ولايات

عمال جمع النفايات بقسنطينة في الصف الأول من معركة كورونا

يحاول عمال جمع النفايات بولاية قسنطينة الموجودين في الصف الأول على غرار الأطباء والأعوان شبه الطبيين في المؤسسات الصحية ومصالح الأمن، ضمن المعركة الصحية ضد كوفيد-19، التكيف مع القوانين الجديدة للتباعد الاجتماعي في بيئة غير ملائمة بالنظر للظروف الصعبة التي تواجههم عند جمع أكياس القمامة الممزقة في كثير من الأحيان من طرف الكلاب الضالة.

ويحرص في الوقت الراهن عمال جمع النفايات، الذين غالبا ما تجدهم يفتقرون للوسائل والمعدات وكذا الكمامات ويحوزون فقط على أزواج من القفازات، أكثر من أي وقت مضى على جمع النفايات المنزلية من أجل تفادي تكدسها في الوقت الذي يتم تنظيم حملات عديدة لتعقيم الأحياء من طرف السلطات العمومية من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد.

ويستحق هؤلاء الأعوان مزيدا من التقدير بقسنطينة على اعتبار أنه توجد 3 مؤسسات فقط تتكفل في الوقت الراهن بجمع النفايات في ظل غياب ال35 مؤسسة خاصة التي كانت تعمل في وقت سابق، حسبما أكده لوأج شراف بن ساري وهومنتخب بالمجلس الشعبي البلدي لهذه المدينة ونائب سابق لرئيس اللجنة المكلفة بالنظافة والتطهير والوسائل العامة.

وأوضح السيد بن ساري بأن “المؤسسات الخاصة المكلفة بجمع النفايات المنزلية لم تعد تعمل وذلك بعد عملية تجديد دفاتر الأعباء”،  متحدثا عن إطلاق مناقصة وطنية  منذ بضعة أشهر من أجل منح الفرصة للجميع للمشاركة ولم تتبق سوى مرحلة فتح الأظرفة غير أنه تم تأجيل العملية بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19.

وأضاف أن أعوان الصيانة التابعين للمؤسسات الثلاثة الناشطة حاليا يجدون أنفسهم مجبرين على القيام بعدة دورات متعاقبة في اليوم من أجل التمكن من جمع النفايات المنزلية لعديد الأحياء بقسنطينة وتعويض غياب 35 مؤسسة خاصة من خلال استهداف مزيد من الأحياء الأكثر كثافة للسكان حيث ترتفع أخطار الإصابة بالمرض.

واعترف المنتخب في هذا الصدد بالصعوبات التي يواجهها عمال جمع النفايات خلال عملهم في هذه الفترة من الجائحة وفي ظروف غير ملائمة بسبب نقص الوسائل اللازمة للحماية كاشفا في نفس السياق عن “غياب عنصر التحضر لدى بعض المواطنين الذين لا يحترمون المواقيت المخصصة لجمع النفايات”.

.. تجند من السابعة صباحا وإلى غاية العاشرة ليلا

من جهته أكد محمد بومعزة، مدير المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري (بروبكو) المكلفة بجمع النفايات المنزلية بمدينة قسنطينة، بأن عمال جمع النفايات مجندون من الساعة السابعة صباحا وإلى غاية العاشرة ليلا مع احترام مواقيت جمع النفايات المعتادة، موضحا بأن كل شاحنة تضمن 4 دورات متعاقبة في اليوم.

وبخصوص معدات الحماية أفاد مدير هذه المؤسسة العمومية بأن “العمال يحوزون على قفازات ولكنهم غير مزودين في الوقت الحالي بكمامات”، معربا عن أمله في توفيرها لهم في وقت لاحق.

واستنادا لأحمد (46 سنة) والعامل في جمع النفايات منذ أزيد من 17 سنة فإن مثل هذه الوسائل “ضرورية”، معربا عن “غضبه” تجاه نقص وعي ولامبالاة بعض المواطنين الذين لا يولون اهتماما لضرورة وضع نفاياتهم في أكياس مغلقة كما يقومون برمي أقنعتهم وقفازاتهم الطبية على الأرض.

ولم يخف هذا الأب لخمسة (5) أطفال والعامل بأحد الأحياء المجاورة لمدينة قسنطينة خوفه من إصابته بفيروس كورونا المستجد وبالتالي نقل العدوى لأبنائه في ظل غياب أقنعة واقية ومعدات مناسبة “بالنظر للكميات الهائلة من النفايات التي نقوم بجمعها يوميا في ظروف سيئة”. وقال أحمد أن “غياب التحضر لدى بعض المواطنين ورفضهم احترام مواقيت جمع النفايات يجعل من مهمة جنود النظافة أكثر صعوبة”.

ق.و

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى