفت زكي ان الجزائر التي تظل “مدرسة الثورة والوحدة وهي الضمان للحفاظ على الثوابت الوطنية، تواصل منذ اعلان استقلالها أنه لا استقلال للجزائر دون تحرير فلسطين وها هي اليوم تكمل في نفس النهج الصائب، لنصرة القضية الفلسطينية”.
وبعد ان ذكر بمقولة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين (“نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة”) و اتبعها بالقول ان “فلسطين الاسمنت الذي يلحم الموقف العربي او الديناميت الذي يفجره”، ابرز اهمية الاجتماع بين الرئيسين الفلسطيني والجزائري قبل انعقاد القمة العربية، مضيفا أنه “قبل ان نطلب من العرب ان يتوحدوا على قضيتنا في قمتهم، وجب علينا ان نحقق الوحدة الداخلية لقهر المحتل وتحرير الوطن”.
وعن مسألة جلسات الحوار الفلسطينية-الفلسطينية، فذكر السيد زكي أن جلسات المصالحات توقفت لظروف “استثنائية”، مؤكدا ان “حركة فتح ترفع شعارا ردده قائد المسيرة الفلسطينية ياسر عرفات +الفتحاوي يجب ان يسعى الى الوحدة+ باعتبارها مسألة حياة، اما الانقسام فيمثل لنا الموت”، وعليه شدد السيد زكي على “ضرورة تجاوز كل الصعاب ووضع كل الخلافات وراء ظهرنا بلا غل ولا احقاد”.
وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أعلن الاثنين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس، في اطار زيارة الدولة التي أجراها الى الجزائر، عن استضافة الجزائر لندوة جامعة للفصائل الفلسطينية بالجزائر قريبا. وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا من قبل محمود عباس، الذي جدد مباركته وترحيبه بأي جهد جزائري في سبيل تحقيق الوحدة الفلسطينية.
م.ج